الدنيا على ابواب عيد الفطر المبارك والمسلمون في كل مكان يستعدون لهذا اليوم المبارك ولكن وحدهم سكان ولاية الخرطوم يتحركون وسط اكوام النفايات بسبب اضراب عمال النظافة وبسبب التردي الصحي والبيئي الذي غطى وجه ولاية الخرطوم في عهد الوالي عبدالرحمن الخضر، انظروا الى مشهد الطين والاوحال والنفايات في قلب الخرطوم وفي السوق العربي قبل ان تتفحصوا وجوه الاحياء والحواري والطرقات في ام درمان وبحري وغيرها من محليات الولاية، ان عاصمتنا «الحضارية» اصبحت مكباً عظيماً للنفايات والقاذورات بسبب ان حكومة الولاية لا تملك اي خطط وبرامج لمعالجة الآثار المدمرة للخريف وللغلاء ولكل ما يشين ويقبح بيئة الحياة في هذه الولاية التي تتفرج حكومتها على حال مواطنيها. هاتفني الكثيرون يوم امس حينما كتبت غيض من فيض من مشاهد التردي الصحي والبيئي في محلية شرق النيل هاتفوني محيين روح عكس حالهم ،بعد ان رسخ في اذهان الجماهير ان هذه الحكومة اصبحت تتعامل معهم ومع احتجاجاتهم وفق المثل الشعبي (الكلب ينبح والجمل ماشي ). حدثني الزميل الصحفي العائد من الغربة سيف الدين الجعلي انه اشتكى لمن كان يظن انه الوالي مظلمته ضد ادارة مشروع سندس وكيف انه فقد عشرات الافدنة من غير وجه حق اخذت من ملكيته بالباطل.. تخيلوا ماذا كان رد المسؤول عليه ...اجابه بانه شخصياً متضرر من سندس وانهم اخذوا منه بضعة افدنة بالباطل...وحينما قال الصحفي القادم من الغربة والذي كان يمني نفسه بالمساهمة في زراعة ارضه ليخضر الوطن انه سيشكو الحكومة الى الله رد عليه المسؤول بالقول فلتشتكي ماذا تنتظر !!!. هذا هو الوضع بالضبط لا احد يأبه لشيء ولايخاف عاقبة ما يفعل لانه وقر في نفوسهم انهم يملكون من الامر شيئا او ربما الامر كله، ولذلك يغلب على الادارات الرسمية جميعها التسيب وعدم الانضباط على طريقة القول الحكيم (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) فمن توكل اليه مهمة حماية والحفاظ على البيئة لا يقوم بواجبه ومن كلف بمعالجة آثار الخريف لا يكلف نفسه عناء البحث عن افضل وانجع السبل لتصريف المياه من الشوارع والاحياء وانما يحدث نفسه بالقول (مالي ومال الهم والتعب) ولذلك اصبحت الخرطوم مكبا كبيرا للنفايات من كل جنس ونوع. اين ذهبت برامج هيئة نظافة ولاية الخرطوم؟ اين هي الآليات التي تم شراؤها بالمليارات من اموال الولاية ابان عهد الوالي السابق عبدالحليم المتعافي؟ ماذا يفعل مسؤولو نظافة الولاية وماهي المهمات التي يقومون بها؟ بل اين هي تلك الشركات الخاصة التي تعاقدت معها محلية الخرطوم ابان عهد المعتمد عبدالملك البرير وماذا تفعل الآن بالضبط وكم قبضت مقدماً من خزينة الولاية؟ ان الازمة ليست في الاقتصاد فقط بل في السياسة والاخلاق، لدينا ازمة مستفحلة وطفح اخلاقي في الممارسة السياسية ينافس طفح المجاري بالسوق العربي ويبز اكوام وجبال النفايات المنتشرة في كل محليات ولاية الخرطوم فيما تنشغل الولاية بالصرف على ردم كيلومترات خصماً من شاطئ النيل بحجة توسيع شارع النيل، ان جرائم التعدي على شاطئ النيل تخفي وراءها الكثير المثير الخطر وهي جرائم (كبار) لا يرتكبها افراد عاديون من عامة الشعب ولذلك تعامت حكومة الولاية او هي تتعامي بالاحرى على التعدي على شواطئ النيل وتشارك في جانب من تلك الجرائم.