القضية الملحة التي تواجه ولاية الخرطوم الآن هي (مشكلة النفايات).. استعصى أمرها على الجهات المختصة.. العاصمة تحوّلت للأسف إلى (كوشة كبيرة).. الأحياء جفّتها سيارات النفايات.. أكوام القاذورات تملأ الشوارع.. هذا الأمر أدى إلى تدهور كبير في صحة البيئة. في الماضي كانت صحة البيئة تتدهور كلما ابتعدنا عن قلب الخرطوم.. الآن اختلف الأمر.. كل العاصمة تعاني.. النفايات أصبحت السائد في شوارع الولاية.. والنظافة باتت استثناء. شركات النفايات أحدثت استرخاءً في الجهد الشعبي الذي كان يعتمد عليه المواطنون في تنظيف الأحياء.. غابت هذه الظواهر للأسف لأنّ المواطن بات يسدد فاتوة النفايات وينتظر مقابلها خدمة تريحه من هَم النظافة.. ولكن غابت الشركات وتَبدّدت همة المواطنين فأصبح حال الأحياء يُغني عن سؤالها..! شوارع الخرطوم اليوم مُقارنةً بالأعوام السابقة تبدو أكثر اتساخاً.. خدمة نقل النفايات وتنظيف الأحياء من المفترض أن تتطوّر للأحسن.. ملاحظة المواطن العادي الآن أن أوضاع النظافة في شوارع الخرطوم تراجعت بشكلٍ مُقلقٍ. أتمنى ألاّ تتراجع قضية النظافة في أولويات الوالي الخضر.. الخرطوم مرّت بتحديات عديدة ربما أخّرت قضية النفايات في سلم الأولويات.. ولكن قناعتي تقول إنّها قضية يُفترض أن تتصدر اهتمام الولاية، لأن الوضع الراهن لا يليق بعاصمة السودان. مُؤلمٌ جداً أن تتحوّل الخرطوم بكل زخمها السياسي والدبلوماسي بهذا الوضع الصحي المحبط.. جولة لأيِّ مسؤول في الخرطوم في أحياء الكلاكلات والأزهري وجبرة والحاج يوسف والثورات وحتى قلب السوق العربي ستكشف عن كثير من الجرائم المُقترفة بحق المواطن. الغريب أنّ تحصيل النفايات مُستمرٌ في ظل انقطاع (عربات النظافة) لفترات طويلة أو عدم انتظامها في أحسن الأحوال.. انتكست الأوضاع كثيراً عن ما كانت عليه والأمر يستلزم وقفة حقيقية تعيد الخرطوم إلى قائمة العواصم النظيفة. الخرطوم بكل رمزيتها التاريخية والإستراتيجية تتحوّل أحياؤها إلى مَكبٍ للنفايات في ظل غياب كامل للرقابة على ما يحدث.. مع أنها المدينة التي تضج بأرتال المسؤولين الاتحاديين والولائيين ونواب البرلمان.. ولكن لا أدري أين العلة، هل تطبّعت أعيننا وأعين هؤلاء على هذه المشاهد المؤذية والمقززة أم أن النظافة باتت حلماً بعيد المنال. والي الخرطوم أقر في وقت سابق بوجود مشكلات فنية وإدارية تواجه مشروع نظافة الولاية نظراً لما وصفه بسوء الإدارة.. ونَبّه إلى وجود 467 عربة لنقل النفايات بالخرطوم.. الوالي قال إنّ عدد العربات الموجودة في الولاية أكثر من الموجودة في العاصمة السعودية الرياض.. الخضر قال كذلك الشهر الماضي إن الخرطوم على وشك الإعلان عن بداية عملية لإحداث نقلة نوعية تقوم على جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها واستخراج السماد العضوي منها عبر مصنع أنشئ خصيصاً لهذا الغرض. نحن ما زلنا في انتظار وعدكم سعادة الوالي.. لأن الأمر وصل مرحلة حرجة لا تحتمل الانتظار.. الولاية للأسف أصبحت عاصمة للنفايات.. شوارعها تطفح بالقاذورات من كل نوعٍ.. نتمنى أن نرى اهتماماً بهذا الأمر لأن الوضع بات لا يُحتمل.