توفي فجر أمس رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي ، في مستشفى في الخارج . وسيتولى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هايليمريام ديسيلين رئاسة الحكومة بالوكالة،ونعاه الرئيس عمر البشير ووصفه بقائد افريقيا الشجاع، مؤكداً انه كان أول زعيم افريقي يسهم بقواته في «يوناميد» بدارفور ومؤخرا في أبيي. وقال المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية بركات سايمن ان « زيناوي توفي في الخارج» بدون ان يضيف اي تفاصيل،ولم يظهر رئيس الوزراء «57 عاما» علنا منذ يونيو، وقد سرت عدة شائعات عن وضعه الصحي. وفي يوليو، ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسل لوكالة فرانس برس ،ان ميليس ادخل الى المستشفى في العاصمة البلجيكية وانه كان في حالة حرجة،واضاف بركات ان ميليس «كان يتعافى جيدا لكن فجأة حصل شيء ما ونقل على اثره الى وحدة العناية الفائقة حيث لم يتمكنوا من انعاشه»، ولم يعط المتحدث تفاصيل حول المرض الذي كان يعاني منه زيناوي. وفي مؤتمر صحافي عقده لاحقاً، قال المتحدث الحكومي، ان ميليس كان يعاني من مشاكل صحية «منذ عام»، واضاف «لكن افضل ما حدث له هو انه لم يعتبر يوما انه مريض وكان مستعدا للعمل كل الوقت وكل الايام وكل الليالي». واضاف ان نائب رئيس الحكومة الاثيوبي هايليمريام ديسيلين سيتولى رئاسة الوزراء بالوكالة،وتابع انه «بموجب الدستور الاثيوبي سيتوجه نائب رئيس الوزراء الى البرلمان ليؤدي القسم»، مؤكدا ان الحكومة تعمل على دعوة البرلمان الى الانعقاد «في اسرع وقت ممكن». وشدد على ان «كل الامور مستقرة». واوضح بركات ان «اجراءات التشييع ستجري وفق خطة اعدتها لجنة تعمل على هذه القضية»، موضحا ان اثيوبيا ستكون في حالة «حداد وطني» حتى تنظيم الجنازة «تكريما لرئيس الوزراء». وميليس حكم اثيوبيا بقبضة من حديد منذ 1991، وقد وصل الى الحكم على رأس مجموعة مسلحة تمكنت من اسقاط نظام الديكتاتور منغيستو هايلي مريام. وقد انضم الرجل الى النادي المغلق للقادة الافارقة الذين يحكمون منذ اكثر من عقدين على اثر فوزه الساحق في انتخابات 2010 حين نال 99 بالمئة من الاصوات. وكان بشخصه يجسد كل السلطة في بلده الذي حوله الى حليف رئيسي للولايات المتحدة في حملة مكافحة التطرف في القرن الافريقي. وفي يوليو حين تم الحديث عن دخول ميليس المستشفى في بروكسل، قال مصدر دبلوماسي ان رحيله قد يؤدي الى عواقب خطيرة في هذه المنطقة غير المستقرة. وقال المصدر ان ميليس «فرض سلطته على الدول المجاورة وكان يشكل قطب استقرار بين السودان واريتريا والصومال». ونعى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، ميليس، مؤكدا انه كان «قائدا قويا ليس في بلده فحسب بل في كل القارة الافريقية، يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات وخصوصا في القرن الافريقي». وفي الخرطوم ، عبر الرئيس عمر البشير عن أحر تعازيه وعن مواساته لحكومة وشعب اثيوبيا في وفاة زيناوي ،ووصفه بقائد افريقيا الشجاع، وقال انه كان مناضلا وحكيما سياسيا متميزا قاد شعبه بحنكة ودراية لنمائه وتطويره ،ومثل افريقيا في المحافل الدولية بكل شجاعة ورجاحة عقل ، وتميز بمواقفه المشهودة والايجابية تجاه السودان ، وظل مهموما بشأنه وحريصا علي الدوام بالمشاركة في جل ما يواجهه من تحديات وظل علي صلة مستديمة وحميمة بالقيادة السودانية ومبادرا في تأكيد قدرة الاتحاد الافريقي والقوات الافريقية في تعزيز السلام في السودان،مؤكداً انه كان أول زعيم افريقي يسهم بقواته في «يوناميد» بدارفور ومؤخرا في أبيي . وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس «انها اذ تفتقده تفتقد فيه شخصا صديقا وحكيما وهميما بسلام السودان واستقراره وتنميته لما يتميز به البلدان من علاقات تاريخية وأزلية» ، وذكرت بان الفقيد كان المبادر في استضافة المفاوضات الجارية بين السودان ودولة جنوب السودان حاليا. كما اجرى وزير الخارجية ،علي كرتي، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الاثيوبي هيلمريام ديسالين،و نقل له تعازى السودان حكومة وشعبا فى وفاة السيد ميليس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبى. من جانبه طمأن ديسالين ،كرتي بان الاوضاع مستقرة بالبلاد وتسير وفق مقتضى الدستور الاثيوبى .