توفي ليل الثلاثاء رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي الذي حكم البلاد لعقدين بقبضة من حديد، وكان احد اهم القادة الافارقة، وذلك في مستشفى في الخارج، كما اعلنت الحكومة امس. وسيتولى نائب رئيس الوزراء رئاسة الحكومة بالوكالة في هذا البلد المتحالف مع الولاياتالمتحدة في مكافحة التطرف الاسلامي في منطقة القرن الافريقي المضطربة. وافاد المتحدث باسم الحكومة بركات سايمن ان زيناوي توفي «في الخارج»، بدون اي تفاصيل. هل كان في بروكسل؟ ولم يظهر رئيس الوزراء (57 عاما) علنا منذ يونيو، وقد سرت عدة إشاعات عن وضعه الصحي. وفي يوليو ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسل لوكالة فرانس برس انه ادخل الى المستشفى في العاصمة البلجيكية، وفي حالة حرجة. واضاف بركات ان ميليس «كان يتعافى جيدا، لكن فجأة حصل شيء ما، ونقل الى العناية الفائقة، حيث لم يتمكنوا من انعاشه». ولم يعط تفاصيل حول نوعية المرض. وفي مؤتمر صحفي عقده لاحقا، قال المتحدث ان ميليس كان يعاني من مشاكل صحية «منذ عام، لكنه لم يعتبر يوما انه مريض، وكان مستعدا للعمل كل الايام وكل الليالي». واضاف ان نائب رئيس الحكومة هايليمريام ديسيلين سيتولى رئاسة الوزراء بالوكالة، وسيتوجه الى البرلمان ليؤدي القسم». ومنذ الحديث عن ادخال ميليس المستشفى، سادت شكوك في الحالة الصحية للرجل الذي يقود ثاني اكبر دولة في افريقيا جنوب الصحراء من حيث عدد السكان. النادي المغلق للقادة الأفارقة وميليس حكم اثيوبيا بقبضة من حديد منذ 1991. وقد وصل الى الحكم على راس مجموعة مسلحة، تمكنت من اسقاط نظام الدكتاتور منغيستو هايلي مريام. وانضم الرجل الى النادي المغلق للقادة الافارقة، اثر فوزه الساحق في انتخابات 2010 حين نال 99 في المائة من الاصوات. وكان قد تحول الى حليف رئيسي للولايات المتحدة في مكافحة التطرف في القرن الافريقي. وراى مصدر دبلوماسي ان رحيله قد يؤدي الى عواقب خطيرة في منطقة غير مستقرة. فهو قد فرض سلطته على الدول المجاورة، وكان يشكل قطب استقرار بين السودان واريتريا والصومال. أزمات القرن الأفريقي ونعى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما ميليس، مؤكدا انه كان «قائدا قويا بل في كل القارة، يعمل كوسيط في عدد كبير من الازمات، وخصوصا في القرن الافريقي». من جهته، اكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزي مانويل باروزو ان زيناي كان «زعيما محترما برهن على التزام بتحسين حياة كل شعوب افريقيا». وشهدت ولايات ميليس حربا حدودية دامية مع اريتريا المجاورة بين 1998 و2000 وتدخلين عسكريين في الصومال، الاول في نهاية 2006 وحتى مطلع 2009، والثاني منذ نهاية 2011 ضد المتمردين الاسلاميين من حركة الشباب.