عبَّر الرئيس السوداني، عمر البشير، عن أحر تعازيه ومواساته لحكومة وشعب أثيوبيا في وفاة رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوي بوصفه قائداً أفريقياً شجاعاً ومناضلاً وحكيماً سياسياً متميزاً قاد شعبه بحنكة ودراية لنمائه وتطويره. وتلقى الرئيس البشير مساء الثلاثاء اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الأثيوبي المكلف هايلي مريام ديسالين، عبر خلاله عن تعازي حكومة وشعب اثيوبيا للشعب السوداني وحكومته في قتلى طائرة تلودي. وطمأن ديسالين، البشير على الوضع في أثيوبيا بعد وفاة مليس زيناوي، مؤكدا عمق أواصر العلاقات الأزلية والتاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. وأفاد البشير أن زيناوي مثل أفريقيا في المحافل الدولية بكل شجاعة ورجاحة عقل، وتميز بمواقفه المشهودة والإيجابية تجاه السودان، وظل مهموماً بشأنه وحريصاً على الدوام بالمشاركة في جل ما يواجهه من تحديات، وظل على صلة مستديمة وحميمة بالقيادة السودانية ومبادراً في تأكيد قدرة الاتحاد الأفريقي والقوات الأفريقية في تعزيز السلام في السودان، وكان أول زعيم أفريقي يسهم بقواته في "يوناميد" بدارفور وأخيراً في أبيي. وأكدت رئاسة الجمهورية السودانية في بيان لها يوم الثلاثاء أنها "إذ تفتقده تفتقد فيه شخصاً صديقاً وحكيماً وهميماً بسلام السودان واستقراره وتنميته لما يتميز به البلدان من علاقات تاريخية وأزلية". وقالت إن الفقيد كان المبادر في استضافة المفاوضات الجارية بين السودان ودولة جنوب السودان حالياً. وأبدت الرئاسة السودانية أملها في أن يتحلى الشعب الأثيوبي وقيادته بالصبر ومواصلة المسيرة التي سلكها رئيس الوزراء الراحل زيناوي. اتصال كرتي من جانبه، أجرى وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الأثيوبي، هيلمريام ديسالين، ونقل له تعازي السودان حكومة وشعباً في وفاة زيناوي. وطمأن ديسالين نظيره السوداني بأن الأوضاع مستقرة بالبلاد وتسير وفق مقتضى الدستور الأثيوبي. وقالت الخارجية السودانية إنها تلقت بحزن كبير نبأ وفاة رئيس وزراء الجارة أثيوبيا، وعبرت عن مواساتها ومشاركتها للشعب الأثيوبي وللحكومة الأثيوبية الأحزان في فقدهما الكبير. وقال بيان أصدره مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية: "لقد ارتبط الراحل بعلاقات صداقة حميمة مع السودان، وتوسعت مجالات التعاون المشترك في عهده لتشمل جميع المجالات، ولعبت بلاده أدواراً مؤثرة في دعم جهود السلام والاستقرار، وصلت فيه درجة المشاركة بجنودها ضمن مجموعات حفظ السلام الدولية، واستضافت بلاده جولات التفاوض مع دولة جنوب السودان والتي استمرت لأكثر من عام". وأضاف أن السودان فقد برحيل مليس زيناوي صديقاً عزيزاً، وفقد الإقليم والقارة الأفريقية برحيله زعيماً مميزاً وقائداً حكيماً، أثبت حنكة في التعاطي مع قضايا أفريقيا، وأسهم في أن يكون للقارة دورها المميز في قضاياها وفي القضايا الدولية. وقالت الخارجية إنها تثق في قدرة القيادة الأثيوبية على تأمين الانتقال السلس للسلطة وفق مقتضى الدستور، ومواصلة الدور القيادي الذي ظل يلعبه الراحل إقليمياً ودولياً.