توفي رئيس الوزراء الأثيوبي، ميلس زيناوي، في ساعات متأخرة من ليل أمس الأول، حسبما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بركات سيمون. وقال سيمون إن زيناوي "كان يتعافى بصورة جيدة لكن فجأة حصل شيء ما ونُقل على إثره إلى وحدة العناية الفائقة حيث لم يتمكن الأطباء من إنعاشه". ولم يعط المتحدث تفاصيل حول المرض الذي كان يعاني منه زيناوي. وأوضح أن رئيس الوزراء الأثيوبي كان في "الخارج" عند وفاته بدون إعطاء المزيد من التفاصيل. وغاب زيناوي عن أنظار شعبه منذ أسابيع عدة، كما أنه لم يشارك في قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في عاصمة بلاده أديس أبابا الشهر الماضي. وقد سرت شائعات منذ ذلك الحين بشأن وضعه الصحي. ونقل التلفزيون الإثيوبي أن هايليمريام ديزالين، نائب رئيس الوزراء، سيتولى رئاسة الحكومة كرئيس وزراء مكلف. وفى الأثناء عبَّر رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن البشير، عن أحر تعازيه ومواساته لحكومة وشعب أثيوبيا في وفاة رئيس الوزراء الأثيوبي ميلس زيناوي بوصفه قائداً أفريقياً شجاعاً ومناضلاً وحكيماً سياسياً متميزاً قاد شعبه بحنكة ودراية لنمائه وتطويره . وذكر البشير أن زيناوي مثل أفريقيا في المحافل الدولية بكل شجاعة ورجاحة عقل، وتميز بمواقفه المشهودة والإيجابية تجاه السودان، وظل مهموماً بشأنه وحريصاً على الدوام بالمشاركة في جل ما يواجهه من تحديات، وظل على صلة مستديمة وحميمة بالقيادة السودانية ومبادراً في تأكيد قدرة الاتحاد الأفريقي والقوات الأفريقية في تعزيز السلام في السودان، وكان أول زعيم أفريقي يسهم بقواته في "يوناميد" بدارفور وأخيراً في أبيي. وأكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها، أمس الثلاثاء، أنها "إذ تفتقده تفتقد فيه شخصاً صديقاً وحكيماً وهميماً بسلام السودان واستقراره وتنميته لما يتميز به البلدان من علاقات تاريخية وأزلية". وقالت إن الفقيد كان المبادر في استضافة المفاوضات الجارية بين السودان ودولة جنوب السودان حالياً. وأبدت الرئاسة أملها في أن يتحلى الشعب الأثيوبي وقيادته بالصبر ومواصلة المسيرة التي سلكها رئيس الوزراء الراحل زيناوي. من جانبه، أجرى وزير الخارجية، علي أحمد كرتي، أمس اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الأثيوبي، هايليمريام ديسالين، ونقل له تعازي السودان حكومة وشعباً في وفاة زيناوي. وطمأن ديسالين نظيره كرتي بأن الأوضاع مستقرة بالبلاد وتسير وفق مقتضى الدستور الأثيوبي. في الأثناء أعلنت الحكومة السودانية أن المفاوضات بينها وبين جنوب السودان والمقرر لها أن تُستأنف نهاية الشهر الجاري في أديس أبابا ستكون في مواعيدها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح ل (المجهر) يوم أمس: "بالرغم من الفقد الكبير لرحيل زيناوي إلا أننا نعتقد أن المفاوضات ستسير وفق ما هو معلن.. ونتوقع أن تسير الأوضاع السياسية). واعتبر جنوب السودان رحيل رئيس الوزراء الأثيوبي أمراً مؤسفاً. وقال وزير الإعلام الناطق باسم حكومة الجنوب، برنابا بنجامين (للمجهر) يوم أمس: " إن الفقد كبير.. لقد كان وسيطاً محايداً ويقف على مسافة واحدة بين البلدين.. وكان محل ثقة بين الخرطوم وجوبا.. ويقول الأشياء الحقيقية بدون مواربة".. وفى ذات المنحى قال السفير العبيد في بيان صادر عنه باسم وزارة الخارجية إنهم تلقوا بحزن كبير نبأ وفاة رئيس وزراء الجارة أثيوبيا، وعبرت عن مؤاساتها ومشاركتها للشعب الأثيوبي وللحكومة الأثيوبية الأحزان في فقدهما الكبير. وقال البيان: "لقد ارتبط الراحل بعلاقات صداقة حميمة مع السودان، وتوسعت مجالات التعاون المشترك في عهده لتشمل جميع المجالات، ولعبت بلاده أدواراً مؤثرة في دعم جهود السلام والاستقرار، وصلت فيه درجة المشاركة بجنودها ضمن مجموعات حفظ السلام الدولية، واستضافت بلاده جولات التفاوض مع دولة جنوب السودان والتي استمرت لأكثر من عام". وأضاف أن السودان فقد برحيل ميلس زيناوي صديقاً عزيزاً، وفقد الإقليم والقارة الأفريقية برحيله زعيماً مميزاً وقائداً حكيماً، أثبت حنكة في التعاطي مع قضايا أفريقيا، وأسهم في أن يكون للقارة دورها المميز في قضاياها وفي القضايا الدولية. وقالت الخارجية إنها تثق في قدرة القيادة الأثيوبية على تأمين الانتقال السلس للسلطة وفق مقتضى الدستور، ومواصلة الدور القيادي الذي ظل يلعبه الراحل إقليمياً ودولياً.