اكثر ما ميز انتخابات ابريل السودانية هو المجموع الكبير من الاخطاء التي وقعت فيها المفوضية وفي كثير من مراحلها ما جعل البعض يربط ما بينها والاخطاء ما جعل احد الساخرين يقول ما وجدت المفوضية وصناديقها الا وكان الخطأ الفني ثالثهما، وهو الامر الذي يمكن ان نطلق عليه شيطان التفاصيل الذي رافق عملية اتفاقية السلام التي تمثل مفوضية ألير احد منتجاتها ما جعل عملية الاخطاء تنتقل اليها وهي العدوى التي تواجه كل الحاجات السودانية وفي كل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة (رمز ده فوق ورقة ده وصورة ده مع اسم داك وبطاقات الفاشر في مراكز الفاو واوراق الفاو عند ناس جوبا) نظرية الوحدة على طريقة الغلط غير المقصود. كانت تلك هي السمة المميزة لليوم الافتتاحي لعملية الاقتراع وفي معظم المراكز الانتخابية التي افرزت مجموعة من الاعتراضات من قبل المرشحين الباحثين عن الاصوات والذين رفضوا التعامل وفق الاغنية القائلة (هو اسوي في الغلط وانا اقول كتر خيرو) الا ان التعاطي بهذه الطريقة يتطلب توافر حالة من الحب والهيام، وهو الامر المفقود ما بين المفوضية والجماعة من بداية القصة (وديل كان لقوا ناس المفوضية في الضلام بحدروا ليهم ويصفوهم بعدم الحياد والشفافية والشوت مع المؤتمر الوطني.) «بالغتوا وبقيتوا لينا خلف الله وافرغتوا التحول الديمقراطي من مضمونه» و«ما دايرين ومنسحبين» جعل المفوضية تعترف باخطائها وتعلن اعادة 36 دائرة بعد ستين يوما الامر الذي مثل اعتذارا واعترافا من قبلها بهذه الاخطاء ومحاولة معالجتها مرة اخرى واعادة الناس تاني للصناديق وكان لسان حالها يقول: سامحوني غلطان بعتذر وننتظر الرد من المرشحين والناخبين مسامحك يا حبيبي قلبك عارفوا ابيض ابيض عارفوا قلبك وكلك حسن نية الا ان الاعتذار فتح عليها ابوابا اخرى تطالب بنفس الامر واعادة الانتخابات من جديد ومافي زول احسن من زول والاخطاء على قفا من يشيل الا ان اعتذار المفوضية ارتد عليها من قبل احبابها المفترضين من الناخبين وبصدى يتردد غناء: اعتذارك مابفيدك والعملتو كان بايدك وال(بِلدي المحن لابد يلولي صغارن) دوران مسابقة ما بين الاخطاء والاعتذار تعود الصناديق مرة اخرى للدوران مسابقة صناديق اكثر خطورة هي صناديق الاستفتاء على حق تقرير مصير الوطن ما بين البقاء او التناثر والتشتت وربما التشرذم