يعتقد البعض أن سكان المملكة العربية السعودية «المواطنين» ينتظرون بلهفة الخراف السودانية التي تعرف ب «السواكني» نسبة لتصديرها منذ زمان بعيد عبر ميناء سواكن.. نعم يعتقد البعض ان هؤلاء القوم يتلذذون بأكل «السواكني»، وبالتالي يستميتون في الحصول عليه، ويدعون الله تعالى أن يصلح حال المسالخ السودانية حتى يتم فك حظر اللحوم السودانية لتدخل الاسواق السعودية، غير أن الحقيقة أن أهل السعودية لا علاقة لهم بأكل اللحوم السودانية، فهم يكتفون بالخراف النجدية والنعيمية والتيوس الآتية من جازان الجنوبية.. ويستمعون بها مطبوخة مع الأرز الذي يمثل وجبة رئيسة لهم.. أما اللحوم السودانية فنحن الذين نطيل الانتظار لها، منذ أن كان الكيلو يباع ب «13» ريالاً، وحتى بلغ «48» ريالاً بأسواق بندة الشهيرة وفي بعض محالات الجزارة، والاخيرة تبيع لنا اللحوم الباكستانية والهندية على أنها سودانية، وبعضنا يزيد من «الشمار ويلقف الشوربة» وبالتالي يبتلع كل منها لقمة ظناً منها أنها رتعت في مروج الجزيرة وسهول كردفان. نعم ينتظر اللحوم السودانية قرابة المليون سوداني ينتشرون على امتداد مدن وبراري وجبال السعودية، وهم مقتنعون بأن هناك خرافاً سودانية حية تصل عبر الميناء بصورة رسمية، ومنها دفعة وصلت قبل عيد الفطر المبارك، اما اللحوم المذبوحة بمسالخنا المحلية فهم على قناعة راسخة بأنها لن تصلهم في وقت قريب أو حتى بعيد، بعد ان اكد عدد من القائمين على امر استيراد اللحوم السودانية أن هذا الامر اشبه بالمستحيل، على خلفية تمسك المفاوض السعودي بأن تكون المسالخ السودانية شبيهة برصيفاتها البرازيلية، وهي مواصفات عالمية عالية النظافة ومدهشة التقنية.. طبعاً تبريرات تبدو عجيبة وغريبة، فما هو الذي جعل مسالخ البرازيل مقنعة للمفاوض السعودي وجعل مسالخنا غير مقبولة على مدة خمس سنوات، والبقية تأتي.. أكاد اشتم «رائحة نتنة»، وهو امر يطرح تساؤلات ملحة: من هم الرجال الذين يقومون على امر تأهيل المسالخ، وهل سألهم رئيسهم «المباشر» ماذا فعلتم طوال السنوات الماضية وانتم غير قادرين على الايفاء باشتراطات السعوديين حتى تصل اللحوم السودانية للمغتربين السودانيين الذين يمثلون اكبر جالية سودانية بالخارج. القصة تحتاج لوقفة متأنية لفتح ملف صادر اللحوم «بشفافية»، وحينها قد تظهر الأسباب الحقيقية التي تقف ضد إصلاح حال المسالخ العاجزة عن النظافة وسلامة المذبوح فيها، وكذلك آليات ترحيله على مدى خمس سنوات او يزيد. وبقي أن نعبر عن دهشتنا لبعض الأحاديث التي تعتقد «خطأ» ان المواطن السعودي ينتظر الخراف السودانية ليتلذذ بها «لحماً وعظماً».. يا «عزيزي» نحن فقط الذين ننتظر اللحوم السودانية، كما هو حال السودانيين في مختلف المهاجر، وتبعاً لذلك تستفيد بلادنا من العائد المادي بدلاً من أن يذهب الى دول آسيا والصومال وجيبوتي التي «تدس» خرافها على أنها سودانية، وبعضنا «يلقفها» بدون «شمار». أخيراً ندعو لفتح ملف صادر اللحوم، فربما تجدون «العجب العجاب»!!