ظلت وفود سعودية تتألف من عدة جهات بينها «الزراعة والبيطرة» تزور الخرطوم بين فترة واخرى للوقوف على الايفاء بكامل الالتزامات الخاصة بالمسالخ ، حتى يناسب صادر اللحوم السودانية المعروف «بالسواكني» الى الاسواق السعودية، غير ان هذه الوفود تزور الخرطوم وتعود في كل مرة بخيبة امل ، فالاشتراطات المطلوبة لم تطبق ، طوال سنوات وليس اشهر .. وهي اشتراطات لا تحتاج لتكوين لجان ، او «عصف ذهني» فالأمر في غاية البساطة لا يعدو ان تكون هذه المسالخ ملتزمة بمبدأ نقل الذبائح بصورة صحية ، و التخلص من الحيوانات النافقة بوجود البياطرة ، و ان تكون غرف التبريد والتجميد مطابقة مع المواصفات العالمية المعتمدة لتصدير اللحوم ، وان تكون الذبائح قد تم فحصها قبل وبعد الذبح ، وتجويفها لتصبح صالحة للاستخدام.. ترى هل تحتاج هذه الاشتراطات كل هذه السنوات ، ام ان هناك امر خفي يسعى ان لايصل صادر اللحوم الى الاسواق السعودية؟!. واللحوم السودانية التي عنها نتحدث هي ليست لسد حاجة السعوديين بل ينتظرها اكثر من (800) ألف من المغتربين السودانيين بمختلف مناطق المملكة العربية السعودية ، وقد ظلت هذه الاعداد الكبيرة ، تعوض فاقد اللحوم السودانية باللحوم السورية ، فهي اقرب الى «السواكني» ، الا ان اللحوم السورية ،كما هو معلوم قد توقف صادرها ،بل لم تعد هناك أي رحلات بين دمشقوالرياض في ظل ماتعيشه سوريا من احداث داخلية عاصفة. واذا قدر للجهات المعنية بالسودان ان تطرح سؤالا على «العباقرة» المكلفين بملف تصدير اللحوم الى السعودية ،»عن طبيعة المشكلة» ليتبينوا حقيقة الامر ، ومن ثم ايجاد المعالجات التي تتجاوز سلوك الموظفين ربما غير القانعين بوظائفهم ، حتى يسد صادر اللحوم السودانية المساحة الشاغرة الكبيرة التي حدثت نتيجة وقف صادر اللحوم السورية . وهنا في الرياض كثيرا مانطرح السؤال على المستشارية الاقتصادية التابعة للسفارة السودانية ، وتجئ الاجابة دائما «ان جماعتنا لم يلتزموا بالمطلوب» ، وان الامر وصل الى 60% ثم الى 75% وهكذا ندور في نسب نعجز ان نجعلها 100% كما يريد الجانب السعودي حتى يطمئن على صحة وسلامة الصادر ، وهو أمر يتبعه في كل مايصل السعودية من صادرات ، ونحن على يقين بأن الجانب السعودي كثير التعاطف مع المكلفين بملف صادر اللحوم السودانية ، الا ان « جماعتنا» لم يفتح الله عليهم أن يبذلوا جهدا حقيقيا بموجبه يتم الايفاء بالاشتراطات المطلوبة .. واتوقع ان يظل ملف صادر اللحوم السودانية الى السعودية ، في حالة جمود ، مالم يتم اعفاء»العباقرة» الذين امضوا سنوات دون ان تسفر جهودهم عن تصدير «كيلو لحم» الى السعودية.. واذا تحدث البعض عن ان هناك دولاً تستورد اللحوم ، فذلك شأنها ان هي قبلت اقل من الاشتراطات المطلوبة .