التحركات التى قام بها نفر من أبناء مدينة الدويم خلال الأيام لماضية والتى هدفت لتوصيل صوت أهل المدنية للمسؤولين وعلى رأسهم الوالى يوسف الشنبلى، نجحت فى إحداث هزة نوعية لحكومة الولاية، حيث كان للتذمر الذى ساد المدينة مفعول إجيابي لمصلحة مواطن المدينة الذي شكا كثيراً من إهمال الحكومة له، وعدم تجاوبها مع قضاياه وشكواه من الظلم لذى لحق به بسبب تردى البيئة وغياب الكثير من الخدمات الصحية والإعانات التى تم منحها لبعض محليات الولاية، بينما تم تهميش الدويم وبطريقة شعر بها كل من يسكن أو ينتمى لهذه المدينة بالظلم الشديد. نائب دائرة الدويم بالمجلس التشريعى الولائى الجيلى على العبيد، أشاد بالتحركات من قبل بعض المواطنين، وقال إنها كانت حضارية وعكست قضية مواطن المدينة وما يعانيه من ظلم وتجاوزه فى بعض الأمور المتعلقة بآثارالخريف بصورة قوية، وقال إن الوفد الذى ذهب إلى الولاية وقابل الوالى نجح فى توصيل الرسالة المطلوبة، وأنه خرج بمكاسب كبيرة للمدينة بخصوص معالجة آثار الخريف، وأبان أن الوفد تلقى وعداً قاطعاً من والى الولاية بدعم مستشفى الدويم بمليون جنيه، وشوارع المدينة بمائة ألف جنيه، وطريق شبشة الدويم بخمسين ألف جنيه، وأكد أن هذا الدعم سيراه المواطن فى شكل خدمات وإعادة تأهيل للشوارع. بعض شباب المدينة الذين بادروا بوقفة احتجاجية أمام مبانى المحلية الأسبوع الماضى، عبروا عن امتعاضهم من الطريقة التى تم بها اختيار أعضاء الوفد الذى سافر إلى الولاية، حيث يرون أنها كانت انتقائية ولم تضع فى الاعتبار تمثيل بعض الفئات وعلى رأسها الشباب. وقال بعضهم إن القضية التى ذهبوا من أجلها تخص كل مواطني المدينة، مشيرين إلى أنهم لم يتم تفويضهم من قبل سكان المدينة، وكان عليهم التشاور مع الآخرين. إلا أن العديد من المهتمين بشأن المدينة عبروا عن استغرابهم لردة الفعل الغاضبة لبعض شباب المدينة على تشكيلة الوفد الذى مثل مواطنى المدينة وتحدث نيابة عنهم، حيث ذكروا أنه ليس هناك مبرر لهذا الهجوم، حيث أكدوا أن الهدف ليس من الذى يذهب، وإنما الدفاع عن مصالح المدينة والمطالبة برد حقوقها المشروعة، وقالوا إن الوفد نجح فى طرح القضية بصورة جيدة، وخرج بتعهد من الوالي بتدارك مشكلات الدويم بأسرع ما يمكن. الكثير من المواطنين وصفوا ما حققه الوفد الذى ذهب إلى ربك بالوعود، حيث أكدوا أن الأمر لم يتنزل إلى أرض الواقع حتى الآن، وقالوا إن ما تم فقط هو تنشيط عملية رش البعوض بالمبيدات، وناشدوا حكومة الولاية تنفيذ وعودها حتى يشعر المواطن بأنها مهتمة به وتحرص على توفيرالخدمات له على حسب قولهم. نائب الدائرة الجيلي طمأن المواطنين إلى أن صيانة شوارع المدينة من ردم وغيره ستتم خلال الأيام المقبلة، وقال إن الآليات الموجودة بالمحلية تحتاج إلى بعض الصيانة، وإن المحلية شرعت فى تأهيلها حتى تصبح جاهزة للعمل، وأبان أن طريق شبشة سيبدأ العمل فى إصلاحه خلال هذا الأسبوع. إلا أن بعض المواطنين حملوا لجنة تطوير المدينة وبعض الكيانات التى ترتبط بالدويم وتتخذ من الخرطوم مقراً لها، مسؤولية ما حاق بالمدينة من تردٍ، حيث ذكروا أنها لا تتحرك إلا بعد تحرك المواطن، مستشهدين بما حدث خلال الأيام الفائتة، حيث قالوا إن تذمر المواطنين واحتجاجاتهم عبر بعض المنابر هى التى دفعت لجنة تطوير المدينة إلى الجدية والتحرك، وقالوا إن اللجنة كان عليها أن تتحرك قبل دخول فصل الخريف حتى لا تعانى المدينة من تردى البيئة، فيما وجه البعض انتقاداً لاذعاً للكيانات الموجودة بالخرطوم لدرجة اتهامها بالتخاذل عن تقديم العون لمواطنى المدينة واكتفائهم فقط بانتقاد الوالى والمعتمد، دون أن تقدم أية مبادرة أو تسعى لمساعدة المواطنين. وذكر البعض أن هذه الكيانات لا تظهر إلا فى الاحتفالات فقط لتجميل صورتها، وأنها تستغل المناسبات من أجل مصلحة أعضائها، وأبانوا أنها وفى ساعة الحاجة الحقيقية تختفى ولا تهتم بما يحدث فى المدينة، مشيرين إلى أن وجودها أصبح مثل عدمه. مواطنو المدينة لم يسلموا هم أيضاً من الانتقاد بسبب سلبية الكثيرين، خاصة في ما يتعلق بالتخلص من النفايات، وذلك برميها في المجارى أو فى الساحات، مما أدى لإعاقة انسياب المياه. وقد طالب بعض المسؤولين المواطنين بالقيام بدورهم فى التوعية بمخاطر هذا السلوك. «الصحافة» ومن خلال تجوالها خلال اليومين الماضيين فى شوارع الدويم، لاحظت أن معظم أحيائها تعاني عدم وجود تصريف لمياه الأمطار، خاصة الامتداد وأبو جابرة والثورة ومبروكة، ووجدت أن الكثير من البيوت محاصرة بالمياه التي تظل راكدة لفترة طويلة، مما أدى لتكاثرالبعوض وتوالد الذباب بصورة مزعجة، وتأكد لها أنه كان يمكن تدارك كل هذه المعاناة بجهود مشتركة بين المحلية ولجنة المدينة والمواطن.