من هم الرحل: الرحل هم قطاع غني عن التعريف ولكن يمكننا أن نشير إلى بعض التعريفات الإجرائية التي ليست بالضرورة تقليدية بل هي تاريخية إقتصادية ، حيث يمكن القول هم اولئك المجموعات السكانية التي تمتهن الرعي بالسودان عموماً ويعتمدون على الثروة الحيوانية من أبقار وإبل كعمود فقري وعصب للحياة ، أيضاً هم الذين كانوا أحد دعامات عماد الاقتصاد السوداني في الفترة 1820 -2005م أي هم الذين كان لهم القدح المعلى في نمو الاقتصاد السوداني في فترة ما قبل النفط وهي الفترة التي كان الاقتصاد يعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية وبعض المصادر الأخرى من معادن وغيرها. ويمكننا إحالة القارئ الكريم إلى سجلات وزارة التجارة خاصة في الفترة 1956-2005م سيجد فيها الكثير المثير عن مساهمة هذا القطاع في الدخل القومي والتاريخ المحلي الإجمالي ، وهذه المساهمة إنعكست في جلب العملات الأجنبية ومدخلات الإنتاج مما أسهم في تطور وإزدهار الصناعة التحويلية وغيرها والذي انعكس أيضاً على نمو الخدمات من صحة وتعليم .. الخ على مستوى القطر. كل العالم يشهد نمو بيوتات الأعمال السودانية ونشوء أول رأسمالية وطنية سودانية في عاصمة ما بعد السودان والذين كانوا يديرون رأس المال فيها "حضارمة ، يمانية ، أغاريق ، شوام، ويهود. ظهرت الرأسمالية السودانية التي إتكأت في ذلك الوقت على روح الاقتصاد الحسي متمثل في الزراعة والرعي، فكان أن لمعت أسماء في مجال المال والأعمال مثل (عبدالمنعم محمد - حاج أبوزيد (البلك) - الشيخ مصطفى الأمين - عبدالمنعم منصور - الحاج أبرسي - الحاج النفيدي - ابوالعلاء - الحاج البرير - الخ) معظم هؤلاء لهم مايكفي من السجلات التعريفية بالرحل وخاصة من مارس منهم تجارة المواشي (الإبل - الضأن - البقر) وفي هذا ننصح الباحثين من الطلاب في مجال التجارة الخارجية بالبحث في دفاترهم القديمة. مدخل: الكل يعلم أن لكل منظومة إنسانية تسعى للنهوض بأي مشروع إنساني (رؤية واضحة المعالم ومهمة سهلة الإدراك والوصول) وهذا ما أطلق عليه بلغة الفرنجة (Vision & mission) ولعل مجلس تنمية وتطوير الرحل بولايات دارفور لم يكن بقدر العشم بالرغم من أنه أي المجلس كون بقرار جمهوري من رئيس الدولة نفسه لكننا نرى أن هذا المجلس قد إفتقد وإفتقر إلى إحترام (الريس نفسه) حيث أن القائمين عليه كما هو واضح لم يستندوا إلى أية رؤية لكي يصلوا إلى المهمة السهلة والبسيطة التي كون من أجلها مجلسهم. ولعل الرئيس عندما أصدر قراراً جمهورياً لتكوين هذا الجسم لخدمة هذا القطاع الحيوي كان يدرك الأهمية العظيمة التي سينجزها هذا المجلس. ولكي لا نطلق الحديث من غير أوتاد كان لا بد من غربلة المعلومات والبحث عن الخلل ومعرفة الأسباب التي أدت إلى فشل مشاريع هذا المجلس وأدت إلى تبديد المال العام بل وإلى تحويله إلى عمارات شاهقات في الخرطوم ورحلات إلى بلاد العم سام وغيرها من ملاذات الدنيا الفانية. عيدية مجلس تنمية وتطوير الرحل بولايات دارفور إليهم في شمال دارفور ياريس (السد إنقد) كانت عيدية المجلس إلى الرحل في شمال دارفور شبيهة كل الشبه بعيدية بشار الأسد السوري إلى (أبناء دير الزور) لقد إنهارت كل السدود التي أنشأها المجلس بولاية شمال دارفور وإذا إحتج أهالي مكجبار فلهم الحق أما إذا قلنا الحقيقة فليس لنا نصيب (ثلاثة سدود إنهارت) ونسأل إدارة السدود سؤالاً فنياً ومباشراً مارأيكم عن ثلاثة سدود تنهار في لحظة واحدة والباشمهندس أسامة يعلم وغيره أن هذه ليست سدوداً حقيقية بل هي ردميات أستخدمت لحجز المياه للأهالي ولكن السيل جرفها أما نحن وحسب المبالغ والشكية لغير الله مذلة نشتكي إلى النائب العام والمراجع العام وآلية مكافحة الفساد لكي يعرفوا أن الخلل في هذه الضلمة التي أسندت للرحل لقد علمنا عند سؤالنا عن قيمة أحد هذه السدود وهو سد (قرية : دامرة الشيخ عبد الباقي) كانت تكلفته 11مليار جنيه سوداني. ياريس ناس (سرف عمره) سألوا من التكلفة التي شيد بها سدهم المنهار وأيضاً ناس (مليط) جاز لهم السؤال. ونستعين بإدارة السدود كجهة فنية لكي تساعدنا في معرفة الحقيقة رغم أننا نعرف أن إدارة السدود لم تكن تعلم حتى هذه اللحظة بهذه السدود المنهارة. وسنواصل في فضح المستور وسنجري وراء الحقيقة في كل المجالات وقلنا هي ليست سدوداً بل هي مشاريع ردميات لحصاد المياه ولكن المجلس هو الذي ليس لديه رؤية ولا يستفيد حتى من خبرات الآخرين كالإدارات الحكومية ومنها إدارة السدود يديرون كل شئ ويفعلون بدون دراية ومعرفة وسوف نفصل هذا في كل المجالات الخدمية (المياه، الصحة، التعليم، الأمن...الخ)