الزائر لمستشفى الاطفال ببورتسودان يجد الكثير من الغرائب والعجائب.. خاصة عندما تقترب من بوابة المستشفى، اذ تشاهد عدداً من المناظر التي لا تسر العين من جلوس النساء امام البوابة وهم يرضعن اطفالهن، والبعض الآخر تجده منهمكاً في الطعام والشراب، ومعروف ان المستشفى يطل على الطريق العام للمواصلات، وقد يقول قائل إن هذه المناظر قد توجد في كل الولايات، باستثناء ولاية البحر الاحمر، لانها تنعم بالكثير من الايرادات المالية مما يؤهلها لعلاج مثل هذه السلبيات، والولاية تشهد هذه الايام بنيات عمرانية، ولم يقف العمل في هذه البنيات يوماً واحداً، ولم يأت هذا من فراغ، ويظل السؤال قائما لماذا لا تهتم حكومة الولاية بهذا الصرح؟ « الصحافة» تجولت داخل اروقة مستشفى الاطفال ببورتسودان ووقفت على شكاوي المواطنين «مرضى ومرافقين»، ويقول احمد اوهاج «مرافق» إن العنابر غير مهيأة، ودائماً ما تجد اكثر من طفل في «سرير» واحد، كما ان الغرف تعاني ضيقاً في بنيانها، وهو سبب هروب المواطنين للشارع بحثاً عن الهواء النقي. فاطمة علي والدة طفل مريض بالمستشفى قالت ل «الصحافة» إنه دائماً ما تجد العاملين بالمستشفى في حالة نفرزة ولا يتفهمون اوضاع المرضى الذين لا يجدون إجابات لاستفساراتهم، ولا احد يدري ما هو السبب، وعلي ذوي المرضى شراء الادوية من الصيدليات خارج المستشفى، وحتى «الشاش» الذي يستخدم للجروح يقومون بشرائه من الصيدليات. ومن الملاحظات التي شاهدناها أثناء تجوالنا بالمستشفى أن العاملين لا يلتزمون بزي العمل المعروف خاصة الممرضين، مما يفتح الباب للمحتالين والمجرمين، وحادثة انتحال الطبيب بالمستشفى ليست بعيدة عن الأذهان، حيث انتحل أحد الاشخاص صفة طبيب واحتال على احد الإثيوبيين «بائع رصيد»، وقال له إنه طبيب يعمل بالمستشفى، وهذا القصور الذي يؤدي للفوضى يرجع لادارة المستشفى. وتشير «الصحافة» إلى أن المستشفيات في بورتسودان تعاني مشكلات كثيرة ابرزها عدم وجود أدوية، كما أن البيئة غير مشجعة، ويصل الأمر الى وجود الكلاب داخل مستشفى بورتسودان خاصة امام المشرحة وخلف مستشفى الولادة في فترة الأمسيات، كما يشكو الممرضون والأطباء من تأخر الرواتب، ولا نريد الخوض فيها باعتبار أن هذه القضايا تشمل كل ولايات السودان. وأشار عدد من المراقبين إلى أن فشل وزارة الصحة بالولاية يعود لوزارة الصحة الاتحادية، لأنها دائماً تتسبب في إفشال عمل هذه الوزارات من خلال عدم تقديم الدعم اللازم.