أصدر مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعه بالقاهرة قراراً بحظر بث القنوات الفضائية السورية من خلال القمرين (عربسات ونايل سات). وقد أصابتني الدهشة لهذا القرار، الذي يجئ في زمن نتحدث فيه عن تدفق المعلومات وحرية الانسان في الوصول إليها، وذلك من حقوقه كإنسان. والمدهش أيضاً ان القنوات الفضائية التي تدور بينها وبين القنوات الفضائية السورية وأخص منها (سوريا - الاخبارية السورية - الدنيا) حرب تكاد تكون معلنة، وهي قنوات لها من الامكانيات والصيت ما يمكنها من كسب حرب الاعلام وهي (الجزيرة - العربية - بي بي سي - الفرنسية 24). ولقد تابعت منذ بداية الأزمة السورية هذه القنوات على اختلاف توجهاتها - واحدى هذه القنوات السورية لديها برنامج تحت عنوان (التضليل الاعلامي) تقدم فيه ما تقع فيه هذه القنوات من هفوات - على حسب وجهة نظرها. والمتابع المحايد لابد له أن يسجل بعض الملاحظات: أولا: ان المتلقي العربي عادة لا يثق بالاعلام الرسمي، وانه دائماً ما يتجه إلى قنوات أخرى خارج وطنه عله يجد فيها الحقيقة الغائبة عن شاشات وطنه. ثانياً: ان هذا القرار المفاجئ يسجل ان الاعلام السوري قد كسب معركة الاعلام بدليل ان الآخرين لم يجدوا طريقة لمقارعته الحجة بالحجة والصورة بالصورة - ولهذا شهدنا تفجيرات استهدفت مباني أجهزة الاعلام الرسمية، واغتالت واختطفت اعلاميين واعلاميات.. ثالثاً: ان الحل لا يكمن في ايقاف البث من قبل الجامعة العربية ووزرائها. ولا في التضييق على الاعلاميين الأجانب الذين يقصدون سوريا. ولعل الحكومة السورية تربح معركة الاعلام نهائياً إذا تعاملت مع الآخرين كما تعاملت مع روبرت فيسك وبعثة التلفزيون الاوكراني. لهذانأمل أن تسود الحكمة، وأن تكون الحرب الاعلامية حربا نظيفة تقوم على تمليك المواطن العربي المعلومة الصحيحة، وأن تثق في قدرته على استيعاب الرسائل الاعلامية الموجهة من أطراف النزاع، وأنه بإمكانه الموازنة بين هذه الرسائل. ونأمل ان تتوقف الدعوات الى سفك الدم السوري وان تفتح ابواب الحوار