تتيح الصحافة هذه المساحة للرد على ما جاء في العدد 6860 عملا بحق الرد المكفول للجميع، وتنوه الى ان خليفة المهدي عبد الله ود تورشين محل احترام وتقدير ولا يمكن للصحيفة ان تكون هدفت للتقليل من قدره أو من اسهامه الوطني، ولكل من تأذى مما نشر العتبى. الأخ الكريم رئيس تحرير صحيفة «الصحافة» لك خالص التحايا والاحترام تعقيب على كاتب عمود مائة كلمة وكلمة حول معركة كرري بتاريخ 5/9/2012م أرجو أن أبعث بهذا التعقيب رداً على ما جاء بصحيفة «الصحافة» بالعدد «6860» بتاريخ 5/9/2012م للكاتب الصحفي التقي محمد عثمان في عموده مائة كلمة وكلمة بالصفحة الخامسة - والذي وصف فيه معركة كرري بأنها تذكرة دخول لكل معاركنا الخاسرة التي خضناها برعونة وبدون معرفة لموازين القوة وحسابات الربح والخسارة - مات فيها الفرسان بالجملة لأن رئيسهم كان ينظر للأمور بطريقة رئيس المجلس الوطني لحوادث الطائرات بدلاً من الأسف لسقوط القتلى بتلودي - قال أنه سيركب طائرة معطوبة ليلحق بالشهداء - وكذلك كان خليفة المهدي لم يستمع لآراء العقلاء الى أن مات ميمناً وجهه للقبلة وباقي جسده للأعداء بأم دبيكرات هازماً رجال المهدي باصراره عليهم لمواجهة مدافع المكسيم بالحراب والسيوف. 1- معركة كرري لم تكن تذكرة دخول لكل معاركنا الخاسرة بل هي تذكرة مرور واستمرارية لكل تاريخنا المضيء - هي معركة كرامة وشرف وإن كانت خاسرة شأنها شأن كثير من المعارك التي تخوضها الجيوش في العالم من أجل الأوطان ولكنها أفرزت لنا إرثاً جهادياً ظل وقوداً لكل الثورات والمقاومات التي أعقبت سقوط المهدية الى أن تحقق الاستقلال الثاني للسودان في 1956م. 2- المقارنة بين رئيس المجلس الوطني وخليفة المهدي مقارنة غير دقيقة وفيها تقليل متعمد لدور خليفة المهدي ومجاهداته فهو رئيس دولة شارك في تحريرها وتأسيسها وقائد أعلى لقواتها بعد انتقال الإمام المهدي عليه السلام للدار الآخرة بعد ستة أشهر من إرساء قواعد الثورة وتولى خليفة المهدي تأسيس الدولة كأول دولة سودانية ذات سيادة وطنية عرفت باسم السودان بحدود مليون ميل مربع والتي يتكالب عليها الأعداء الآن كتكالبهم على دولة الخليفة. 3- خليفة المهدي جاء من اقصى غرب السودان من أم دافوق على ظهر حمار أو راجلاً يحمل حربته وسيفه وسعن موية به قليل من الدخن كطعام قاصداً الامام المهدي للمشاركة في تحرير السودان و نصرة الاسلام ولم يأت من أحد أحياء الخرطوم ممتطياً عربة برادو ليحصل على منصب تشريعي أو وزاري . 4- خليفة المهدي لم يمت ميمناً وجهه للقبلة فحسب بل استشهد وسط انصاره وقواته ومجاهديه وقوات العدو تحيط به من كل الاتجاهات وسقط على فخذي أبو جكة أحد فرسان المهدي الذي ظل ملاذاً له ويكفيه فخراً بأنه استشهد على فروته شهادة تحدث عنها الأعداء قبل الاصدقاء في شأن الله والوطن. 5- خليفة المهدي عندما أيقن بأن وقت الشهادة قد حان وجه نداء لقواته ومجاهديه بأن من أراد منهم الرجوع لأهله فله ما أراد ومن أراد الشهادة معه فله ما أراد وعفا عنهم وطلب منهم أن يعفوا عنه - ليس هناك وجهة مقارنة بين هذا الموقف وموقف رئيس المجلس الوطني الذي حرمته رئاسة الجمهورية من السفر لاداء صلاة العيد بتلودي والمعايدة مع القوات المرابطة بذلك الجزء العزيز من الوطن - وبالتالي لم ينل الشهادة مع شهداء الطائرة حيث أنها لم تكن مقصدهم في تلك الرحلة الشهادة بل هجمت عليهم هجوماً نسأل لهم القبول والرحمة. 6- ذكر كاتب المقال بأن خليفة المهدي هزم رجال المهدي في معركة كرري برعونته وماتوا بالجملة وهم يواجهون مدافع المكسيم بالحراب والسيوف - وهو يعلم تماماً بأن نفس السيوف والحراب هي نفسها التي هزم بها الإمام المهدي عليه السلام وخليفته جيوش هكس والشلالي وحرروا بها الابيض والقلابات وقطعوا بها رأس غردون - ثم لماذا هم رجال المهدي وليس خليفته - وهو يعلم أن الإمام المهدي قد انتقل الى جوار ربه قبل أربعة عشر عاماً من معركة كرري وتولى خليفة المهدي ادارة الدولة وقيادة الجيش. 7- ذكر كاتب العمود أن كرري كانت تذكرة دخول لمعاركنا الخاسرة ولم يوضح المعارك الخاسرة التي قادها رئيس المجلس الوطني القتالية وليس الخطابية حتى تكون المقارنة بينه ومعارك خليفة المهدي. 8- إن المقارنة أو التشبيه بين دور خليفة المهدي ومسؤوليته ودور رئيس المجلس الوطني الذي نكن له كل التقدير والاحترام - مقارنة ليست في مكانها - لأن المعارك الكبرى التي تخوضها الدول الخاسرة منها او الناجحة دائماً تحسب لرأس الدولة أو عليه وليس لرئيس المجلس الوطني وبالتالي كان على كاتب العمود ان يكون أكثر شجاعة ولينزل الناس منازلهم وتتم المقارنة أو التشبيه بين خليفة المهدي كرأس الدولة ورئيس الدولة وليس رئيس المجلس الوطني. والله من وراء القصد وحسن السبيل. يس بشير محمد ولاية سنار