٭ في حادث مروري ظهر السبت 51 سبتمبر 2102م-82 شوال 3341ه على طريق «السليم دنقلا» بالولاية الشمالية، حيث كان والياً لها، رحل الرمز الإسلامي الوطني القانوني والمهني فتحي خليل محمد وهو في الخامسة والستين من العمر. وهى بمقاييس أهل الدنيا فترة عمرية قصيرة نسبياً، ولكن الراحل فتحي تقبل الله منه كان قد أنجز فيها الكثير وترك فيها من القدوة والمثل الكثير أيضاً. وهذا بشهادة الخلق الكثير الذين تدافعوا عصر ذلك اليوم معزين ثم مشيعين لجثمانه إلى مقابر الصحافة بالخرطوم مساء نفس اليوم، وهو المشهد الذي سبق ذلك في الولاية الشمالية وأهلها من عارفي فضل الرجل وإنجازه وحرصه على أداء الواجب والياً على ولايتهم شأن مؤسسات وجهات اخرى كان للراحل فتحي خليل دوره وبصماته فيها كاتحاد المحامين السودانيين الذي جمع خليل شتاته واضاف اليه الكثير مما لم يكن مسبوقاً. ولعل الحضور الواسع والدائم لأهل المهنج طوال أيام العزاء ومراسمه وما ذكروا للراحل من شهادات واعترافات موجبة، هو خير دليل على ذلك. ورغم أن للسياسة والحراك من خلالها ما يخدش ويمس، إلا أن فتحي خليل وهو السياسي الإسلامي منذ سنوات الطلب في الثانوي والجامعة والى تخرجه مع انتفاضة شعبان 3791م وما تلاها حتى ساعة رحيله ظهر ذلك اليوم، لم يجد الاستاذ الراحل من خصومه السياسيين غير الاحترام والاعتراف له بأنه كان نظيف اليد واللسان. ويذكر في هذا الخصوص الكثير مما قيل عنه وهو يقبر. والإشارة هنا إلى ما قاله المحامي المنافح غازي سليمان وما صدر عن زعيمي الحزبين الكبيرين من نعي وذكر حسن وغيرهما بكل تأكيد. وربما يكون ما ميز أخانا الراحل فتحي خليل أكثر، وتذكر له في غيابه شجاعته الوطنية والمهنية واخلاصه الدعوي الاسلامي والنأى بنفسه عن حطام الدنيا. فقد مات فتحي وخرج جثمانه من منزله بالحارة الرابعة بامتداد ناصر وهو منزل درجة ثالثة وليس أولى!! ألا رحم الله أخانا فتحي خليل محمد. وعزاؤنا جميعاً في فقده أنه كان رمزاً ومنارة.. تقبله الله.