معاناة كبيرة عاشتها بعض محليات النيل الأبيض خلال خريف هذا العام، حيث اجتاحتها سيول وفيضانات غير مسبوقة، وقد كان الضرر أكبر فى قرى محلية قلى التي تقع شمال كوستي.. «الصحافة» وقفت ومن خلال جولتها بالمحلية على حجم المأساة التى حلت بالمواطنين، وهالها ما رأته من انهيار للكثير من المنازل والمدارس وتلف فى المحاصيل التى يعتمد عليها السكان فى غذائهم وتلبية احتياجاتهم الأخرى، وقد هبت جهات عدة لتقديم العون للمنكوبين بدءاً بحكومة الولاية والمحلية والعون الإنسانى الألمانى ومنظمة بلان سودان «وحدة مشروعات قلى»، حيث تعاونت هذه الجهات من أجل التخفيف عن المواطنين بتقديم مساعدات عاجلة مع إجراء دراسة لوضع حل جذرى لمجابهة هذه المشكلة مستقبلاً. الأستاذ ونيس حمد معتمد محلية قلى، قال ل «الصحافة» إن المحلية تأثرت كثيراً بالسيول والفيضانات التى اجتاحتها في الشهر الماضى، مشيراً إلى أن «24» قرية دمرت تماماً، وأن بعضها عزل عن العالم، وأكد أن المحلية ومن خلفها حكومة الولاية واللجنة العليا للطوارئ عملت على تقديم المساعدة للقرى المتأثرة، وقال إن منظمة بلان سودان كانت لها مساهمة مقدرة فى مساعدة المنكوبين، وكذلك العون الإنسانى الألمانى، وأشاد بدورهما فى هذا الصدد، وقال إنه تم توزيع «2000» ناموسية وآلاف من المشمعات وتقديم دعم صحى يوم الجمعة الماضى، وجدد المعتمد وقوفه مع مواطنى الولاية من أجل الخروج من هذه الأزمة. السفارة الألمانية كانت حاضرة للجولة التفقدية عبر دكتور دريك نائب السفير الألمانى الذى أكد ل «الصحافة» حرص حكومة جمهورية ألمانية الاتحادية على المساهمة فى مساعدة المتأثرين، وقال إنها قدمت دعماً بمبلغ مائتى ألف يورو بكل من النيل الأبيض وكسلا، وأنه كان هنالك تفاعل سريع من السفارة حتى لا تتفاقم الأزمة، وأكد أن زيارته للمناطق المتأثرة بالولاية هى تأكيد على مساندة ألمانية للمتضررين، وقال إن حكومة ألمانيا تشكر حكومة ولاية النيل الأبيض ممثلة فى الوالى يوسف الشنبلى ولجنة الطوارىء ومحلية قلى وعلى رأسها معتمدها ونيس حمد، كما أشاد بجهود منظمة بلان سودان «المكتب القطرى» ووحدة مشروعات قلى لدعم المتضررين، مؤكداً أن تعاون الحكومات والمنظمات والمانحين لصد المخاطر مهم حتى يتم تلافى آثارها بالسرعة المطلوبة. الأستاذ نميرى على مدير العمليات الميدانية بمنظمة بلان سودان «المكتب القطرى» قال ل «الصحافة» إن المنظمة درجت على المشاركة فى مجابهة آثارالكوراث فى كل الولايات العاملة بها، وأبان أنها وفقت فى استقطاب منحة من حكومة ألمانيا فى حدود «200» ألف يورو للخروج من حالة الطوارئ بالنيل الأبيض، وقال إن حكومة الولاية والمحلية لعبا دوراً فعالاً من أجل إنجاح عمل المنظمة بتيسير زيارة نائب السفير للقرى المتأثرة بالسيول وتسهيل مهمة المنظمة، وأبان أن سياسة المنظمة أثناء الطوارئ تركز على ثلاثة محاور هى: حماية الأطفال وتقديم كل ما ينقذ الحياة والتأكد من استمرارية التعليم، وأضاف أنه الآن يتم التفكير في ما بعد مرحلة الطوارئ عبر برامج التنمية المستدامة والحماية، وذلك بالتنسيق مع حكومة الولاية والمحليات حتى لا يتكرر ما حدث من كوارث هذا العام. الأستاذ الطيب عز الدين مدير منظمة بلان سودان «وحدة مشروعات قلى»، قال للصحيفة إن مشاركة المنظمة فى درء آثار السيول والفيضانات شملت محليات قلى، ربك، السلام وتندلتى، مضيفاً أنه قد تم إجراء دراسات أولية للوقوف على حجم الضرر ومن ثم تحديد نوع المساعدات، وقال إن محلية قلى كانت الأكثر تضرراً، وأوضح أنه تم توزيع «4500» ألف ناموسية وألفي مشمع، وتنفيذ حملات رش للبعوض والذباب، إضافة لحملات إصحاح البيئة كما ذكر، وقال أن ذلك كله يتم بالتعاون مع محلية قلى ومشاركة المواطنين. وأضاف أن هناك مساعدات صحية وأخرى لمياه الشرب وزعت خلال الأيام الماضية، وبخصوص التعليم أوضح عز الدين أنه تم تخصيص جزء من مبلغ المنحة لبناء فصول وصيانة بعضها حتى لا يتأثر العام الدراسى، وكشف عن خطة لتدريب المجتمعات المحلية لكى تكون مستعدة لمثل هذه الكوارث، وقال إن المنظمة وفرت دعماً من مواردها الذاتية كان فى شكل مواد غذائية للأطفال، وأكد أن المنظمة ساهمت من مواردها الخاصة بمبلغ «250» ألف جنيه. وشكر فى ختام تصريحاته حكومة الولاية والمحلية واللجنة العليا للطوارئ وحكومة ألمانية على تعاونهم المشهود مع المنظمة. المواطنون ومن خلال مشاهدات «الصحافة» كانوا فى قمة السعادة بعد حصولهم على الدعم، حيث عبر بعضهم عن امتنانه للسفارة الألمانية والمنظمة، فقد أكد الأستاذ حامد دفع الله حامد مدير مدرسة السنيط المختلطة للأساس ل «الصحافة» أن ما تلقوه من مساعدات أزاح عنهم الكثير من المعاناة، وطالب بالتركيز على إعادة تأهيل المدارس حتى لا تتأخر العملية التعليمية، مشيراً إلى انهيار وتصدع الكثير من المدارس، وأن ذلك تسبب فى توقف الدراسة فى بعضها وتحويل طلابها للدراسة بمدارس أخرى كما حدث فى قرية السنيط .