متى ترتقي إلى مستوى سمعة ومكانة المدينة الساحرة؟! كسلا: حامد إبراهيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ظلت سلطات محلية كسلا تعلن في مختلف المناسبات وعبر كافة المنابر الإعلامية المتاحة جاهزيتها لتطوير المدينة العريقة ولا تفتأ أن تكرر باستمرار أنها استجلبت آليات وشغلت الشباب وكنتيجة حتمية لهذه الجهود فقد تغير وجه المدينة إلى الأحسن.... وكما يقول المصريون "فإن الكلام ليس بفلوس"، وتبقى العبرة دائماً بالنتائج على أرض الواقع، عند الاختبار الحقيقي ليحكم الناس على عمل سلطات المحلية، وما إذا كانت قد استعدت بالفعل أم أن الأمر لا يعدو أن يندرج في خانة الاستهلاك السياسي. في هذا العام 2012م الذي نعيش خواتيم أيام خريفه المدرار وفي ذات الوقت نستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ومن واقع ما عاشه أهل كسلا في الشهرين الماضيين فقد عبر العديد من الحادبين على مصلحة المدينة عن استيائهم الشديد من الحال المزرية التي آلت إليها أسواق مدينة كسلا وأحياؤها السكنية على حد سواء وتمثل ذلك في البرك وسوء تصريف المياه وما ترتب عليها من طين وأوحال والباعوض والذباب خاصة في بعض الأحياء السكنية في الضفة الشرقية، حيث تحولت ساحاتها وطرقاتها إلى مستنقعات وبرك آسنة وأصبح التجول بين منازلها ومرابيعها يحتاج إلى مراكب شراعية، ومن تصاريف الأقدار أن تزامن ذلك مع الفوضى الشديدة في السوق الكبير وغياب التنظيم من قبل سلطات المحلية والاختناقات المرورية غير المعهودة في تاريخ المدينة، وبلغ الأمر أن بعض البائعين كانوا يفرشون بضائعهم مباشرة على قارعة الطرق الرئيسية التي تم احتلالها تماماً مستفيدين في ذلك من قفل بعض الطرقات أمام السيارات من قبل شرطة المرور مما تسبب في إعاقة حركة المتسوقين والمتسوقات. وقد كشف هطول الأمطار وتزامنه مع زحمة العيد مستور هذه المدينة العريقة وأبان الحال المزرية التي هي عليها وأبرز صورتها كما هي دون مساحيق أو رتوش، وقد يقول قائل بأن كسلا مدينة جميلة بطبيعتها ولا تحتاج إلى تجميل، وهذا كلام غارق في الرومانسية ويفتقد للواقعية لأن الحقيقة التي على أهل كسلا مواجهتها حاكمين ومحكومين ووضعها نصب أعينهم أن كسلا لم تعد محمية طبيعية يشقها نهر القاش إلى شطرين وتحفها السواقي والمروج الخضراء، من كل جانب ويطل عليها بحنو جبل التاكا الأشم ولكنها الآن هي مدينة يقطنها أو يؤمها يومياً نصف مليون من البشر ويمارسون فيها كل ضروب حيواتهم الطبيعية من أكل وشرب وإخراج و.. و .. إلخ... وتنطبق عليها الشروط التي تحكم بقاء المدن في عالمنا المعاصر وهو أمر يحتم على المسؤولين القائمين على تسيير شؤون الرعية فيها بذل الجهد وسكب العرق الذي قوامه التخطيط السليم ليس للمحافظة على جمال المدينة فهذا يعد في الظروف الراهنة ترف لا يطمح إلى تحققه مواطن كسلا ولكن على أقل تقدير توفير حد أدنى من الظروف البيئية التي تمكن إنسان كسلا من العيش فيها بسلام دون أن يكون عرضة لأمراض التخلف وتدهور البيئة. فوضى سوق كسلا الحاج بابكر عبدالله قال إن ما شاهده في عيد الفطر الماضي من فوضى يسأل الله أن لا تتكرر في عيد الأضحى المرتقب وتساءل بحسرة ماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به محلية كسلا؟ ولماذا اكتفت بالفرجة على الناس؟، مضيفاً أنه وجد صعوبة شديدة في الدخول إلى سوق البوتيكات ليتمكن من شراء مستلزمات أطفاله وبعد معاناة شديدة جداً قرر أن يشتري من طرف السوق دون وضع اعتبار للجودة والمفاضلة، مضيفاً أنه وكنتيجة لما وقف عليه من فوضى فقد منع أفراد أسرته نساءً وأطفالاً من الذهاب للسوق للتسوق وشراء حاجياتهم بأنفسهم كما جرت العادة مكتفياً بشراء مستلزمات العيد نيابة عنهم... أما عثمان عبداللطيف من سكان حي الشعبية فقد عبر عن معاناتهم من سوء تصريف مياه الأمطار بحيهم وتحوله إلى ما يشبه المستنقعات حسب وصفه وقال حتى شارع الإسفلت الذي تم تعبيده قبل أعوام قليلة تحول بقدرة قادر إلى خور وعقب هطول المطر بساعات طويلة لا تستطيع السيارات بما فيها المواصلات العامة السير على طريق الإسفلت ناهيك عن الطرق غير المسفلتة، وأضاف بأنه كنتيجة لذلك تتوقف حافلات المواصلات في منتصف الطريق مما يفرض على المواطنين الخوض في الطين بأرجلهم والسير لمسافات بعيدة إلى منازلهم حاملين أمتعتهم على ظهورهم. رمال القاش بدلاً عن الأنترلوك وعقب الأمطار الأخيرة ولمواجهة ما خلفته من وضع بيئي خطير وبدلاً من بذل الجهد ومضاعفة ساعات العمل وتوظيف كافة الآليات والتراكتورات واللودرات التي ظلت تفاخر محلية كسلا بامتلاكها لتجفيف تجمعات المياه، عوضاً عن ذلك اهتدى مهندسو المحلية ودهاقنتها إلى حيلة غريبة وهي ردم برك المياه التي خلفتها الأمطار برمال القاش مما تسبب في وحل الكثير من سيارات المواطنين في منتصف السوق، وأصبح حال المحلية "كمن ينكث غزله بيديه"، فكيف يتم ردم شارع إسفلت كلف الدولة مليارات الجنيهات وإهالة الرمال عليه؟، وصار البعض من المواطنين يتساءل صراحة هل هذه الرمال هي البديل الواقعي لمشروع رصف المدينة بالأنترلوك الذي ظلت تبشر به حكومة ولاية كسلا كثيراً في الأعوام الماضية؟، وتساءل الأستاذ عبدالرحمن علي متحسراً إذا كانت سلطات المحلية عاجزة عن ردم برك المدينة فلماذا لا تترك المهمة لشمس كسلا الساطعة التي تكفلت في سنين سابقة بتطهير المدينة؟. وإن كان من إيجابية يمكن ذكرها وسط هذا الكم الهائل من الإخفاقات فهي بلا شك مقدرة سلطات المحلية على إزالة نفايات تسوق عيد الفطر الماضي من أكياس بلاستيكية وكراتين فارغة وغيرها في زمن معقول.. وهي نفايات هائلة جداً وكانت في الماضي القريب تأخذ وقتاً كبيراً لتجميعها ونقلها إلى مكبات النفايات على تخوم المدينة وقد تم التصدي لها هذا العام رغم ظروف الأمطار التي هطلت ثاني أيام العيد وإن تلاحظ أيضاً وجود القليل منها وقد صبت عليه الأمطار وخلف مناظر غير كريمة وهو لا يقلل من الجهد الذي بذل في هذا الجانب ويبدو أن سلطات المحلية استنفرت كافة جهودها لإزالة النفايات ولم تتحسب لهطول الأمطار رغم أنها كانت في ذلكم الوقت في منتصف فصل الخريف، نقول ذلك رغم إدراكنا التام أن التعامل مع الأمطار لا يتم التحسب له بين ليلة وضحاها ولكن يتم التخطيط له وتنفيذ مشاريعه وفق خارطة موجهة تأخذ وقتاً طويلاً ومالاً كثيراً.