*يكاد كل المريخاب ( بمن فيهم اللاعبون ) يجمعون على أن المشكلة الوحيدة التى تهدد إستمرار فريقهم فى البطولة الأفريقية وستعجل بمغادرته لها ومن ثم تلاشى آمالهم وطموحاتهم فى الفوز بالبطولة الأفريقية أو حتى الوصول لنهائياتها، هى مدرب الفريق البرازيلى ريكاردو والذى بات مرفوضا من غالبية المريخاب إن لم يكن كلهم، وليس هناك من له قناعة بهذا المدرب الفاشل والذى وضح بالأرقام والنتائج وعروض الفريق أنه أقل من أن يحقق للمريخ شيئا سوى رئيس مجلس الإدارة ومعه ثلاثة فقط من أعضاء المجلس، ويأتى تمسك رئيس النادى بريكاردو ليس لأنه كفء أو مقتدر أو قناعة به كمدرب ولكن بحجة أن الوقت غير مناسب وأن الموسم فى نهايته وأنه ليس من الصحيح أن يتم إستبدال المدرب فى هذا التوقيت الحرج، إضافة لذلك فهناك من يرى ( وأنا منهم ) أن الإبقاء على ريكاردو يجئ بسبب ما يسمى بالشرط الجزائى ذلك برغم أن واقع الحال الإقتصادى فى المريخ وإمكانيات الأخ جمال تقول غير ذلك. *وقبل أن نواصل فى السرد لابد من التوقف فى فلسفة تعامل بعض الإداريين ومنطقهم الغريب فيما خص إصرارهم على بقاء المدرب حتى وإن كان فاشلا وعجز عن صناعة وتقوية و تطوير الفريق ذلك بحجة أن التوقيت غير مناسب وأن تغيير المدرب فى بداية أو منتصف أو نهاية الموسم أمر غير صحيح، وأن أى تعديل سيكون له أثره الضار على الفريق وهناك ( تقليعة فلسفية مضحكة يرددها البعض حينما يقولون يجب الصبر على المدرب وتقييمه أو محاسبته بعد إنتهاء الموسم، أى بعد أن يذبح ويسلخ ويشوى ويأكل ويهضم وبعد أن تحرق روما ) . بالطبع فإن هذا المنطق أقل ما يوصف بع أنه ( عبيط وفيه كثير الصبر المميت ) ولا يمكن أن يقنع حتى ( المتخلفين عقليا والبلهاء والأغبياء )، فالإصرار على إستمرار الفشل والعناد وتعمد بقاء وإستمرار الخطأ يسمى بالتمادى مع سبق الإصرار . مدرب تأكد فشله وثبت أنه ضعيف فى قدراته، وإمكانياته محدودة ولا يحمل فكرا ومع كل مباراة يتدنى مستوى الفريق وتسوء نتائجه لا تشكيلة ثابتة ولا تنظيم معروف وواضح له، ومع كل مواجهة يرتكب خطأ عظيما ويمارس التخبط. مدرب يجهل إمكانيات نجوم فريقه ولا يعرف حسابات نتائج مبارايات فريقه بالتالى فإن إستمراره يعنى الضياع ومزيدا من الإنهيار والتدهور فهل مثل هذا يستحق أن يبقى ؟ ولنفرض أنه واصل عمله حتى نهاية الموسم وأوصل الفريق ( للخور وقلب الهاوية ) وجرده من كل ألقابه وسماته وخاصياته ومميزاته وأفقده كل شئ فماذا سيحدث له وماذا ستجنى القاعدة إن تم إعفاؤه أوطرده أو عقابه بالجلد أو حتى الصلب، فهل كل ذلك سيعيد ( اللى راح ) تقول القاعدة العلاجية إن العلة تسهل محاصرتها عندما يتم اكتشافها والشاطر هو من يعمل على علاجها من جذورها مبكرا حتى لا تستفحل ويصعب علاجها وإصلاحها، ومعروف أن العلاج يكون سهلا إذا تمت معرفة المرض فى أطواره الأولى *الإصرار على المدرب ومنحه فرصة والصبر عليه لا يطابق حالة البرازيلى ريكاردو فالذى يستوجب الصبر عليه هو ذاك الذى يحمل فكرا وتظهر بصمات بنائه وله رؤية وخيال تدريبي وخطة وإستراتيجية ثابتة وواضحة تقوم على فقرات ومراحل، وإن طبقنا هذا المعيار على حالة ريكاردو فلن نجد شيئا . من غير المعقول أن يصمت الأخ جمال ولا يتحرك وفريق المريخ يسير بسرعة نحو الهاوية والغرق بسبب ضعف وفشل مدربه وبرغم ذلك لا يتحرك لإنقاذ السفينة علما به أنه هو المسؤول ولن يغفر له التاريخ إذا حدث مكروه للمريخ بسبب ريكاردو على إعتبار أنه - أى جمال - هو صاحب القرار الأول والأخير فى المريخ، وهو الوحيد الذى يصر على إستمرار البرازيلى بحجة أن الوقت غير مناسب. *ما وجده ريكاردو من معطيات وعناصر تفوق وأجواء صالحة للإبداع وصناعة التطور (نجوم متميزين فنيا ومهاريا ولهم خبرات طويلة ووصلوا درجة التشبع من كثرة الممارسة والتمرس ، إلتفاف لم يسبق له مثيل ، إستقرار غير مسبوق ، دعم جماهيرى ضخم ، مساندة إعلامية غير محدودة ، كافة الإحتياجات متوفرة ، أى طلب يتم تنفيذه حتى وإن كان لبن الطير ، ميزانية مفتنوحة منذ بداية الموسم ، إعداد نموذجى لم يحظَ به أى نادٍِ أخر ، معسكرات تتوفر فيها كافة عناصر ومقومات الرفاهية ، جاهزية بمستوى غير مألوف ، لاعبين بوزن الذهب ) كل هذه العوامل وجدها ريكاردو ولكنه فشل فى إستثمارها وتفعيلها وتوجيهها فى المسار الصحيح وتوظيفها بالشكل الذى يخدم المريخ، ولم يكتفِ بذلك بل ركلها ورأى أن يحرق قلوب المريخاب ويملأ دواخلهم بالحسرة والخوف والإحباط والندم ، فهو يحرص على إستلام رواتبه بالدولار ولم يكتفِ بذلك بل إمتدت فضائله إلى أبناء جلدته وكلما منحه للمريخ هو تجريده من لقب الممتاز مبكرا حينما خسر أول مباراة له فى الدورى الممتاز أمام الأمل، وفى إستاد المريخ وعزز فشله بتعادل مع فريق الرابطة كوستى المتذيل والمهدد بالهبوط وأقصى المريخ من بطولة أفريقيا للأندية الأبطال وهاهو يجتهد من أجل إبعاده من الكونفدرالية قبل الوصول للنهائى وإن إستمر فحتما سيخرج المريخ ( ووقتها لا مجال لأى عذر ولن تجدى عبارات العطف ولا التنظيرات أو المبررات الوهم التى تقنع أعضاء المجلس. *ولولا أن كرة القدم لها حالاتها ومفاجآتها لراهنا على أن المريخ سيخسر أمام الهلال، وسينهزم فى المباراتين اللتين سيؤديهما فى المرحلة قبل النهائية فى الكونفدرالية *ريكاردو مدرب لا يستفيد من أخطائه لأنه لايعرف ولا يعترف بها إنه ( خازوق كبير ومقلب تاريخى وطرماى ) نحن لا نلومه على إخفاقه ونرى أنه برئ فهذه هى قدراته وإمكانياته، ولكن يبقى المسؤول هو الأخ جمال الوالى من واقع أنه هو الأكثر إصرارا على إستمراره بحجة أن الوقت غير مناسب ( يعنى ننتظر إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا، ويذهب المريخاب لأحمد شرفى وحمدالنيل والبكرى ويبقى ريكاردو). *مصلحة المريخ وفائدته وتقدمه تكمن فى إعفاء ريكاردو وطرده اليوم قبل الغد، أما إن واصل المجلس الصمت والتزمت والعناد والتمادى والإصرار على وجود وإستمرار الخطأ، فإن المريخ لن يحقق شيئا وسيخرج خالى الوفاض من هذا الموسم والذى بلغت مصروفاته فيه ما يفوق العشرة مليارات من الجنيهات.