*أخيرا جدا وبعد أن وقعت ( الفأس على الرأس وخربت مالطا ومعها سوبا وحرقت روما ) إنفعل مجلس المريخ ( مجبرا ومغصوبا وبعد أن وصلت روح المريخاب حلاقيمهم ) و قرر إعفاء المدير الفنى للفريق البرازيلى ريكاردو بعد مسيرة مليئة بالفشل والإخفاقات والآلام والأحزان والمرارات المتلاحقة جرد خلالها هذا ( المدمر ) المريخ من كل جمالياته وألقابه وعصف به للرصيف وأحدث فيه خللا كبيرا يفوق حجم ( إنتشار مرض السرطان فى الجسد ) ولا نظن أنه علاج العلل التى زرعها ريكاردو سيتم قريبا من واقع أن المرض لحق بالخلايا الرئيسية للفريق وقتلها - وبرغم أن القاعدة الحمراء إستبشرت خيرا بقرار المجلس الذى قضى بطرد ريكاردو وهللت وأيدت قرار الإعفاء إذ بها تفاجأ وبعد لحظات من القرار الأول بقرار جديد يؤكد فيه مجلس المريخ ( المتماسك والمنسجم والموقر والمستقيل ) تمسكه بالبرازيلى لينال بذلك صفات ( مجلس الهوان والضعف والتراجع و الخذلان ) ليصبح بذلك مشاركا رئيسيا ومتهما أول فى الجريمة التى إرتكبها البرازيلى فى حق المريخ وتاريخه وجماهيره - ألغى المجلس الأحمر قراره الأول أو بالأصح ( لحسه ) قبل أن يجف المداد الذى كتب به - ( قمة العشوائية والهرجلة والفوضى ) وفى ظل هذا الوضع فمن الطبيعى أن ينهار المريخ ويفقد توازنه وألقابه وتتبدد أحلام جماهيره ويصبح بلا رأس ويبقى نجوم المريخ لهم حق فى ممارسة الإستخفاف والإستهبال والإستعباط ومعهم ريكاردو إن كان المجلس نفسه يمارس الإرتجالية ولا يصمد أو يتمسك او حتى يحافظ على قرار أصدره *فأمثال ريكاردو لا تتم إقالتهم فقط بل من المفترض أن يسبق ذلك محاكمة وتحقيق ومن ثم تجريد ومنحهم شهادة بأنهم الأفشل والأسواء ومن بعد ذلك يتم طردهم ( من باب الإذلال ) بمثل ما أذلوا الأبرياء وبقدر الأضرار التى خلفوها وكانوا سببا فيها - وقد نجد العذر لريكاردو من واقع أن ( أصحاب الوجعة هم الذين إستقدموه وتركوا له الحبل على القارب ليعمل فى المريخ مالا يستطيع النجار فعله فى الخشب ) فهو مأجور وينال راتبه بالدولار بالتالى فمن مصلحته أن يستمر راتبه خصوصا وأنه ليس من النوعية التى تقتنع بأنها فشلت فى المهمة مثلما فشل مجلس المريخ فى إدارة النادى وعجز عن الإصلاح وتحقيق رغبات الجمهور وتمادى فى الخطأ وتعنت وتصلب وأصر على إستمرار دمار وخطر إسمه ريكاردو *سيحسب التاريخ على ريكاردو أنه ( أفشل وأضعف وأسوأ ) مدرب يمر على المريخ فى تاريخه ) ويكفى الإشارة إلى أن فشله تأكد منذ المباراة الأولى للمريخ فى هذا الموسم عندما خسر أمام الأمل العطبراوى بإستاده بأمدرمان ووسط جماهيره وهذه الخسارة كانت مؤشراً واضحاً لضعف كفاءة هذا البرازيلى خصوصا وأن المريخ لعبها بعد قضاء فترة إعدادية وصفها ريكاردو نفسه بالناجحة وكان وقتها لديه إثنى عشر لاعبا كانوا فى قمة الجاهزية من منطلق مشاركتهم مع المنتخب فى النهائيات الأفريقية بغينيا ( أكرم - نجم الدين - مصعب - بلة جابر - موسى الزومة - أمير كمال - رمضان عجب - فيصل موسى - الشغيل - ومعهم ساكواها ويضاف إليهم الأجانب موتيابا - كلتشى - أديكو باسكال ) وبرغم هذا الكم الهائل من النجوم إلا أن البرازيلى عجز عن توظيف هذه المواهب والإستفادة من الإمكانيات التى أتيحت له والمعطيات التى أمامه وذلك لأن فكره التدريبى منعدم ولا كفاءة له ولأنه تقليدى ولا يجيد التصرف و يفتقد للعقلية التى تنتج ولهذا فقد فشل فى أن يجعل فريقه يتفوق ومن يومها أفقد المريخ لقبه كبطل للممتاز *ما أحدثه ريكاردو من خراب لن يتعالج بسهولة ويكفى أنه جرد المريخ من كافة مواصفاته التى كان يتفرد بها وأبرزها أنه قتل روح الفريق وهز ثقة اللاعبين فى نفوسهم وجعل هناك مسافة كبيرة بين اللاعب والمشجع وقتل مع سبق الإصرار والترصد ( الحماس والهمة والأداء الرجولى والمسئول والجاد والذى كان ينتهجه لاعب المريخ حيث حول اللاعبين من ( فرسان إلى حملان ومن أسود إلى أرانب ) وجعلهم يمارسون التراخى والأخطاء والإستهتار والغباء والبلادة والأنانية وأدخل الكراهية والحقد بينهم ومهد الطريق لخصوم المريخ ليصلوا إلى شباكه بسهولة ومن دون عناء، فشل فى إثبات وجوده وفى إقناع نجوم المريخ والجمهور لأنه يفتقد للشخصية والهيبة وهذا ما جعل اللاعبين يستهترون به ولا ينفذون توجيهاته ولا يعيرونها إهتماما ولا نود وصفه ( بالغباء والبلادة والتعنت والقاصر فى فهمه وفكره ) - ريكاردو إستحق الطرد والإبعاد وليس الإعفاء قبل ثمانية شهور من الآن ولكنه إستمر ليقضى على يابس المريخ وأخضره برغم أن ماتوفر له من عناصر ومقومات تقود للنجاح لم يحظً بها غيره واذكر أننا ( كنا ننبه ونصرخ ونقول إن أية دقيقة يقضيها ريكاردو فى المريخ سيكون لها ثمن باهظ وسيكلف المريخ كثيرا ) - أكثر من عشرة مليارات ( ضاعت هدرا وراحت شمار فى مرقة ) وهذا ما يؤكده واقع المريخ اليوم الأحمر يحتضر *بالأمس الأول واصل ( أشباح المريخ وجنائزه والمتلاعبون به ) فى المباراة التى أدوها أمام الأهلى الخرطومى فى كأس السودان حيث حرقوا أعصاب الجمهور وهم يتمادون فى أخطائهم وبتعمدهم الواضح والمفضوح للتراخى والإستهتار على طريقة التمرد والعصيان والمؤسف حقا أنهم خرجوا فائزين بنتيجة المباراة وهم لا يستحقون الإنتصار والأغرب أنهم ذهبوا إلى بيوتهم وهم سالمون من دون أن يمسسهم شر برغم أن غضب الجمهور كان كبيرا وغير محدود الشئ الذى جعلنا نتوقع ( تفلت وإشتباك وإنفعالات ) *ماذا دهى نجوم الأحمر ؟؟ سؤال يردده كل متابع للطريقة التى يؤدون بها حيث ( الروح الإنهزامية والتراخى والإستهتار والخوف من الخصوم وتجنب الإحتكاك والإلتحام - نعومة أكثر من اللازم - فلهمة غير مبررة - أخطاء فى التمرير - رعونه - غباء - بلادة - سبهللية - أنانية - إستهبال - غرور أجوف - رعشة ورهبة من لاعبى الفريق الآخر - لا جدية ولا جماعية ولا إيقاع سريع ولا لعب مسئول ولا منظم ولا إستغلال لخبرات مزعومة ولا لمهارات فردية - روح قتالية ميتة ولا وجود للشراسة المطلوبة فى كرة القدم ولا حتى دخول عنيف - لا يضغطون الخصم ولا يتحملون الضغط عليهم - يلعبون بالأنامل والواحد منهم يحرص على عدم الوقوع فى الأرض حتى لا يتغبر - لا همة ولا حماس ولا دافع ولا أداء مقنع ) وهذا ما جعل مرض السكرى يستوطن فى دماء كثير من المريخاب - معظم نجوم المريخ الحاليين إنتهت مدة صلاحياتهم وباتوا لا يستحقون شرف ممارسة هذه اللعبة فكرة القدم لعبة إلتحام وإحتكاك فيها العنف والضرب والكسر وأيضا بلع اللسان بالتالى فالذى يود أن يكون لاعبا لها وفيها لابد أن يكون ( قلبو حار وله القدرة على الأداء الرجولى الجاد العنيف الشرس ) *وليس أمام المريخاب سوى الإذعان والرضوخ لقرارات المجلس و ( ما باليد حيلة ).