أثار توجيه مركزية المؤتمر الوطني لافرع الحزب بالولايات القاضي بانشاء امانات مختصة بشؤون الانتخابات استعدادا للانتخابات القادمة ردود افعال واسعه وسط القوى السياسية التي رأت ان في ذلك رسائل واضحة اليها ،لاسيما ان الوقت مايزال مبكرا للانتخابات العامة . ويصف امين امانة الانتخابات بالحزب الحاكم بالقضارف ابوبكر دج قرار انشاء امانات للانتخابات بالممارسة الحزبية الطبيعية والعادية تتبعها الاحزاب الكبيرة التي تتمتع بقدر كبير من التنظيم والتخطيط والانضباط ،نافيا بانه يحمل رسائل سالبة للقوى السياسية ،واكد بانه يدفعها للاستعداد المبكر ، وقال ل(الصحافة) ان عمل هذه الامانات لاينحصر في الاستعداد للانتخابات العامة القادمة بل كل الانتخابات التي تجري قبلها مثل المجالس التشريعية التي تشغر بعض مقاعدها وكذلك منصب الوالي ،علاوة على انتخابات المجالس التشريعية بالمحليات وحتى داخل الحزب ،وقال ان المؤتمر الوطني ولانه حزب منظم رأى ان يكون هناك جسم منظم يطلع بادوار العمليات الانتخابية وذلك حتى لاتكون هناك تداخلات ،وقال ان مهامها متعددة ،مجددا مطالبته للاحزاب بالاستعداد للانتخابات التي قال انهم على قناعة بانها السبيل الوحيد للعملية الديمقراطية التي يحرصون عليها . ولكن قيادات بعض الاحزاب اعتبروا ان الحزب الحاكم اراد بتكوينه امانات للانتخابات ارسال رسالة للقوى السياسية المطالبة بفترة انتقالية بانه لا سبيل لتحقيق مطلبها وانه ماض في حكمه وهذا مايشير اليه القيادي بالاتحادي الاصل الدكتور علي السيد ،،مبينا في حديثه ل(الصحافة) ان المؤتمر الوطني اراد ايضا ارسال رسالة لانصاره يوجههم خلالها بعدم الالتفات الى دعاوي الاحزاب المطالبة بفترة انتقالية قبل الانتخابات لانه باق في السلطة ،وقال السيد ان الوطني يريد التأكيد على انه جاء عن طريق الانتخابات ولن يذهب الا عبرها. فيما تنظر احزاب اخرى للامر من زاوية مختلفة معتقدة ان الوطني بدأ يشعر بخطورة موقفه وان استعداده المبكر للانتخابات جاء من واقع خشيته من ان تأتي الانتخابات القادمة نزيهة وتحت رقابة دولية مشددة وهو الامر الذي يشيرون الى انه سيحول بينه وارتكاب المخالفات التي يؤكدون حدوثها في انتخابات 2010 التي مكنته من اكتساحها حسبما يوضحون،مشيرة الى ان المؤتمر الوطني يتحرك بحرية مستفيدا من امكانيات الدولة وفي ذات الوقت يضيق الخناق على الاحزاب الاخرى حتى لاتمارس نشاطها السياسي الذي من خلاله تستعد للانتخابات القادمة ،وهذا مالفت اليه القيادي بالمؤتمر الشعبي بولاية النيل الازرق ادريس البلال الذي قال في حديث ل(الصحافة) ان القوى السياسية بولاية النيل الازرق التي اتخذها مثالا للواقع الذي تعيشه الاحزاب السودانية بخلاف المؤتمر الوطني ،قال انها ترزح تحت وطأة قانون الطوارئ ولاتستطيع الحركة والاتصال بقواعدها وتنظيم ندوات وممارسة نشاط سياسي ،وزاد»النظام جاثم على القوى السياسية وتكاد بالكاد تتنفس»،ويرى البلال ان انشاء المؤتمر الوطني لامانات انتخابية واستعداده المبكر يأتي من واقع تسخيره لامكانيات الدولة لصالحه. ويرفض رئيس امانة الانتخابات بالحزب الحاكم بالقضارف تسخير حزبه لامكانيات الدولة ،نافيا هذه التهمة ،مشيرا الى ان الحزب الحاكم لديه عضوية معتبرة ومقدرة تحرص على دفع اشتراكاتها بانتظام ،ويقول ان للحزب امانة اقتصادية تهتم باستثماراته وان هناك رجال اعمال منتسبون اليه يدعمونه ،وقال»المؤتمر الوطني غني برجاله وماله وليس في حاجة لامكانيات الدولة «. استعدادات المؤتمر الوطني المبكرة للانتخابات لاتعني بحسب مراقبين انه يرفض الدعاوي المطالبة بفترة انتقالية ،بل تؤكد على انه لايعبأ كثيرا بدعوات اسقاطه ،ويعود القيادي بالاتحادي الاصل للتأكيد على ضرورة ذهاب النظام ،الا انه يستبعد ان تسفر جهود قوى الاجماع الوطني في اسقاطه ،واردف»النظام لن يسقط بعنتريات فاروق ابوعيسى «مبينا ان هناك اسس ووسائل اخرى كفيلة باسقاطه ،مستبعدا ان يكون هناك امل لحرية وتداول سلمي للسلطة وانتخابات نزيهة في حالة بقاء المؤتمر الوطني في السلطة حتى الانتخابات القادمة. وفي الوقت الذي يستعد فيه المؤتمر الوطني مبكرا للانتخابات تظل اتهامات التزوير تلاحقه منذ انتخابات العام 2010 ،وهو الامر الذي جعل الكثير من الاحزاب تقرر عدم المشاركة في الانتخابات القادمة ،ويقول علي السيد»المؤتمر الوطني سيقوم بتزوير الانتخابات حتى وان جاء كل العالم لمراقبتها ،ولا اعتقد ان هناك (زول) عاقل او حزب سيخوض الانتخابات القادمة ،وانصح المؤتمر الوطني بعدم اضاعة وقته لأن الاحزاب لن تشارك في الانتخابات اذا ظل حتى ذلك الوقت في السلطة. ويرى نائب والي كسلا مجذوب ابوموسى ان انشاء المؤتمر الوطني لامانات للانتخابات احدى تكتيكاته المعروفة ،وقال ل(الصحافة) ان الانتخابات القادمة اذا جاءت بذات ظروف انتخابات 2010 وفي ظل الوضع السياسي الراهن فلن يتجرأ حزب للمشاركة في الانتخابات المرتقبة ،وزاد»واذا لم يكن هناك دستور جديد وجهة محايدة تشرف على العملية الانتخابية من المستحيل ان تقدم الاحزاب على المشاركة». ويعتبر المحلل السياسي بابكر الجاك ان الفتور الذي يشوب علاقة المؤتمر الوطني بالقوى السياسية وعدم حرص الحزب الحاكم على اشراكها في السلطة وضعف تفاعله مع ماتطرحه يشي بان الوطني يريد الاحتكام لصناديق الاقتراع ،وقال الجاك في حديث ل(الصحافة) ان استعدادات المؤتمر الوطني للانتخابات لاتتوقف على انشاء امانات مختصة بل تتضح في الحراك الكبير داخل اروقة الحركة الاسلامية والذي اعتبره مؤشراً يندرج في اطار استعدادات الوطني للانتخابات القادمة،غير ان المحلل السياسي اكد بان تحضيرات الحزب الحاكم المبكرة لاتتسق والمشهد السياسي الذي قال بانه لاينبئ باهتمام القوى السياسية بأمر العملية الديمقراطية القادمة وقال ان ذلك يعني الكثير.