٭ الانتليجنسيا هي المعنية، بوضع التصورات المستقبلية، وبالتغيير وبالثورة (أو هكذا يزعمون). ٭ غير أن الماركسية، خصت البروليتاريا، بفعل التغيير والثورة. ٭ وهذا الذي أخذت به الماركسية، محل جدل ونظر. ٭ صحيح أن المثقف بأنانيته، وتأرجحه بين الذاتية والموضوعية، والمصلحة الخاصة والمصلحة العامة، (لا يبرِّد البطن). وموقفه المتذبذب، تجاه النظام السياسي، بين التأييد والمعارضة، والاقتراب من (البلاط)، والابتعاد عنه، وموهبته المدهشة في (المداهنة)، وصناعة التبريرات للمواقف المتناقضة، يجعل من الصعوبة (أن تملأ به يدك). ٭ المثقف متهم بالثورية في التفكير، لكن سرعان ما تتبخر هذه الثورة، وتصبح (شمار في مرقة)، عند الممارسة. ٭ وصحيح أن المسافة، بين الجماهير والمثقف (تقطع نفس خيل القصائد)، وارتباطه باليوم الاجتماعي، و(قفة الخضار)، والواقع المعاش، تبدو ضعيفة. ٭ قال الكاتب المغربي محمد زفزاف في لحظة صدق: (أنا لا أفكر تفكيراً ايجابياً إذا لم أجد خبزاً آكله، وسوف أفكر في معدتي أولاً). ٭ وصحيح أن كثيراً من المثقفين، يعيش على (الفتات).. فتات السلطة والمجتمع والمؤسسات، وما دام المثقف يعيش على الفتات فلا ترجى (منه خيراً). يبدو المثقف منعزلاً، يعيش في (برج عاجي)، وله غرام مع (الآخر الغربي). ٭ المثقفون يحبون الشقراوات، والمشروبات (الرطبة)، و(الياقات البيضاء)، والنوم في الفنادق الفاخرة، والسفر على متن الطائرات الفخيمة. ٭ وصحيح أن جُل المثقفين (منظراتية) وبس. واذا قلنا كل المثقفين (برضو ما في غلط كبير). ٭ صحيح أن المثقفين لعبوا دوراً واضحاً، في معركة التحرر الوطني، وأسهموا في طرد المستعمر وتحقيق الاستقلال. ولكن أين هي (بصماتهم)، في ما بعد ذلك، أين دورهم في التنمية. ٭ المثقف (يشيل الفاتحة)، لكن (صينيته) غائبة في المآتم، (يبشر) وقد يرقص في حفل الزفاف، لكن اسمه غائب في كشف (الختة). ٭ اسهام المثقفين في إحداث التنمية، في مرحلة ما بعد التحرر الوطني، (صفر) وصفر كبير. ٭ قد يقول قائل المثقف كفه مملوءة بالقمح (فيهو الخير). حكى السهروردي في (عوارف المعارف) عن رجل ملأ كفه قمحاً، وراح يبذرها في أماكن مختلفة، فوقع منها شيء على ظهر الطريق، فلم يلبث أن حط عليه الطير فاختطفه، ووقع منها شيء آخر على حجر أملس، تغطيه طبقة من التراب، ويبلله قليل من الندى، فنبت الحب، اذا ما وصلت عروقه الى سطح الحجر الأملس، لم تجد طريقاً لها، فيبس فمات، ثم وقع من البذور شيء ثالث في أرض طيبة لكنها مليئة بالشوك، فنبتت البذور، حتى اذا ما أراد النبت أن يرتفع خنقه الشوك فأفسده، وأخيراً وقع من البذور شيء على أرض طيبة، ليست هي مما سبق ذكره، فنبتت البذور ونمت وأثمرت. ٭ وبالظن عندي، أن رجل السهروردي ليس من قبيلة المثقفين، وبالقطع عند غيري، أن المثقف إذا ما ملأ كفه قمحاً.. (سيأكلها).. لن ترى حبات القمح طريقاً ولا حجراً أملسَ ولا شوكاً ولا أرضاً طيبة. ٭ اعتبر (حمود العودي) المثقفين فئة هامشية، يشكلون نقط التماس وقنوات الاتصال بين طبقات المجتمع وبعضها. ٭ يعني بالواضح، و(الواضح ما فاضح). لا قمح ولا وعد ولا تمنٍ. ٭ هل يعني هذا، أن نترك هذه الفئة الهامشية، باعتبار أن (لا خير فيها ولا بركة). ونصطف خلف العمال، ونرفع (الشاكوش) شعاراً. ٭ في نظر كثيرين، أن طبقة العمال لا تملك الارادة أو القوة لتستولى على السلطة وتحقق ثورتها. ٭ وحسب (نديم البيطار): أن موقفها في أحسن الأحوال (اصلاحياً) وليس ثورياً.. فالعمال ينشغلوا بمقاصد اجتماعية مباشرة ومحدودة، تعبر عن ذاتها في أحسن الأحوال لسياسة اصلاحية، وليست بفكرة نظام أو مجتمع جديد، كما كانت تتوقع منهم الماركسية. ٭ يقول كوتكسي: حامل العلم ليس البروليتاريا، بل المثقفون، البرجوازيون، وأن البروليتاريا عاجزة في ذاتها عن إفراز الوعي الثوري. ٭ وزعيم الثورة الصينية ماوتسي تونغ، يرى أن النصر في الثورة بدون مشاركة المثقفين مستحيل. ٭ والزعيم الكوبي كاسترو اعترف في خطاب جماهيري قائلاً: يجب علينا الاعتراف بصدق وصراحة، أنه عندما تكون المسألة مسألة قضايا أساسية، فإن العمال (الفكريين) هم الذين دللوا على أعلى درجة من النضالية. ٭ وعند التوسير: لا يمكن ادراك التاريخ وصنعه الا بتوسط العلماء. ٭ ويرى شفارتز في مؤلفه (الاغتراب السياسي والسلوك السياسي): إن كنت تريد الثورة فانسَ العمال.. ان عمال العقل هم العمال الوحيدون الذين يستطيعون تحقيق الثورة. ٭ ودعا رايت ميلز الماركسيين الى التخلص مما أسماه (الميتافيزيقيا العمالية). ونواصل [email protected]