هل يعقل ان يأتي اصحاب المعاشات منذ الثامنة صباحاً الى شبابيك الصرافين دون ان يجدوا اي خدمة الى ان تبلغ الساعة العاشرة ويفطر اصحاب القلوب الخاوية ويشربون الشاي ثم يلتفتون بغير ترحاب الى ارباب المعاشات ليدققوا في اوراقهم ويتعاملوا بتكاسل مع عملية الصرف حتى اذا جاءت الساعة الثالثة ظهراً اغلقوا نوافذ الصرف وقيل ( تعالوا بكرة ) ، ان ساعات الدوام معروفة فهل كذب اولي الامر والمسؤولون الرسميون على الناس حينما افادوا بأن نوافذ الصرف للمعاشيين ستكون مفتوحة من الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً تقديراً لهذه الشريحة الضعيفة ولمن يأتي من قبلهم من الموظفين في المؤسسات العامة والخاصة ؟ هل كذبوا ام كانوا يمزحون ؟ فقد اشتكى عدد من المواطنين القادمين من مدينة بحري وام درمان وشرق النيل من رداءة الخدمة والتعامل التي يقابل بها صندوق المعاشات ومنسوبوه تجاه الاستحقاقات المالية في نوافذ الصرف. قالت احدى المواطنات انها تعمل في شركة خاصة وقد اخذت الاذن عدة مرات من ارباب عملها بغرض صرف معاش والدها لتسلمه لوالدتها المريضة طريحة الفراش بيد انها لم تستطع على مدى شهرين من صرف المعاش البالغ مائتي جنيه فقط ودخلت في مشاكل مع ارباب العمل بسبب كثرة اخذ الاذن لصرف المعاش والشاهد انها تذهب الى نوافذ الصرف قبل الثامنة وهي تتوقع ان تبدأ الخدمة في تمام الثامنة فتصرف المعاش ثم تذهب لمكان عملها ولكنها تتفاجأ بان نوافذ الصرف لا تفتح عند الثامنة وانما بعد العاشرة صباحاً فتقرر الذهاب الى عملها لتعود بعد الدوام فتكتشف ان نوافذ الصرف قد اغلقت في الثالثة مع ان الصندوق اعلن بوضوح ان النوافذ لن تغلق قبل الخامسة اعتباراً للعديد من الاسباب والظروف التي تحيط بالمعاشيين واسرهم الكريمة ولكن يبدو ان كل هذا اصبح غير معمول به . واشتكى مواطن آخر من عملية الانتظار وضياع الوقت الذي يتعرض له المعاشيون في سبيل صرف استحقاقاتهم المالية الزهيدة حيث تساءل عبدالمجيد احمد عن السبب في فتح النوافذ عند العاشرة ولماذا لا تفتح عند الثامنة صباحاً وبما ان غالب المعاشيين اما مرضى او عجزة لا يستطيعون الحركة بسهولة فإن الاجراءات المتبعة في صرف استحقاقات المعاشيين تبدو عقيمة وغير انسانية وتشير الى العديد من السلوكيات غير الكريمة التي يترفع عنها اهل السودان ،فالمعاشيون قدموا اعمارهم لمصلحة الوطن وهم لا يستحقون هذا التعامل غير اللائق واسرهم تستحق ان تشعر بانها تلقى المعاملة الكريمة من الدولة وموظفي الدولة لأن والدهم المعاشي قدم لوطنه الكثير وبالتالي هم محل حفاوة وليس تضييقاً وعرقلة تتستر خلف اجراءات عقيمة وتسيب عن العمل دون وجود جهات تحاسب وتكافح هذا التسيب . ليس من المقبول ان يبدأ الصرف بعد العاشرة واذا كانت هنالك ثمة اجراءات محاسبية او دواوينية تسبق عملية صرف استحقاقات المعاشيين فمن الطبيعي ان تكون هذه الاجراءات سابقة لموعد صرف المعاشات وحينما يقال للمعاشيين تعالوا لتصرفوا فيجب الا يكون هنالك اي تأخير وحينما يتعهد الصندوق بصرف الاستحقاقات يوم يأتي موعدها ويحدد موعد قفل النوافذ بالساعة الخامسة مساءا لتمكين كافة اصحاب المعاشات والمستفيدين من استلام المعاش فإن هذا الموعد لا يجب ان يغيره صاحب مزاج او يكون عرضة للامزجة الشخصية للموظفين ، لقد فشلت الدولة في الايفاء بسداد المعاشات في وقتها وفشلت في الالتزام للبنوك التي قبلت المشاركة في تسهيل عملية استلام المعاشيين لاستحقاقاتهم وكثرت الشكاوي من تأخر المعاشات شهر وشهرين وثلاثة وبما ان الصندوق فتح نوافذ للصرف فالمطلوب الالتزام واحترام حقوق المعاشيين واسرهم لا اقل ولا اكثر .