تمددت أفراح مواطني مملكة فازوغلي بالنيل الازرق في اعقاب وصول العبارة فازوغلي للمنطقة، ليعلن وصولها تجاوز حالة الانغلاق التي عاني منها مواطنو الريف الجنوبي لمحلية الروصيرص ومناطق شمال محلية قيسان طوال أربعين عاماً اضطروا خلالها للتنقل عبر المراكب الشراعية، مما أسفر عن فقد المئات من الأرواح غرقاً خلال تلك الفترة، وجأر الاهالي بالشكوي ليعلن النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه تبرعه بعبارة «بنطون» عقب وقوفه على معاناة مواطني المنطقة، وتابع اجراءات تحركها وزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية احمد كرمنو احمد حتى تم استلام العبارة وتسليمها للمواطنين الذين سعدوا أيما سعادة بوصول هذه العبارة التي اطلق عليها اسم «فازوغلي»، لأن المنطقة جزء من مملكة فازوغلي المعروفة في تاريخ السودان .. «الصحافة» كانت هناك تعايش الفرحة مع المواطنين عبر رحلة نيلية بالعبارة التي امتلأت بالركاب. ويقول عبد القادر محمد ثاني من بلدة الرقيبة بمحلية قيسان إن البنطون سيساهم في خلق حالة من الراحة للمواطنين الذين عانوا كثيراً جراء التنقل بالمراكب التي طالما أدى استغلالها لفقدان المئات من خيرة ابناء هذه القرى، خاصة ان تلك المراكب على ضعفها وهوانها كانت لعظم ما تحمله من ثقل قوامه الناس والانعام والسلع تتعرض للأعطاب. وذهب موسي علي محمد من قرية أبو زغولي الى ان سعادة الاهالي بوصول العبارة لا يوصف، لأن عدم وجود عبارات آمنة حد كثيراً من التواصل الاجتماعي الذي يعتبر اساسياً، واشار موسى الى ان فرحة الاهالي لا توصف، مؤكداً ان مثل هذه الخدمات لها فعل السحر في تمتين وتعضيد الانتماء الوطني، ووصول العبارة يعني انقاذ حياة الناس لأن السفر في الخريف صعب جنوب الخزان نسبة لاتساع عرض النيل وارتفاع مناسيب الامواج، وبالتالي يكون استخدام المراكب خطراً على حياة الناس. عائشة حسن بابكر من قرية الرقيبة قالت إن شريحة السيدات كانت الاكثر معاناة في السابق لعدم توفر العبارات الآمنة، كما ان السيدات هن اكثر الضحايا بين الغرقى من ضحايا المراكب، وتقدمت عائشة بجزيل الشكر للنائب الاول لرئيس الجمهورية وابن المنطقة أحمد كرمنو اللذين أسهما في إزالة معاناة مئات الآلاف من مواطني المنطقة الذين عانوا الامرين خلال الحقب الماضية، لعدم وجود بنطون يوفر مقومات الامان لاهالي القرى شرق الخزان. ويقول عثمان ثاني علي من بلدة بيشان إن لوصول العبارة اكثر من دلالة ومعنى، وهو أن الدولة قريبة من مواطنيها اياً كان موقعهم. وعن جدوى العبارة فازوغلي قال عثمان إنهم سيعملون على الاستفادة من العبارة في نقل منتجاتهم من الموز والمانجو والخضار، خاصة أنهم ظلوا يفتقدون لسبل نقل تلك المنتجات الى الدمازين ومنها للخرطوم، وبالتالي فإن جدوى وصول العبارة يتجاوز المنطقة ليصب خيراً لكل اهل السودان. عبد السلام أبكر بيلو من قرية كرمة قال: «إننا عانينا من السفر بالمركب، وكثير من الناس غرقوا لأن المركب تغرق إذا امتلأت والعفش كثير والبحر غريق جداً والمياه كثيرة في الخريف، وربنا جاب لينا البنطون ده عشان يساعدنا في السفر». صالح محمد صالح معلم أساس تحدث قائلاً: «بصراحة الواحد سعيد جداً بوصول هذا البنطون، وزى ما قال عمنا عبد السلام المناطق دي بتعاني من السفر عن طريق المراكب الشراعية الصغيرة، والنيل الأزرق يزداد ماؤه في فصل الخريف، ويتعرض الناس للغرق بسبب ركوب المراكب الصغيرة، والحمد لله نتقدم كلنا بالشكر لابننا أحمد كرمنو أحمد وزير الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية في إيصال هذا التبرع من السيد علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية». هذه هي مشاعر المواطنين في المناطق الواقعة جنوب خزان الروصيرص بمحليتي قيسان والروصيرص، بعد أن وصلت العبارة فازوغلي، لتسهم في حل مشكلة السفر ونقل البضائع والإنتاج الزراعي والحيواني من مناطق الإنتاج لمناطق الاستهلاك.