أكد رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي في مؤتمر صحفي عقده أول أمس(الأربعاء) بداره تحت عنوان استراتيجية الامن القومي السوداني داخليا وخارجيا ان السودان اصبح (ظهره مكشوف) ويعاني من ضعف في جهاز المناعة داخليا وخارجيا ودعا المهدي الحزب الحاكم للاعتراف بان السودان يعاني من ازمات وطالبه بالجلوس مع القوى السياسية من اجل حلها وكشف المهدي ان حزبه ينتظر ان توقع معه القوى السياسية الاخرى حول مستقبل البلاد حتى لا تقوم الحركة المطلبية بدونه على حد قوله، واضاف المهدي قائلا ( نحن الآن بصدد بحث البوصلة مع القوى السياسية بعيدا عن العنف) واشار الى ان حزبه يفاوض الوطني بيد وسيقيم حركة الاعتصامات باليد الاخرى، ونوه الى ان حزبه ما زال يسعى للحل عبر (الكوديسا) لكنه في الوقت نفسه ينتظر ايهما اسبق ضرورة ان يتفهم النظام الحل الاستباقي لتجنيب البلاد احداث العنف(ويغني المؤمنين شر القتال ) او ان يفرض خيار الضغط عليه عن طريق الاعتصامات، وزاد بالقول «سنتحدث مع الوطني في حال وافق على الجلوس معنا سنكون سعداء بذلك» وكشف المهدي انه بصدد ارسال خطاب مفتوح للحكومة ينصحهم بضرورة مواجهة كافة الاخطاء التاريخية التي شوهت الاسلام والسودان وقال المهدي اذا كانوا يريدون الاتيان بشئ جديد او عسى ان يكون فيهم من يخاطب جوهر المشكلة في بلد يوشك ان يدمره التدخل الاجنبي على حد تعبيره، ووصف المهدي الامن الداخلي للبلاد بالضعف والهوان وقال انه يعيش حالة يرثي لها واسرائيل ضربتنا للمرة الرابعة كما انها (تسرح وتمرح ) في الاجواء السودانية واضاف «نحن مع دعم الحق الفلسطيني لكن هذا لايعني ان يكون السودان طرفا في حروب الشرق الاوسط كما اننا لسنا ضد ايران في انها تمتلك تكنولوجيا نووية لكن هذا لايعني ان يكون السودان حليفا عسكريا» وطالب بتكوين لجنة تحقيق قومية مستقلة لمعرفة اسباب الضربة الاخيرة على مصنع اليرموك وذلك بهدف ضمان الامن القومي ودعا الى ضرورة وجود اجراءات وقائية مثل لها بالوحدة الوطنية لكنه نفى ان تكون في اطار اجندة المؤتمر الوطني قائلا في حال اتفقت معنا القوى السياسية سندعو لاعتصام في كل الميادين العامة وسفارات الخارج وسندعو لربيع وفجر جديد وقال المهدي ان معارضة النظام الآن اوسع من الاحزاب نفسها وذلك عبر جهات شعبية عديدة مطلبية حتى وصلت الى تيارات اسماهم بالعقلاء داخل النظام نفسه وسيأتي التغيير حتما سواء قادته الاحزاب ام لا واشار المهدي بقوله (كل من يقول ان التغيير لن يأتي انما يتحدث عن السراب) و نفى موافقة حزبه على التغيير عن طريق الانقلاب العسكري لكنه لم يستبعد حدوثه قائلا «كل الاحتمالات واردة لكنه استرجع قائلا ان حزبه مع الحل السلمي» ووجه المهدي رسائل هنأ في بدايتها الرئيس الأمريكي باراك اوباما بفوزه بولاية ثانية وتمنى للبشير عاجل الشفاء ليعود ويقول ان السودان يمر بمرحلة ومحنة كبيرة جعلت ظهر السودان مكشوفا داخليا وخارجيا مضيفا ان الطريق للخروج من الازمة هو تحقيق الوحدة الوطنية التي طرحها سابقا، واعلن رفض حزبه لاي اعتداء على الاراضي السودانية مهما كان مصدره قبل ان يعود للقول بان الاستراتيجيات الخاطئة التي تبناها النظام هي التي قادت الى هذه النتيجة التي نراها الآن وحذر من السير في اتجاه الخط الإيراني وإهمال القوى الاخرى قائلا : ما هو المكسب الذي يتحقق من هذا الطريق قبل ان ينتقد تداخل السياسات والاستراتيجيات مستندا على حديث وزير الخارجية علي كرتي الذي قال انه لم يكن يعلم بوجود السفن الايرانية في بورتسودان الا عبر وسائل الاعلام وقال المهدي من حق ايران ان تمتلك اسلحة تكنولوجية نووية للاغراض السلمية لكننا في المقابل نرفض دخول بلادنا في تحالف عسكري مع ايران الامر الذي سيقودها لتدخل في لجة الصراعات السنية الشيعية وسيؤدي الى تأثيرات سلبية على علاقاته مع دول الخليج العربي. وتساءل المهدي عن الحديث القائل بحق الاحتفاظ بالرد من قبل الحكومة ومدى امتلاكها لهذا الحق و الى اي مدى وصلت معايير الضعف متحدثا عن نقطة رئيسة تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي عند العدو الاسرائيلي والتخبط والفوضى، واشار الى ان هذا يعني ضرورة وضع الحسابات الصحيحة في التعاطي مع قضايا الامن الوطني. وشرح الصادق مهددات الامن القومي في اطار ما قال انه غياب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وهو الامر الذي يقود علاقة الحكومة والمعارضة وطالب المهدي بضرورة تبني الحكومة القومية التي يرأسها شخص يجد القبول من كافة المكونات السودانية وهو الامر الذي يجب ان يحدث عبر الرضا والضغط الشعبي وانتهاج اسلوب الاعتصامات الشعبية في كافة الميادين العامة باعتباره خطوة للضغط على الحكومة من اجل تبني نهج الخلاص الوطني واعتبر المهدي ان الضرورات تحتم بضرورة الاتفاق مع الجميع حول المستقبل الوطني من اجل قيادة بوصلة الوطن نحو الاستقرار واعتبر المهدي ان التغيير الآن هو حتمي وسيتم في وقت وان الربيع العربي والفجر السوداني قادم، مضيفا بانهم سيكونون سعداء لو لحق الآخرون بهم من قوى المعارضة والحزب الحاكم الذي قال انه على وشك الانهيار قائلا ان قوى المعارضة غير مستعدة الآن من اجل رسم خارطة جديدة للاستقرار الوطني معتبرا ان كثيرين باتوا يتحدثون بلغة رافضة لما يحدث وشدد المهدي على ان الحركة اكثر اتساعاً من ان توضع داخل حزب واحد مطالبا في الوقت نفسه بضرورة الاتفا ق فيما بين المكونات السياسية السودانية لايجاد طريق للخروج من الازمات التي تعيشها البلاد. ومن جانبه حمل الامين العام للحزب ابراهيم الامين الحكومة كافة السياسات الخاصة في معالجة القضايا الوطنية التي تعتمد وقال ان ممارسات الحكومة تأتي بالمهددات الخارجية للبلاد خاصة في ازمة ابيي التي قال انها حسمت بتجاوز ما تم الاتفاق عليه ووضعت الحكومة في مواجهة مع المجتمع الدولي والموافقة عليه يجعلها تواجه شعبها من المسيرية وفي الحالتين ستتعامل بنهج جديد في القضايا الوطنية وفقا لمنهج الجماعية في عملية اتخاذ القرارات المصيرية دون تبني منهج الاقصاء قبل ان يؤكد ضرورة حدوث التغير في البلاد اذا كان ذلك من داخل المنظومة الحاكمة او من خارجها ،وهو تغيير بحسب الامين يجب ان يقوم على خطى جديدة تحمي الامن القومي الذي يمثل مجموعة من المكونات المتشابكة فيما بينها متجاوزا المفاهيم العسكرية الى المفاهيم الاخرى الاقتصادية والاجتماعية وبدا الامين متشائما من الاوضاع السائدة الآن في السودان مستخدما ارقاماً قال انها هي ارقام المؤسسات الرسمية والحكومية معتبرا ان حماية الامن القومي السوداني تتطلب في المقام الاول الاهتمام بالاجندة الوطنية المتعلقة بايقاف الحروب والوصول الى تسوية شاملة بعيدا عن التدخل الاجنبي عن طريق سلام عادل وشامل وتحول ديمقراطي يكفل حقوق الانسان.