٭ حكاية شعبية تداولتها أجيال بعد أجيال.. والحكاية تقول: إن نقلة ونقلتين اختان تسكنان معاً.. ويتحركان معاً.. الى السوق والى زيارة الأهل والجيران.. ويفكران بصوت مرتفع.. في ذات يوم ذبحتا خروفاً سميناً وجهزتا لحم هذا الخروف في الصواني وقفلتا باب منزلهما وخرجتا بعد ان وضعتا المفتاح في اعلى الباب.. ولما كانتا تفكران بالصوت العالي اخذتنا في مناداة أهل الحي.. يا أهل الحي نحن ضبحنا خروفنا وختيناه في الصواني وقفلنا الباب وختينا المفتاح في حلق الباب مافي زول يمشي يهبشوا. ٭ تذكرت هذه الحكاية وانا أتابع تغطية المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس حزب الامة القومي السيد الصادق المهدي والذي لم اتمكن من حضوره.. فالسيد الصادق اخذ يفكر بصوت مرتفع ويكشف عن خطوات مستقبلية في شأن المعارضة وحكاية الاعتصامات في الميادين العامة تشبه بالضبط حكاية نقلة ونقلتين.. أما حكاية ان حزبه يفاوض المؤتمر الوطني بيد ويشعل حركة الاعتصامات باليد الاخرى تحتاج الى فهامة.. والشيء الذي يدعو للحيرة أكثر اهتمام الاذاعة بهذا المؤتمر وما دار فيه بما في ذلك الاشارة الى ظهر السودان المكشوف والى فقدانه المناعة داخلياً وخارجياً. ٭ في التغطية التي اوردتها سامية ابراهيم لصحيفة (الصحافة) جاء الآتي:- ٭ وقال رئيس حزب الامة الصادق المهدي في مؤتمر صحفي عقده امس بداره تحت عنوان استراتيجية الأمن القومي السوداني داخلياً وخارجياً ان السودان اصبح ظهره مكشوفاً ويعاني من ضعف في جهاز المناعة داخلياً وخارجياً.. ودعا الحزب الحاكم للاعتراف بأن البلاد تعاني من أزمات وطالبه بالجلوس مع القوى السياسية من اجل حلها. ٭ وكشف المهدي ان حزبه ينتظر ان توقع معه القوى السياسية الاخرى اتفاقاً حول مستقبل البلاد حتى لا تقوم الحركة المطلبية بدونه على حد قوله.. وأشار الى ان حزبه يفاوض الوطني بيد وسيقيم حركة الإعتصامات باليد الأخرى.. لكنه في الوقت نفسه ينتظر أيهما أسبق ضرورة ان يتفهم النظام الحل الاستباقي لتجنيب البلاد أحداث العنف ام أن يفرض خيار الضغط عليه عن طريق الإعتصامات. ٭ وذكر رئيس حزب الامة انه بصدد إرسال خطاب مفتوح للحكومة ينصحها بضرورة مواجهة كافة الاخطاء التاريخية التي شوهت الاسلام والسودان.. ووصف الاوضاع الداخلية للبلاد بالضعف والهوان وقال ان البلاد تعيش في حالة يرثى لها واسرائيل تسرح وتمرح في الأجواء السودانية.. مؤكداً انه مع دعم الحق الفلسطيني.. لكن هذا لا يعني ان يكون السودان طرفاً في حروب الشرق الاوسط كما أننا لسنا ضد ايران في انها تمتلك تكنولوجيا نووية لكن هذا لا يعني ان يكون السودان حليفاً عسكرياً لها. ٭ وأكد المهدي ان حزبه في حال اتفقت معه القوى السياسية الاخرى سيدعو لإعتصام في كل الميادين العامة وسفارات الخارج لتفجير ربيع وفجر جديد.. ورأى ان معارضة الحكومة الآن اوسع من الاحزاب نفسها وذلك عبر جهات شعبية عديدة مطلبية حتى وصلت الى تيارات من أسماهم بالعقلاء داخل النظام نفسه.. وسيأتي التغيير حتماً سواء قادته الاحزاب أم لا ونفى موافقة حزبه على التغيير عن طريق الانقلاب العسكري لكنه لم يستبعد حدوثه قائلاً (كل الإحتمالات واردة) لكنه إستدرك قائلاً أن حزبه مع الحل السلمي. هذا مع تحياتي وشكري