شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالفيديو.. الفنان طه سليمان يفاجئ جمهوره بإطلاق أغنية المهرجانات المصرية "السوع"    إلى متى يستمر هذا الوضع (الشاذ)..؟!    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمراض الجهوية والقبلية والذاتية أصابت معظم قيادات المؤتمر الوطني
والي شمال كردفان معتصم زاكي الدين في حوار الشفافية مع (الصحافة)

بدا والي شمال كردفان معتصم ميرغني زاكي الدين الذي اشتهر بالوسطية والسعي لوحدة الصف خلال الفترة الماضية من حكمه على غير ماكان عليه سابقا ،فخطابه بعد عودته من رحلة الاستشفاء شهد تغييرا كبيرا جعل الكثيرين يتساءلون عن الدوافع التي تقف وراء اللهجة التصعيدية والحادة لزاكي الدين ضد خصومه بالحزب وحكومته ،لاستجلاء الحقائق جلسنا اليه وطرحنا عليه الكثير من الاسئلة التي يتداولها الشارع بالولاية ،وتناولنا معه مايدور داخل الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني ،ولنتابع هنا اجاباته عن استفساراتنا:
{لتكن بدايتنا لهذا الحوار عبر محور الصحة وذلك لأهميته ،فالى ماذا تعزون ارتفاع نسبة وفيات الامهات والاطفال حديثي الولادة بالولاية؟
-ولاية شمال كردفان بذلت مجهودات مقدرة لترقية الخدمات الصحية التي تحظى بأولوية قصوى ،ويأتي ذلك من واقع ان الولاية تعاني عدداً من الاشكاليات الصحية صنفتها ضمن المجموعة الثالثة على مستوى السودان ،وهي المجموعة التي تعاني من اشكاليات تتعلق بالخدمات الصحية الاساسية ،ونعترف بارتفاع نسبة وفيات الامهات اثناء الولادة والاطفال حديثي الولادة ،وهذا يعود بشكل اساسي الى ان الولاية تعاني نقصا حادا في القابلات حيث يبلغ العجز ثلاثة الف قابلة وهو رقم كبير بلا شك ،ولتدارك المخاطر الناجمة عن هذا الامر تبنينا مشروعاً يهدف الى تدريب وتخريج الف قابلة في العام الاول ،ومضينا بخطوات جيدة في مراكز تأهيل القابلات بعدد من المحليات مثل بارا وام روابة والابيض والنهود ،وقمنا بمشروع لتأهيل هذه المدارس بدعم من وزارة الصحة الاتحادية واليونسيف ،وبإذن الله سيتم تخريج الف قابلة كل عام وسنغطي العجز خلال ثلاث سنوات فقط وذلك للحد من وفيات الامهات اثناء الولادة.
{الولاية ايضا تشهد ارتفاعا في نسبة الاصابة بامراض البلهارسيا ،الملاريا والتهابات الكبد الوبائي؟
- نعم، الولاية تعاني من ارتفاع نسبة الاصابة بمرض البلهارسيا وذلك لانها ولاية حفائر ومسطحات مائية ونجد ان اعلى نسبة اصابة بالمرض بمدينة الرهد ،ومن اجل محاربة البلهارسيا بذلنا مجهودات مقدرة وذلك عبر مشروع تم إنشاؤه خصيصا لمكافحة هذا المرض ،وبصفة عامة مواطن الولاية يعاني من الامراض المتعلقة بالمياه منها البلهارسيا والتهابات الكبد الوبائي والملاريا ،وفي تقديري اننا بذلنا مجهودات كبيرة لمكافحة مرض الملاريا وذلك عبر توفير ميزانيات مقدرة ومواد لاصحاح البيئة وعربات وغيرها من معينات ونستطيع القول انه تم احتواء المرض في الولاية ، والولاية ظلت تبذل مجهودات كبيرة لترقية العمل الصحي فقد تم انشاء عدد كبير من المراكز الصحية ،ولسد العجز في الكوادر الصحية الوسيطة تولي اهتماماً كبيراً بالاكاديمية الصحية لترفد المستشفيات بالكوادر الوسيطة وتم اخيرا تخريج الف دارس ،كما ان هناك مساعي لتشييد مستشفى مرجعي برعاية الاخ رئيس الجمهورية وذلك عبر وحدة تنفيذ السدود ،وايضا سيتم تشييد مركز تشخيصي علاجي طبي سيغني مواطني الولاية من السفر الى العاصمة بحثا عن الاستشفاء.
{الغول ،الخل الوفي والعنقاء هذه المستحيلات الثلاثة باتت اربعة بطريق ام درمان بارا الذي يردد مواطني الولاية ان الاموال المخصصة له ذهبت لمشاريع اخرى بعيدا عن شمال كردفان؟
-هذا ليس صحيحا ،وليس هناك مشكلة في مشروع طريق بارا ،والذي تكمن اسباب تأخير بداية العمل فيه الى الضمانات ،فمن ناحية المكون المحلي الاموال موجودة ولم يتم التصرف فيها او تحويلها لولاية او مشروع آخر كما يتردد ،والشركة المنفذة تم التوقيع معها ولكنها لن تبدأ العمل الا بتوجيه من الحكومة الصينية التي تعتبر ان كل المشروعات التي تنفذها شركاتها بالسودان الضامن لها البترول الذي حصلت فيه مشكلة مع دولة جنوب السودان، والصين رفضت ان تقبله كضامن لان ضخه توقف ،والشركة في انتظار ضوء أخضر من الحكومة الصينية التي اوقفت كل الشركات العاملة في مشروعات تنموية بالبلاد كما اشرت ، ولكن المتغير الجديد ان البترول سيبدأ ضخه قريبا ونتوقع على اثر ذلك ان تبدأ الشركة في تنفيذ العمل في طريق بارا وتم التأمين على ان ينفذ الطريق في العام المقبل.
{ في محور آخر ارتفع صوت الولاية اخيرا مطالبا بقسمة عادلة للموارد ؟
- نحن نتحدث في محور محدد ،فقد تم اصدار تقرير من لجنة الخبراء فيما يتعلق بتوزيع الدعم الجاري للولايات ،وهي اللجنة التي ضمت عدداً من الخبراء المختصين لتحديد المعايير التي ترتكز عليها الحكومة المركزية في تحديد دعمها الشهري للولايات ، وقد نص تقرير الخبراء على منح شمال كردفان عشرين مليون شهريا ولكن لبعض التداعيات لم ينفذ قرار الخبراء بنسبة 100% وبالتالي عوضا ان ننال عشرين مليون يتم اعطاؤنا شهريا 16 مليون.
{وماهي التداعيات التي اسهمت في عدم تنفيذ تقرير الخبراء؟
-التداعيات تتمثل في ان بعض الولايات احتجت على توصيات الخبراء لانها رأت ان هناك ضرراً سيقع عليها لجهة ان تقرير الخبراء العلمي رفع نسبة دعم بعض الولايات فيما انقص من الدعم الذي تناله ولايات اخرى ،وبالتالي تم الاتفاق على ان الولايات التي قرر الخبراء زيادة حصتها الشهرية ان تنال الزيادة ،فيما تقرر الابقاء على نسب الولايات التي اوصى الخبراء بانقاص دعمها ،ونحن نطالب بحقوق الولاية كاملة وتنفيذ قرار الخبراء في العام القادم.
{بدأ ضخ البترول من حقل زرقة ام حديدة فطفا خلاف الحدود بين شمال كردفان وشرق دارفورالى السطح؟
-مشكلتنا مع ولاية شرق دارفور تنحصر في خلاف على الحدود وذلك لأن المنطقة التي تقع في حدود الولايتين ظهر فيها بترول في حقل زرقه ام حديدة ،ونسبه كبيرة من مساحة هذا الحقل البترولي تقع في ولاية شمال كردفان ،وهذه القضية باتت اشكال قبائل واكثر من اختلاف الولايتين،ولحل هذا الاشكال تم تشكيل لجنة لترسيم الحدود من قبل ديوان الحكم اللامركزي ،ولجنة التحكيم بدأت على الارض عمليات الترسيم ولكن تم اعتراضها من قبل قبيلة المعاليا وتوقف عملها لذلك نطالب بعودة لجنة الترسيم مرة اخرى لان الحقل بدأ مرحلة الانتاج وهذا يعني ان للولايات التي يقع فيها حق من عائد البترول ،واقول اننا على مستوى قيادة الولايتين ليس بيننا خلاف فسبق ان جلسنا واتفقنا ،ولكن المشكة باتت بين قبائل الحمر والمعاليا ،وفي تقديري ان ترسيم الحدود يعجل بحل الاشكال.
{تخوفات وسط المزارعين بسبب الانتاجية العالية لهذا الموسم ،فماذا فعلت حكومة الولاية لتفادي اعسار الوفرة؟
-الموسم الزراعي الاخير هو الافضل طوال الخمسين عاماً الماضية ،وذلك في كل محليات الولاية باستثناء بعض المناطق المحدودة والمتفرقة التي ظهرت فيها بعض الآفات وتحديدا الراعومة التي اصابت محصول السمسم ولكنها غير مؤثرة ،وبصفة عامة انتاجية الموسم وفيرة ومبشرة ولن نعاني هذا العام نقصاً في الغذاء والانتاجية ،وستواجهنا كما ذكرتم اشكالية وفرة وهي بكل تأكيد ستصاحبها مشاكل في التسويق وبالتالي تدني الاسعار ،ومعلوم ان المزارعين حينما يحققون انتاجية عالية ولايجنون عائدات مرتفعة يصابون بالاحباط والخسائر،ولذلك نبهنا المركز لضرورة توفير سيولة عبر البنوك للتجار والشركات التي تعمل على شراء المحاصيل لانقاذ المنتجين ،وبخلاف ذلك نتوقع ان تتكدس المحاصيل في الاسواق ولاتجد مشتري مما يؤدي الى تدني الاسعار او شرائها بالآجل وهذا يؤدي الى تسليم المزارع لمحصوله بدون ان يأخذ نقداً مقابلاً ونتمنى ان تكون هناك سياسات اقتصادية من قبل المركز ووزارة المالية وبنك السودان ،وان يفتح باب الصادر حتى لمحصول الذرة وليس لدينا تحفظ وذلك لأننا انتجنا كميات مقدرة وكل ذلك من اجل تحفيز المنتج.
{لننتقل الى محور آخر ،اعلنت حل حكومتك ،فماهي دواعي هذا القرار؟
-لم اقل بأنني سأقوم بحل الحكومة وارجو تصحيح هذه المعلومة التي وردت بصحيفتكم الغراء ،وذلك لأنني قلت ساقوم باجراء تعديلات وتغيرات وذلك لتحقيق المزيد من الانسجام والتوافق ،وحديثي هذا يعود الى انه وضح لي ان هناك عدم توافق داخل حكومتي وان بعض التنفيذيين غير منسجمين مع القيادة بالولاية وينسقون مع قيادات سياسية مركزية من ابناء الولاية لتنفيذ اجندة خاصة.
{نرجو التوضيح؟
-أجندتهم تهدف الى تكوين مجموعات ولوبيات ضغط داخل الولاية وذلك استعدادا لما هو متوقع من انتخابات وتنافس في المرحلة القادمة على مستوى الحزب والدولة ،في موقع الوالي او المواقع السياسية المتوقعة من خلال بناء الحزب في 2013 ،لذلك رأينا انه لابد من التغيير والتعديل في حكومة الولاية وفي اجهزة الحزب وذلك لضمان الانسجام والتوافق.
{ولكن نقرأ من حديثك هذا انك تريد ابعاد من يعارض سياستك؟
-لا لا ،ليس ابعاد من يعملون ضد الحكومة والوالي ولكن فقط لخلق مزيد من الانسجام .
{ولكن قد يرفض المركز ماترنو اليه من تغيير ،فهل استشرته؟
-ليس من الضرورة ان استشير احداً لان التغيير في الحكومة حق ولائي ، والطبيعي في الاستشارة ان ابدأ باجهزة الحزب الولائية وساقوم بطرح ذلك على مؤسسات الحزب وبعد اجازته ساستشير المركز لما ارى انه حق له ،وسوف اتخذ من قرارات انطلاقا من حقي الاصيل كوالٍ.
{ هناك شخصيات لاتستطيع ابعادها لانها مفروضة عليك من قبل قيادات بالمركز؟
-هذا حديث غير صحيح و(مافي زول مفروض علي من المركز)، وكل اعضاء حكومتي انا من اتيت بهم ،وليس هناك قيادي من المركز رشح لي احدا ،والاعفاء حق اصيل للوالي حسب نص الدستور والنظام الاساسي للمؤتمر الوطني ،ومن حق الوالي عدم استشارة احد ولكن التعيين في النظام الاساسي الزم الوالي ان يستشير المكتب القيادي ،واكرر ان الاعفاء سلطة اصيلة للوالي.
{عرفت بالوسطية في كل شئ ،ولكن خطابك شهد تغييرا واضحا في مفرداته اخيرا ،فماهي الاسباب التي تكمن وراء ذلك؟
-مازلت على ذلك ،فخطي وهدفي الوسطية التي تؤدي الى وحدة الصف والكلمة الا لمن أبى ،ولكن بمنطق الاشياء لايمكن ان تكون انت (زول) وحدة ووسطية وتسعى للا نسجام،وفي ذات الوقت الآخرون (شغالين حفر ضدك) ،وانا اتعامل مع الجميع بفهم يرنو الى تحقيق التوافق والانسجام ووحدة الكلمة ،واذا اثبت البعض خلاف ذلك من حقي ان اتعامل معهم تعاملاً آخر ،في الفترة الاولى من حكمنا كان هدفنا وحدة الصف ومن اجل ذلك حتى الذين وقفوا ضدنا في الانتخابات قررنا ان نستصحبهم معنا،ولكن الايام اثبتت لنا ان الآخرين متمترسون في ولاءاتهم السابقة وينسقون مع الذين كانوا معهم في السابق ،ويعملون من اجل تكوين لوبيات ،لذا كان لابد من تغيير في خطابنا و ان نتخذ ضدهم اجراءات.
{تريد ان يكون كل الدستوريين تابعين لك دون ان تكون لهم حرية ابداء الملاحظات واتخاذ القرارات؟
-ابدا ،الشرط الاساسي في الجهاز التنفيذي ان تكون على انسجام مع قيادتك ،فالقيادة هي التي قامت بتعيين الدستوري الذي ليس من الضروري ان يوافق القيادة المتمثلة في الوالي في كل شئ ولكن ليس من المنطق ان يعمل الدستوري ضد القيادة التي اتت به (واذا عاوز تشتغل ضد الوالي اذهب وعارضه من خارج حكومتي) ،هذا لايستقيم ففي النهاية انا الذي قمت بتعيين الدستوريين ،فهل يعقل ان اقوم بتعيين وزير ثم يذهب لينسق ضدي مع من هو خارج حكومتي ،دعني اسألكم لماذا اقال الرئيس كرم الله عباس؟
-كرم الله لم يقال بل استقال حسب الرواية الرسمية للحكومة؟
*لا ،والي القضارف الاسبق اجبر على الاستقالة ولم يستقيل بارادته لانه اذا لم يستقيل كان امام القيادة عدد من الخيارات لابعاده من المنصب لانه غير منسجم معها ، وكان من الممكن ان يقال عبر المجلس التشريعي ،والقيادة فعلت ذلك من اجل توفير الانسجام والتناغم لادراك الاستقرار والنجاح،وانا ايضا ابحث عن تناغم داخل حكومتي يقود للنجاح.
{اذا انت ماضٍ في خط التغيير داخل حكومتك؟
-نعم ،فانا اريد انضباطاً داخل حكومتي ،هناك وزراء سنمنحهم فرصة الاستمرار في مواقعهم ولكن الى حين ،وآخرون منحناهم الكثير من الفرص ولكن لم يشهد اداؤهم تغييراً ولايعقل ان نمنحهم فرصة اخرى ،وهؤلاء (قنعت ) منهم تماما ولن يستمروا في حكومتي .
{هل يعقل وانتم في حزب يدعي بأن آيديولوجيته اسلامية وبعض قياداته في ولايتكم كانت تأمل ان يكون مرضك سببا لابعادك عن المنصب؟
-هذا الحديث به جزء من الحقيقة وآخر مبالغ فيه ،ولانستطيع تعميم هذا الاتهام على كل قيادات الحزب ، ولكن نعم البعض كان يعتقد ان مرض الوالي فرصة للتغيير على مستوى المنصب ولكن هؤلاء قلة وهم الذين لديهم اجندة ومن مصلحتهم ان يحدث تغيير في منصب الوالي.
{وماذا عن الصراع الكبير الذي شهدته انتخابات الحركة الاسلامية ؟
-ماحصل في الفترة الماضية كان محاولة للاستفادة من الظرف المتعلق بالتنافس في الحركة الاسلامية وهو كان بمثابة استعداد من قبل البعض لما هو متوقع من انتخابات قد تكون مبكرة او انتخابات داخل الحزب ،والبعض يريد الاستعداد والعمل منذ الآن للوصول الى منصب الوالي
{كيف؟
-عبر العمل من اجل ايجاد عناصر موالية داخل الشورى والمؤتمر العام ،وآخرون كانوا يعتقدون ان مؤتمرات الحركة الاسلامية فرصة لاستعراض عضلاتهم ليؤكدوا قوتهم ،وبعضهم كانوا يرون انها فرصة لاحراج الوالي وذلك لاظهاره بمظهر الضعيف الذي لايمتلك التأييد وهؤلاء من قطعت عودتي معافىً من المرض تطلعاتهم لابعادي ،وكانوا يراهنون على فشل مرشحنا في انتخابات الحركة الاسلامية ولكن حتى هذا المخطط فشل وفزنا عليهم رغم انه لم يكن بأغلبية كاسحة لكن هو فوز قوي لانه جاء على حساب كل القوى المعارضة وهي شتات مجموعات تتبع لافراد وجمعهم هدف واحد وهو اسقاط مرشح الوالي وكل الكباتن تجمعوا وفشلوا وارسلنا لهم رسالة قوية .
{مناصرتك للشباب في انتخابات الحركة الاسلامية هل هي مقدمة لدعمك مرشح شاب لمنصب الوالي عقب نهاية دورتك الحالية؟
-بالنسبة لي لا ارغب في التجديد ولن اترشح مرة اخرى للمنصب وهذا القرار اعلنته قبل مرضي الاخير،وذلك لعدد من الاسباب ،فوجهة نظري تتماشى مع طرح الحركة الاسلامية الداعي لاعطاء الفرصة للشباب ،وهنا اقول لابد ان يمضي المؤتمر الوطني على نهج اتاحة الفرصة للقيادات الشابة ، مثلا انا هذا العام دخلت العقد السادس وبعد نهاية دورتي سيكون عمري 63 سنة هل يعقل ان اترشح مرة اخرى ليصبح عمري 68 سنة وهل يعقل ان اظل والٍ لعشر سنوات؟(هذه كتيرة )،رأي الشخصي ان المرحلة القادمة لابد ان تشهد اتاحة الفرصة للعناصر الشابة ،واؤكد انني لا ارغب في التجديد لدورة قادمة ، وسوف اسعى كشخص بكل ما املك من قوة لدعم كل مرشح شاب ،ولن اقف مع الشيوخ وكبار السن ،واي زول تعدى الستين عاما لن اقف معه.
{هل ينطبق حديثك هذا على مركزية الحزب ،وهل هذه قناعاتك؟
-قناعتي الشخصية ان الانقاذ تحتاج لتجديد فهي ظلت تحكم السودان بجيل واحد ،ويوجد حاليين وزراء ظلوا دستوريين منذ 30 يونيو 1989 ،والسؤال البديهي هل تستطيع الانقاذ الاستمرار دون اجراء عملية تواصل للاجيال ،هناك وزراء اتحاديون نحن اصغر منهم سنا ،معظمهم فوق 65 ،(ومافي زول دخل الستين ولم يبتليه الله بمرض السكري اوالضغط ،واسأل من فيهم سليم ،انا كمثال مصاب بالسكري والضغط والقاوت والمصران) فلماذا اصر على ان استمر واليا وهناك من يمكنه الاداء بايقاع اسرع وافضل ،ليس ضروريا ان اكون واليا من الممكن ان اخدم النظام في منصب تشريعي او سياسي ،وهنا لابد ان احيي الاخ النائب الاول الذي رفض الاستمرار في منصبه بالحركة الاسلامية وهو قدم نموذجاً وقدوة ينبغي ان يحتزى بها الجميع .
{الحركة الاسلامية اصابتها امراض المؤتمر الوطني ؟
-اولا انا مع التيار الذي يدعو لفصل الحاءات الثلاث (الحركة،الحكومة،الحزب)،ومن المؤيدين لاخضاع تجربة الحركة لمزيد من المراجعات الفكرية والتنظيمية والتربوية وان يتم تسجيلها كوعاء دعوي وتربوي واجتماعي ،وان نعالج بمبادئها وقيمها ومنهجها التربوي الامراض التي بدأت تظهر في المؤتمر الوطني،وهي امراض لن يعالجها الا منهج الحركة الاسلامية .
{جيد..نرجو الكشف عن الامراض التي يعاني منها المؤتمر الوطني؟
*-المؤتمر الوطني يعاني من امراض الجهوية القبلية والولاء للذات والنزعات الشخصية ،هذه مشاكل وامراض يجب الاعتراف بها ،ولكي اؤكد صحة وجهة نظري فلنأخذ مايحدث بشمال كردفان مثالا،انا مؤتمر وطني والذين يعارضونني ومعظمهم دوافعهم شخصية وهم ايضا مؤتمر وطني ،وهناك من تدفعه النزعة الجهوية والقبلية وهكذا ،وامراض الجهوية والقبلية والذاتية لم تصب القواعد وحسب ،بل طالت معظم القيادات العليا للحزب ،والمرض استفحل واستشرى وهذا يحتم اجراء تغيير شامل للقيادات لان معظمهم كما اشرت موبوئين بامراض القبلية والجهوية والذاتية ،والاستعاضة عنهم بالشباب مع اعمال نهج الحركة الاسلامية في التربية.
{ولكن هناك صراع خفي بسبب ذلك بين المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية؟
-هذا اعتقاد خاطئ ،ولكن يحمل جزءً من حقيقة توضح ان البعض يخشى الحركة الاسلامية ويعتقد انه في حالة سيادة نهجها ومبادئها سيأتي ذلك خصما عليه ،وفي النهاية لابد من النظر الى المصلحة العامة بعيدا عن الجهوية والقبلية والذاتية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.