السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متفرقات
نشر في الصحافة يوم 11 - 11 - 2012


جبار الكسور.. جماهيرية واسعة رغم تقدم الطب
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
تعتبر المعارف التقليدية احد روافد الدول التي يجب حمايتها وتطويرها، لأنها تمثل خلاصة تجارب الاولين في الحياة، ويعتبر «جبار الكسور» احد تلك المعارف التقليدية الطبية التي يتوارثها الناس جيلاً عن جيل، ولا تخلو مدينة او قرية او حي من وجود البصير جبار الكسور.
ومعظم دول العالم باتت تحمي معارفها التقليدية التي اكتسبها مواطنوها عبر حقب الزمن المختلفة، ويتم حماية تلك المعارف بحفظها من تغول الآخرين عبر حقوق الملكية وتنقيح تلك المعارف من حيل المحتالين والمشعوزين، وهناك جانب مهم وهو وصف تلك المعارف التقليدية بأنها «تقليدية» بالنظر فقط إلى أن إبداعها والانتفاع بها هما جزء من التقاليد الثقافية للمجتمعات المحلية، ومن هنا فإن نعت المعارف بأنها تقليدية لا يعني بالضرورة أنها قديمة، فالمعارف تُبتكر كل يوم وتتطور استجابة من الأفراد والمجتمعات المحلية التي يطرحها محيطهم الاجتماعي. وعند الانتفاع بها تصبح المعارف التقليدية هي أيضاً معارف معاصرة.
وفي السودان درج الناس على الاستعانة بخبرات البصير لجبر الكسور التي تلحق باطراف الناس، والبصير او ما يطلق عليه «جبار الكسور» يعتبر طبيب الحي او القرية في مجال معالجة كسور اليدين او الارجل او حتى الترقوة، ويكتسب بعض جباري الكسور صيتا وسمعة تتناقلها ألسنة الناس نتيجة براعتهم في شفاء كسور الاطراف، الى الدرجة التي بات فيها بعض الناس يلجأون الى البصير قبل الطبيب.
«الصحافة» كانت لها لقاءات مع البعض حول ذلك، حيث يقول عبد الله الشريف انه اصيب بكسر عندما كان يافعاً ولم يبرأ جرحه الا عند الاستعانة بجبار الكسور، مشيرا الى أن الجبيرة التقليدية التي يستخدمها جبارو الكسور اثبتت نجاعتها في برء الكسر في زمن قياسي، عكس طريقة الجبص التي يستخدمها الاطباء .
ويعمد بعض من جباري الكسور إلى استخدام وسائل وطرق متباينة في معالجة الكسور ويستخدمون اغصان اشجار مختلفة او لحاء أشجار معينة، بينما يلجأ آخرون إلى استعمال عطور او زيوت معينة، وبعض أشهر معالجي الكسور التقليديين يستخدمون الدجاج في معالجة الكسور، حيث يدخلون اليد التي يراد استواء عظميها قبل تجبيرها في بطن «فرخة» حيث تساهم انسجة وعظام الفراخ في استواء العظم المكسور، وشهدت بأم عيني عدة حالات باستخدام تلك الطريقة، وكانت النتائج باهرة بنسبة «100%».
ونجاح البصير في معالجة الكسور ناتج عن المهارات التي اكتسبها عبر تناقل المعرفة من الاجداد الى الآباء والابناء، وبعض تلك المعارف تعكس حكمة ومهارة الناس في مختلف الأعوام، وبعض المهتمين بالتراث يعتبرون «جبار الكسور» انعكاساً لهوية وذاتية المجتمع الذي أبدع هذه المعارف .
تجاوز عدد أحيائها المائة
الأُبيِّض .... أوجاع الترهل وتدنى الخدمات
الأبيض/الرشيد يوسف بشير
الأبيض مدينة تعتز بماضٍ تليد وتفخر بنسيج اجتماعى فريد منذ قدم الزمان ساعدها موقعها الجغرافى الذى يتوسط السودان وهى صرته تماما وملتقى طرق تربط غرب البلاد وجنوبها بوسطها، وامتازت بكونها مدينة تجارية هامة لذا استوطنتها جاليات كثر منذ القرن التاسع عشر منها الشامية والارمن والفرنسيون والانجليز والاقباط واليمانية والهنود وحتى اليهود ما يدلل على قوة مركزها التجارى .
ساهمت الجاليات فى انتعاش الحركة التجارية والزراعية والرعوية فحلقة الانتاج مرتبطة ببعضها البعض وجاء دخول السكة حديد مبكرا فى بواكير العام 1903م داعما لنهضتها فشجع هؤلاء القادمون اهل كردفان على الانتاج الزراعى والحيوانى والعمالة المنتجة فازدهرت الزراعة والرعى . واللافت ان بعض ابناء تلك الجاليات هاجروا للريف للاستقرار قريبا من مناطق الانتاج كالاغريقى بنيوتى الذى استقر بمنطقة كازقيل واشتهر بتصنيع اجود انواع الاجبان التى تصدر للخارج وخواجه كرياكو وغيرهم ..
مع عودة هؤلاء المهاجرين الى ديارهم بعد تدنى الاوضاع منذ ثمانينيات القرن الماضى افتقد الاهالى التشجيع الجاد الصادق فبدأوا بالهجرة والنزوح للمدن ونالت الابيض القدرالاكبر فتوالت عليها الهجرات من الريف الوادع الحالم المنتج بسبب انعدام الخدمات الاساسية من صحة وتعليم ومقومات انتاج وزاد اتعاب المدينة الحروب فى دارفور وجنوب كردفان مما جعلها تتحمل القادمين فى حنو وعاطفة الاخوة والكرم الكردفانى الاصيل
غير ان التوافد الكثيف نحو المدينة القى بظلاله على الخدمات وغيرها وبعد ان كانت احياء المدينة لا تتجاوز القبة والارباع والشويحات والرديف والوحدة وفلاته وحى المديرية والحى البريطانى والدرجة ومنطقة طيبة والثورة تمددت الابيض حتى فاقت المائة حى واصبحت خورطقت على مشارف المدينة شرقا ودخلت منطقة الجلابية احياء البلد وجنوبا اضحت بنو حيا يسمى الجبلين وغربا على مشارف اوريل ..
وكان لابد ان تقابل هذه التوسعة الهائلة تدني فى خدمات المياه واصحاح البيئة وتردى طرقها الداخلية .يقول عاصم المبارك مراجع قانونى ويمتلك تاكسى اجرة يشتكى من رداءة الطرق ويقول نعانى كسائقى عربات من رداءة الطرق الداخلية وحتى القليل المسفلت منها ملئ بالحفر والمطبات مما يعرقل عملنا و الحل فى سفلتة الطرق حتى داخل السوق
بشير ودام عردة قال ان المياه تمثل هاجسا كبيرا لهم وسعر البرميل بلغ 9جنيهات وبحت الاصوات من الشكوى لادارة المياه ، مواطنو حى امير شكوا عدم سفلتة شارع الوسط وخاصة مدخل امير الملئ باشجار العشر والاوساخ علما انه واجهة للمدينة كما يعانى سكان القلعة شمال من رداءة الشوارع الوسط وتوقف العمل فى شارع المصرية وفي احياء كريمة وطيبة الداخلية رفض الاهالى الحديث عنها لان صوتهم قد بح ولاحياة لمن تنادى
اما فى مجال اصحاح البيئة فقد هزمت جيوش الاوساخ و(الكوش ) المحلية وبات قلب المدينة يعانى من الاوساخ وعادت الرمال تغطى ماتبقى من اسفلت شوارعها الهرمة وتناثرت صناديق مكب الاوساخ وسط السوق الكبير. ويقول المواطن عبدالرحيم عمتى ان قضية المدينة تحتاج لدراسة جادة.
ومابين ماضٍ جميل يجتره اهل الابيض بحلوه وجماله وهداوة بال وتوفر الخدمات فيه ومابين واقع يمثل هاجس خوف من مستقبل قادم لاجيال لايدركون سر كنهه تمثل فيه بطء دخول الخدمات لقلب الولاية النابط بل مستقبل السودان الخير ارتجاء لامل واعد تنساب منه عناقيد التفاؤل وتنسرب آمال الفرج والانتاج لمستقبل اجيال قبل ان تزف بالرحيل لمدن بعيدة بعدا واغترابا عن ديار الاهل ومراتع الطفولة والصبا ..
الصراعات القبليَّة بالنيل الأبيض.. حلول متأخرة
ربك : الصحافة
ظلت الصراعات القبلية بولاية النيل الأبيض من أكثر الظواهر التى تؤرق مضاجع المواطنين والمسؤولين بحكومة الولاية والمركز، حيث عانت الولاية كثيرا منها بعد أن تسببت فى إزهاق أرواح عزيزة من عدة قبائل، وفى محليات كانت تنعم بالاستقرار والوئام التامين، وتتعايش فيها القبائل بصورة كانت مضرب مثل لكل قبائل السودان، إلا أنه في السنوات الأخيرة استفحلت هذه الظاهرة وبطريقة جعلت الكثير من المهتمين يدقون ناقوس الخطر، ويطالبون ببذل جهود واضحة من أجل وأد هذه الظاهرة التى تعتبر وحسب متابعين خطراً حقيقياً على وحدة السودان.
وبعض المتابعين يذهبون الى أن للسايسة دوراً فى إشعال الصراع بتدخل بعض السياسيين فى كثير مما يخص عمل الإدارة الأهلية، والبعض قال إن دخول المادة والمصالح الشخصية أذكى بعض الصراعات، إضافة للصراع التقليدى حول الأراضى بين الرعاة والمزارعين، الذى كان فى السابق يحل بواسطة القيادة الأهلية وزعماءالقبائل، خاصة فى ولاية النيل الأبيض التى تضم مئات القبائل التى يتشارك معظمها أراضى ومساحات شاسعة.
ففى الوقت الذى اعتقد فيه الجميع أن هذه الصراعات قد ولت، فوجئوا بصراع جديد بين قبيلتين بمحلية السلام، وهما الهيرار والقضا، وذلك فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث راح ضحيته عشرة أشخاص وجرح العشرات من الطرفين، مما اعتبره البعض كارثة حقيقية.
لقد كشف هذا الصراع وحسب مراقبين عن التصدع الذى أصاب التسامح القبلى بين بعض قبائل الولاية، حيث أصبحت الصراعات القبلية متكررة وأحياناً تكون لأسباب بسيطة كما ذكروا، وأشاروا إلى أن ما حدث بين هاتين القبيلتين كان فوق المعتاد، مما جعل حكومة الولاية تسرع إلى وقف الصراع وتلجأ للمركز للتدخل لحل الأزمة، حيث وصل وفد رفيع وبتكليف من رئاسة الجمهورية بقيادة الفريق ادم حامد موسى رئيس مجلس الولايات الذى ابتدر زيارته لقرية الصفيراية بمحلية السلام بتقديم واجب العزاء لقبيلة الهيرار، وأشاد خلال مخاطبته لأبناء القبيلة بالوقفة الصلبة والحكمة التى انتهجتها قيادات اهل المنطقة فى معالجة المشكلة وحقن الدماء، وقال إن تكليف هذا الوفد من رئاسة الجمهورية وحزب المؤتمر الوطنى يؤكد اهتمام المركز بهذه القضية ومتابعته لتطوراتها، كما اشاد بالدور الكبير الذى اضطلعت به حكومة الولاية وأجهزتها الأمنية والعدلية فى نزع فتيل الفتنة فى مرحلتها الاولى، ودعا اهل المنطقة لادخار أية قطرة دم من اجل الوطن وليس للقضايا الانصرافية التى تشق الصف ووحدة اهل السودان.
الأستاذ يوسف الشنبلى والى ولاية النيل الأبيض، وجه الشرطة والنيابة والاجهزة القضائية بالاسراع فى البت فى القضية وتقديم الجناة للمحاكمة العادلة، ووعد بعدم افلات الجناة من العدالة، وقال ان حكومة الولاية ستصدر قراراً بتكوين لجنة عليا لرأب الصدع بين الطرفين تضم عدداً من القيادات الاهلية وأصحاب الحكمة، وتعمل جنباً الى جنب مع الأجهزة الامنية والعدلية لرعاية حقوق القبيلتين المتنازعتين، وأكد الشنبلى رعاية أسر المفقودين وحل كافة قضايا المنطقة فى الخدمات، لضمان تحقيق الامن والاستقرار. وثمَّن الوالى الوقفة الصلبة لقيادات المنطقة فى احتواء القضية.
وزارة الحكم الاتحادى كانت حاضرة للقاء ممثلة فى الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن وزير ديوان الحكم الاتحادى، الذى أكد دعم الحكومة الاتحادية لحكومة الولاية فى جبر الضرر وتحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة، وقال إن التعايش السلمى بين القبائل الذى تشهده الولاية اصبح أنموذجاً يحتذى به فى كافة ولايات البلاد، كما أشاد سيادته بالقيادة الواعية لأهل المنطقة لتجاوز المحنة، وأبان أن الحكومة تضع السلام هدفاً استراتيجياً منذ استلامها السلطة، تحقيقاً للأمن والاستقرار والتنمية، وان الاتفاقيات التى وقعت أخيراً مع دولة الجنوب تأتى تأكيداً لمبادئ السلام، واكد ان استهداف اسرائيل للسودان لن يزحزحه عن اهدافه ولن يزيده الا قوةً ووحدةً.
قبيلة الهيرار التى فقدت عشرة من أبنائها التزمت الحكمة، حيث دعا عدد من أبنائها أفراد القبيلة لإحكام العقل وعدم الانسايق وراء الفتنة، وكان على رأس هؤلاء المهندس فيصل حماد عبد الله وزير الدولة بوزارة النفط، حيث ناشد أهل المنطقة تناسى الخلافات ونبذ القبلية والجهوية ونشر روح التسامح والعفو والتعايش الاجتماعى والسلمى، تطبيقاً للدين الاسلامى منهجاً وعملاً.
والكثير من المهتمين بالصراعات القبلية أشاروا إلى أن تدخل الجهات الرسمية غالباً ما يأتى متأخراً، وأن الكثير من الصراعات يمكن حلها وهى فى مهدها حتى لا تتطور كما حدث بين الهيرار والقضا، وأكدوا أن دور القيادات الأهلية مهم لدرايتهم التامة بالمشكلات وكيفية حلها، مستشهدين بما قام به بعض الشيوخ والنظار والعمد فى إيقاف نزيف الدم بين القبيلتين، إلا أنهم عادوا وثمنوا جهود الحكومة والقوات النظامية فى منع استمرار الفتنة.
البحر الأحمر...ولاية التناقضات
جيوش المتسولين تحكم قبضتها على وسط الثغر
بورتسودان- محمود ودأحمد
ظاهرة التسول ببورتسودان اصبحت تزداد يوميا في طرقات المدينة ،اذ امتهنها البعض كوسيلة لكسب العيش وذلك من خلال تواجدهم على مدار الساعة ... ازدحام كثيف يسج الطرقات من النساء والرجال المسنين امام الاماكن العامة بوسط سوق بورتسودان كما يتواجدون في الطريق العام امام عمارة نقابة الموانئ ومركز كبائن الخليج باعتبارها مناطق معروفة و يكثر فيها جلوس هؤلاء المتسولين .
واكثر مايحير المرء ان ولاية البحر الاحمر شهدت قفزة واضحة في التنمية العمرانية التي انتظمت البلاد ويرى ابناء الولاية ان الحكومة كان يجب عليها التوجه نحو تنمية الانسان ليكون هو اداة للتعمير والنماء بولايته .ويتساءل هؤلاء كيف لانسان متسول ومريض وجائع ان يحافظ على جماليات المناظرالجميلة اوحتى التمتع بها .
الاستاذ بجامعة البحر الاحمر طارق الحسن قال لو ان الحكومة تعاملت بصورة مقلوبة اي اهتمت بالانسان بدلا من التنمية العمرانية والحجر لكان الامر افضل وفي قراءة لتاريخ الدول الاوربية نجدها نمت انسانها وقضت في ذلك الامر عقودا طويلة قبل ان تتحول بعد ذلك للتنمية العمرانية وكان طبيعياً تقدمها الركب الانساني.
وقال طارق ان الزائر لاي مدينة اوربية لايمكنه ان يجد قارورة بيبسي او اي من المياه الغازية وقد القى بها في الطريق والعكس تماما في بورتسودان تجد المواطن يقوم بعمل كل شئ ويترك مخلفاته على الانترولوك .
ادريس علي صاحب مطعم قال مايثير الغضب ان الاعلاميين والمغنين عندما يأتوا من العاصمة يقولون لك ان المدينة جميلة وهو حديث صحيح فلا خلاف حول جمال مدينة بورتسودان ولاينكر ذلك الامر الامكابر ولكن بالمقابل هنالك كثير من المشاكل من امراض وجهل متفشي في المنطقة كما ان اعداد المتسولين بها ادانة دامغة للحكومة واولوياتها .
وقال رئيس مؤتمر البجا الاصل شيبه ضرار ابان تسجيله لحزبه ان الفقر في شرق السودان يفوق ال 90% وقال شيبه ضرار الذي يتقلد منصب مستشار والي البحر الاحمربالولاية ان القيادات من ابناء الشرق في المركز لم يهتموا بذويهم واهلهم وشغلتهم العربات والمنازل الفارهة في الخرطوم وقال شيبة في لقاء مع الصحافة انهم لن يتنازلوا عن حقوق اهلهم ومواطنيهم في شرق السودان خاصة المحليات الريفية .
من جهة اخرى طالبت حكومة البحرالاحمر باعادة المنظمات الاجنبية بعد ان تم طردها حتى تسهم في مكافحة الفقر والجوع بالولاية وكانت المنظمات تقوم بأدوار كبيرة في مناهضة الفقر بشرق السودان وتعمل هذه المنظمات في مجال التعليم والصحة .
وقال احمد ابوبكربيرق ان محلية سنكات تعاني الجوع والمرض وحكومة الولاية تعلم ذلك جيدا وكان آخر مرض شهدته الولاية هو مرض الحصبة الذي تفشى في المحلية وقال بيرق انهم سمعوا ببنك الطعام كما علموا بان حكومة البحر الاحمر فتحت حسابات ادخارية للمواطنين ولكن يظل السؤال ما جدوى الاموال التي تخزنها حكومة الولاية وشعبها يعاني من ويلات الفقر والمرض والجهل .
وبرغم ذلك تقوم الولاية للتجهيز لمهرجان السياحة والتسوق السادس في حاضرة الولاية بورتسودان في الاسابيع القادمة. وقال الشيخ محجوب في منبر الجمعة الماضية (يعود المهرجان لتعود المعاصي) ونبه الشيخ في اكثر من منبر الى السلبيات التي تنتج من هذه الاحتفالات منتقدا احضار الفنانات من الخرطوم وغيرها مستنكرا اقامة مهرجانات السياحة والسودان يمر بأزمات وظروف استثنائية.
بعض الحقيقة وبعض الخيال
البيوت المسكونة.. أوهام الأبواب المغلقة
الخرطوم: تهاني عثمان
في قرية جدتي لأمي الواقعة غرب النيل الازرق شرق مدينة ود مدني، والتي كنا في الماضي نقضي فيها عطلات الصيف.. اتذكر انه وعند عبورنا الى منازل اهلنا الواقعة في الجهة الغربية من القرية، نضطر الى الركض عند عبورنا احد المنازل حتى في وضح النهار، ولا نعبر الشارع الذي يقع بالقرب من دكان «مساعد» إطلاقاً بعد غياب الشمس، فالمنزل الذي يبعد بضعة امتار عن الدكان مهجور منذ سنوات، على الرغم من طريقة المعمار التي ميزته عن كثير من بيوت القرية وقتها، إلا أن ظروف الحياة اضطرت أهله الى مغادرة القرية، وقيل إن هناك اصواتاً تسمع في المساءات وضحكات، وتضاء الانوار من تلقاء نفسها، في حين يعلم الجميع أنه لا ساكن في هذه الدار نتيجة لاغلاقه لفترات طويلة. وشاع بين الجميع أن هذا البيت قد اصبح مسكوناً بالجن.
وتقول الحاجة السرة بت ضو البيت، ان البيوت المسكونة تكون دائما قريبة من البحر أو تكون في حيشانها إحدى اشجار اللالوب، وحكت لي حاجة السرة عن الغرفة التي كانت على بعد خطوات من منزلها وقالت: كانت هناك غرفة قد تركها أهلها لفترات خالية بعد أن تم بناؤها من قبل صاحب المنزل كي تصبح سكناً لرعاة ابقاره، وبعد أن باع الابقار ظلت الغرفة تجثو في ركن حرم المنزل بالقرب من باحة الزريبة السابقة، والآن سكنها الجن ولم يستطع اصحابها حتى هدمها والاستفادة من موقعها من جديد، فترددت أحاديث بأنه في فترات المساء تأتي بعض الكلاب السود إلى ذلك المكان، وهناك من قال إنه رأى حمارين يسيران في خطى متساوية.
وعن حكاوي الجن تقول لي ايمان عمر إنها لم تكن تصدق ما يقال بأن منزل خالتها قد اصبح مسكوناً، الى ان اقامت فيه، وتحكي أنها في احد الايام كانت قد غادرت المنزل الى بيت امها، وفي منتصف النهار دخلت البيت الذي كانت تحمل مفاتيحه في يدها، لتجد داخل الغرفة امرأة قد اتخذت من احد السرائر متكأ لها. وقالت: لم يصدقني زوجي والجيران عندما اخبرتهم بما جرى، واتهموني بالهلوسة، الا انني رفضت الاقامة في المنزل ثانية.
واضافت قائلة: احضر زوجي احد رجال الدين الى البيت لقراءة القرآن الكريم والاحاديث الشريفة لطرد الجان، الا انني كنت اصر على موقفي بعدم دخول المنزل ثانية، وفي النهاية قرر زوجي ترك المنزل واستئجار منزل آخر في منطقة بعيدة.
ويحكي التاج حسين عمر أن أحد الشباب اتى وتقدم الي خطبة ابنته الكبرى التي كانت وقتها في بدايات المرحلة الثانوية، ولأنهم يسكنون في قرية فقد أكد أنه لم ير هذا الشاب اطلاقاً، فسأله عن نسبه ومن اين أتى، فقال له انه جارهم وأنه رأى ابنته وهي في طريقها الى المدرسة في اكثر من مرة، ويقول التاج انه عندما قال لي إنه جارنا حسبت انه في القرية المجاورة، وسألت البنت ورفضته بحجة انها لا ترغب في الزواج وتريد مواصلة تعليمها، ولكن في الاسبوع التالي اتى الشاب برفقة شيخ كبير في السن، ولكن بأسلوب فيه شيء من التهديد وبنبرات حادة قال لي ان ابنتي قد اعجبتهم وانهم ان لم يزوجوها لابني فإنه سيأخذها منهم عنوة، وبعدها بأيام اخذت الفتاة تصرخ، وعندما ذهبنا بها الى احد الشيوخ قال لنا إنه جان يسكن في البيت المجاور لنا، ويقول التاج انه لم يكن في مقدوره سوى اخضاع ابنته الى جلسات من العلاج بالقرآن من الجن، واضطرها مرضها الى ترك الدراسة.
وتعد الفيلا التي توجد بجوار كوبري شمبات من جهة أم درمان، من أشهر البيوت التي اشيع بأنها مسكونة، ويزعم الكثيرون أنهم شاهدوا وبوضوح أضواء خافتة جداً تنبعث يومياً من الطوابق العليا للفيلا، ولكن بين الحقيقة والخيال والشائعات كثير من القصص المنسوجة الواردة عن حكايات الجن في البيوت المسكونة.
باتت جزءاً من الماضي
الألعاب الشعبية في ذمة التاريخ
الخرطوم: عبد الوهاب جمعة
تتميز مراحل الطفولة بحب الاطفال للعب التي تشكل وجدانهم وقدراتهم العقلية في مستقبل الايام، وكانت ألعاب الاطفال جماعية الطابع في البدء، بيد انه اتى حين من الدهر باتت فيه العاب الاطفال فردية الطابع وبدون جهد حركي، وخلت من المشاركة والتفاهم بين الاطفال، وطغت عوالم التكنولوجيا والالكترونات والعوالم الافتراضية على براءة العاب الاطفال، واندثرت قيم اللعب الجماعية التي كانت تمنح الاطفال معاني الشجاعة والاقدام والمشاركة، «الصحافة» وقفت عند اطلال العاب الاطفال الجماعية التي شكلت وجدان وعقول رجال اليوم.
استنبط اطفال المدن والقرى السودانية في الماضي ألعاباً من بيئاتهم المحلية، سواء أكانت من الزراعة او الرعي او ربما من حياتهم الحضرية، وكانت تلك الالعاب تقوم على مبدأ مشاركة الجميع في اللعب، فالجميع يشاركون بغض النظر عن جنسهم وقبيلتهم او وضعهم المادي من ناحية الغنى او الفقر، وكانت الالعاب تمارس في داخل الاحياء والقرى قريباً من نظر الكبار ورعايتهم، ولعل لعبة «شليل» اكثر الالعاب من ناحية المشاركة الجماعية التي تلازمها مفردة «شليل وين راح خطفو التمساح.. شليل وينو خطفو الدودو»، حيث يعمد الأطفال الى اخفاء «عظمة» ليبحث عنها الجميع، ولعل اختيار الاطفال للعظام ناتج من رخاء الحياة ووفرتها آنذاك، على ان لعبة «غمدت لبدت» او ما يعرف «بالاستغماية» تعتبر احدى الالعاب قوة من ناحية المشاركة الجماعية، عندما يبدأ الاطفال في البحث عن اللاعبين المختفين، وتبدأ اللعبة من «الميس» ويمكن اعتبار «الميس» هو النهاية لكل شيء في اذهان اطفال ذلك الزمن، عندما كانت الحياة بسيطة والحدود فاصلة بين القيم والاشياء، وهناك لعبة قريبة من «الاستغماية» هى «سكسك» التي يتطارد فيها الاطفال وينمون من مقدراتهم الحركية التي تجعلهم في مصاف العداء بالفطرة.
وهناك ألعاب للأطفال الأكبر سناً صممت لتحمل مقدراتهم العضلية وقدرتهم على تحمل المشاق، وتأتي في مقدمتها «الرمة والحراس» التي تستخدم فيها قمصان و «عراريق» الاطفال في الذود عن «الرمة»، على ان لعبة «ضب البصلة» تختبر حدود تحمل اجساد الاطفال، حيث يمارس الاطفال القفز فوق الحواجز وتحمل ضغط اجساد الاطفال الآخرين، وتبرز لعبة «شدت» قوة الفروسية عند الاطفال، حيث يحاكي الاطفال مقدرة الفرسان على خوض غمار الحرب، بيد انهم يستخدمون قدماً ويداً واحدة، وذلك بمسك اليد اليسرى مع القدم اليمنى، وهم يقفزون كأنهم المغيرات صبحاً، وهناك لعبة «سكج بكج» باستخدام عصاتين وحفرة، وهي تشابه في عدة اوجه رياضة الغولف والكريكيت، ويبدو أن لعبة «كمبلت» التي قوامها بضع طوبات وكرة صغيرة مصنوعة من الجوارب القديمة تسمح للأطفال باستخدام مقدراتهم الذهنية والحركية في تفادي ضربات كرة الشراب التي يرميها الخصوم، وقدرة التقاط الكرة في الهواء.
والشاهد أن ألعاب الأطفال في سابق الأيام كانت تعزز مهارات القدرة والتحمل وسرعة الحركة، وتحفز قدرتهم على الاستجابة لكل الظروف في ممارسة ألعاب في أجواء صحية، ولعل نجاح الرياضيين السودانيين في السابق يرجع إلى تلك الألعاب الجماعية. ولعل مستحدثات التكنولوجيا والالكترونات وألعاب الحاسوب قد قضت على تلك الروح الجماعية للأطفال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.