يهدف القرار رقم(134-54) المؤرخ 17 ديسمبر 1999م الى زيادة الوعى بقضايا العنف ضد المرأة ،فاليوم الخامس والعشرون من نوفمبر من كل عام ومنذ عام 1981 هو اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة اذ انها فى العالم اليوم تواجه اقسى انواع العنف والاستغلال والتشريد والتحرش الجنسى وعدم المساواة فى العمل واهمية هذا اليوم تأتى من تتابع الافعال وتكرارها تجاه المرأة التى تجد نفسها فجأة امام (سوق كبير) يتم فيه الاتجار بها كسلعة فى مفهوم المتاجرين يجب تداولها جسديا واسقاط قيمتها كفرد له حق الحياة بسلام وامان فى مجتمع يسع الجميع ذكورا واناثا. ما تقدم نموذج للعنف المقنن ضد المرأة مع سلسلة اخرى من النماذج والممارسات السيئة تجاهها مايعنى تعدد الانتهاكات لحقوق المرأة الاساسية فتعرض بعضهن للضرب فى منزل الاهل او الزوجية او المعتقلات والسجون ينافى تماما ماجاء فى الاعلان العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة ويبدد الاهتمام والنداء من اجل رفع العنف عن عالمهن الصغير والكبير. العنف سلوك يتخذه الطرف الآخر للسيطرة والتهديد والتخويف وهو استغلال بشع لمفهوم القوة وزمانها ومكانها فى مقابل ضعف داخلى يتظاهر فيه بقوة زائفة ذات الطرف الذى يغرق ضحيته فى الايذاء النفسى والبدنى والعاطفى ب(منهجية) خاضعة لممارسة العنف وانتهاك الحقوق الانسانية وتواصل ذلك ارضاء ل(الأنا) بنرجسية متمددة فى دواخله . يتواصل العنف ضد المرأة رغم التطور الذى يشهده العالم اليوم فهنا قاصرات تستعد الاسرة لزفافهن مقرونا ب(تبريكات وتهانى )مجمع الفقه الاسلامى فى وطنى وهناك فى لجة الحرب وساحات الاحتراب ومناطق النزاع المسلح يمارس الاضطهاد والاغتصاب ضد القاصرات اللائى يعملن تحت ظروف اقل ماتوصف به انها سيئة للغاية. يأتى الختان كأحد انواع العنف ضد المرأة فى مجتمعى السودانى على يد افراد الاسرة والذى يشكل جريمة مدروسة فى المحيط الاسرى تتكفل العائلة بممارسة (تعذيب ) الطفلات فيها بدعوى العفة والحفاظ على الشرف بعد الاعتداء الفاضح على كرامة الطفلة وحقها فى العيش( سليمة). يبرز العنف ضد المرأة العلاقة غير المتكافئة بين الطرفين مايقود الى شيوع الوحشية والتمييز والاضطهاد الذى يقود الى عدوانية المرأة والتى يدخلها تكالب العنف عليها فى بحور الاكتئاب والتوتر والقلق وربما فقدان اطفالها (كثمن ) للتخلى عن تعنيفها و من ثم (تسريحها) فى أكبر ابتزاز اجتماعى. ولمواجهة العنف والحد من انتشاره الواسع فى المجتمع لابد من تعزيز الوعى فى المجتمعات المختلفة وانفاذ السياسات التى تدعو الى تغيير الاتجاهات والممارسات الخاطئة واعلاء قيمة الحقوق الواحدة فى المجتمع الواحد والترويج لثقافة انهاء العنف ضد المرأة ورفع شعارها عاليا مع تثبيت مبدأ المساواة فى القيمة والوجود والكرامة ومحاربة الدونية التى تلصقها بها بعض الثقافات الذكورية التى تعلى من شاْن الرجل . ان القضاء على العنف ضد المرأة يمثل ركنا اخلاقيا لابد من الالتزام به فى المجتمع بجانب كونه ضرورة اجتماعية ملحة تعمل على ترسيخ مفاهيم صحية آمنة تستوعب مشاركة المرأة كفرد له دور مميز وحيوى وفعال فى المجتمع يجب البعد عن الانتهاك الشنيع لحقوقها فالمرأة زاوية وركيزة فى ابقاء الروابط الاسرية. واخيرا يرمز الشريط الابيض الى خلق علاقات محترمة ومتجددة مع المرأة كما يدلل على الالتزام بنبذ العنف. همسة اليوم سيدتى...تستحقين الجمال والدلال ... ورفع قبعات السادة الرجال.... شريكة أنتِ ..بلون وعطاء فى كل مجال...... لك الحب والتقدير...وحلو الماّل....