لو كنت مكان صديقي الأستاذ علي محمود وزير المالية لتقدمت باستقالتي اللحطة..،كنت ساترك مقعدي خاليا للعباقرة الذين يفتون ليل نهار فى الاقتصاد ويتدخلون فيما لايفهمون ليفعلوا مايشاءون..،ظل علي محمود على الدوام فى مرمى سهام المتطرفين من جانب و العنصريين من جانب آخر وبعض أخر من السياسيين وأعضاء البرلمان الذين لايعرفون الفرق بين الكتلة النقدية والكتل البرلمانية !! .صبر محمود على بلاويهم سنينا فعصفت به الأوجاع حتى أصبح طريح المستشفيات بشكل دائم.، ماذنب علي محمود والقاصى والداني يعلم أن أزمة البلاد سياسية تهم القصر الجمهورى الذي يقبع فى الجانب الشرقى من وزارة المالية. من أين للوزير المال لينفقه على ثلاث جبهات تشتعل فيها الحروب؟.تقضي ميزانية الامن والدفاع على 70 % من الموازنة العامة ، وتقول كل عام هل من مزيد؟.من أين لوزير المالية الأموال التى يصرفها على خمس سلع أساسية تستوردها البلاد وتحتاج لمئات الملايين من الدولارات فى ظل اقتصاد يعتمد بنسبة 60 % على عائدات عشوائية من الذهب. الاتفاق مع الجنوب الذى كان منتظرًا أن يضخ ملايين الدولارات وصل الى أفق مسدود فمن أين لعلي محمود المال لتمويل الزراعة والصحة والتعليم؟.كان على السياسيين وهم يعجزون عن حل المشاكل السياسية أن يكفوا عن نقد تدهور الاقتصاد الذى تدهور بفعل تقديراتهم وليس بسبب عجز المالية،كان عليهم أن يجدوا مخرجا لأزمة الاقتصاد عبر السياسة ولكن للأسف يلقون على عاتق الاقتصاد تدهور الأوضاع السياسية!!. أغلقت صناديق التمويل العالمية أبوابها وازدادت الاوضاع سوءا بتدهور العلاقات مع ما تبقى من صناديق تمويل عربية ، فمن أين لوزير المالية الاموال لينفقها على مشروعات التنمية؟.، أدى ذلك لتردي اوضاع المواطنين المعيشية فتصاعدت الضغوط داخليا بما لايسمح باضافة اى اعباء ضريبية او زيادات فى السلع الاساسية كما شهدنا فى السكر، فللأزمة بعد سياسى، فالخوف من أن تؤدى زيادات السكر للعصف بالنظام فى ظل أوضاع متأزمة جعل الحكومة تتراجع ودفع الثمن وزير المالية...فمن أين لعلي محمود الأموال التى تسد عجز الموازنة؟. فى ظل خزينة فارغة تتصاعد المطالب النقابية ويشن اتحاد العمال حملة على الوزير، كأن للوزير أموالا مكدسة لايحب أن ينفقها على الشعب فى الوقت الذى أعلن فيه وزير المالية بشفافية ان الحكومة «مفلسة».فبدلا من ان يطالب اتحاد العمال اصلاح سياسات النظام يتظاهر ضد الوزير ليرضي عضويته!!. لابد أن السيد وزير المالية يغنى أنا استاهل.... لو كنت مكانه لوضعت استقالتى على بوابة القصر ونفدت بجلدي،أعرف ان علي محمود لايطلب مجداً ولا مالا فلماذا يعرض نفسه لكل تلك الضغوط... لماذا لايتركها للعباقرة لنرى كيف سيديرون أوضاعاً اقتصادية خربة. علي، أيها الصديق، نصيحة لوجه الله ..أستقيل الآن واتركها لهم يعبثون بها كما يحلو لهم،أقول قولى هذا وأنا أعلم انني لن أحظى بوزير مالية صديق بقية عمري....أتروننى مجنوناً أدعو صديقاً بيديه خزائن البلد ليستقيل...لست مجنونا ولكنى أعلم أن الخزائن الفارغة لاتسمن ولاتغنى من جوع. حكى قريب لى صديق للشريف الهندى فقال.. حين عين الشريف الهندى وزيرا للزراعة فى ستينيات القرن الماضى ذهبنا اليه غاضبين ولما سألنا عن سر غضبنا قلنا له « ياخي زراعة شنو وكلام فارغ شنو ما كان يدوك وزارة المالية أحسن لينا». فنظر إلينا ضاحكا وقائلا« آه يامستهبلين يعنى ما دايرين تتعبوا لاعاوزين أراضي ولامزارع تزرعوها بس عاوزنى أخم من الخزنة وأديكم كاش طواالى».،أما نحن أصدقاء علي محمود فما عايزين حاجة بس يطلع من مصيبة الوزارة دى سليما معافى بدل كل يوم سكري وضغط وساهرون ويستبشرون... إضافة لسيل شتائم لايتوقف... فوق كم؟.. ملعون أبو الوزارة الوراها كل يوم زرزره.