فترة رئاسة زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي للمجلس الوطني قبل المفاصلة يتذكرها عدد من موظفي وعمال البرلمان بايقافه للحافز السنوي بجانب وجبات الفطور والغداء المجانية التي كانت تتكفل بها الدولة ،وفي هذا يسرد عدد من الموظفين والعمال قصة ايقاف الوجبة فيقولون " ان الترابي اوقف الحافز السنوي وقال انه حرام " وفيما يتعلق بالوجبات اشاروا الى "انه في فترة محمد الامين الخليفة كانت الوجبات بالبرلمان للجميع مجانية كما ان ضيافة المجلس كانت تابعة للفندق الكبير، والحكومة تقوم بدفع فواتير تلك الوجبات في النهاية للفندق " ويذكرون انه في ذات يوم سأل الترابي مدير مكتبه عن سر الافطار الذي يأتيه بصورة راتبة دون ان يدفع اي مبالغ ليبلغه الرجل انها عادة راتبة في البرلمان ان الوجبات على حساب الحكومة "فما كان من الترابي الا ان طلب من مديره جرد حساب لجميع الوجبات التي تناولها مجانا ليقوم بدفعها من مخصصاته بأثر رجعي وطالب بوقف تلك الخدمة وان يتكفل كل شخص في المجلس بالصرف على وجباته من جيبه " لتصبح سنة من ذلك الوقت وحتى الآن . وينظر من عايشوا الفترتين للترابي "كقاطع رزق " وفي ذات الصدد يذكر احدهم واقعة تمت قبل المفاصلة بيوم فيقول انهم قبل يوم من قرارات رمضان التي اغلق معها البرلمان وخرج الترابي أي بالتحديد يوم الاحد بدأوا في اعداد وليمة لافطار رمضاني دعا له الترابي النواب يوم الاثنين "أي ذات اليوم الذي اغلق فيه البرلمان" وكانوا قد اعدوا كل شئ ليلا لاسيما وان الخير كان باسطا وملئت الثلاجات بالفراخ والمخازن "بالبيض " وتحسر الكثيرون منهم على تلك الكميات الهائلة من "الطعام " الذي اكدوا انها كانت من نصيب القوة التي قبعت في البرلمان لحراسته بعد القرارات يعني "رزق زول ما بياخدو زول " . تلاقيط كلام بعد الجفا محبة ما زالت المشادات الكلامية مابين النائب البرلماني عباس الفادني ووزيرة الرعاية الاجتماعية أميرة الفاضل في احدى دورات البرلمان عالقة في اذهان كثيرين وذلك حين حاولت الاخيرة دمغ مداخلة الاول في احدى الجلسات البرلمانية بأنها شخصية وردة فعل لشئ محدد، وكان ان استفزت ردود الوزيرة للنائب الفادني حفيظة النواب وسارع احدهم بمقاطعتها بنقطة نظام وطلب الاعتذار للنائب وسحب حديثها الموجه للنائب وهذا بالفعل ما حدث . ولكن في جلسة الاسبوع الماضي تفاجأ حتى النواب بمداخلة النائب عباس الفادني حول بيان ادارة وزارة الرعاية التي تحولت مائة وثمانين درجة لتصب كلها في الاشادات وكلمات الاعجاب بالوزيرة نفسها فقال بالحرف "البيان سفر عظيم وعمل كبير وجهد مقدر للوزيرة ما يعجبني فيها انها رمز للمرأة السودانية الجادة والمثابرة ونقدر المرأة زوجة واختا " واضاف "واضح ان الوزارة تدار بحكمة واقتدار ويعجبني في الوزيرة انها تعمل بمنهج مدروس وتشرك الخبراء " وانهى حديثه بتلك الصورة دون أن يقول جملة ناقدة او مفيدة بشأن البيان. الطين والعجين ربما الصدفة هي ما جعلت النائبة البرلمانية عائشة الغبشاوي تسرد قصة داخل البرلمان عن امرأة من شدة الفقر والفاقة تأكل "طين البحر " مع ابنائها قبل يوم فقط من طرح وزارة الرعاية الاجتماعية لبيانها امام البرلمان ولكن القصة لم تجد حظها في مداولات النواب التي ركزت بشدة وبقوة على الاشادة بالبيان الذي قدمته وزيرة الرعاية الاجتماعية باستثناء نائب واحد هاجم البيان واعتبره مجرد أماني وتطلعات ويؤكد ان البلاد تعيش وضعاً مزرياً ويشكك في افادات الوزيرة بشأن الادوية المنقذة للحياة وقال لها مخاطبا لايمكن ان ترفعي الشعار الذي ترفعه الدول الغنية "يس وي كان " ولكن ترفعي شعار "كل من لاقيت يشكو دهره" الكم الهائل من الاشادات جعلت رئيسة الجلسة سامية احمد محمد تطلب من النواب اجازة البيان دون احالته للجنة المختصة لدراسته وهذا ماكان وخاطبتهم قائلة " معناها ادعموها بالاجازة السريعة للبيان " ، وما ان انتهت الجلسة حتى تجمع نواب بلغ عددهم العشرات امام الوزيرة وبدأت الاوراق (تتطاقش) كل يطلب تصديقاً لشئ معين ليحتجز النواب الوزيرة داخل قاعة الجلسة لما يتجاوز النصف ساعة وبالتالي يكونوا قبضوا ثمن الاشادة بتسهيل امورهم. ضاعت الأحلام أحد النواب قال إن احد اقربائه اتصل به معاتبا بعد أن خرجت وزارة المالية في اليوم التالي لاعلان عدد من نواب البرلمان جمع توقيعات لمساءلة الوزارة بشأن تحرير وزيادة اسعار السكر ليعبر عن غضبه عن خطوة النواب ويؤكد له أنه قام بشراء كميات من السكر بمبلغ (18) مليون جنيه حتى يستفيد من قرار المالية ويبدو ان التاجر الآن يندب حظه ويردد "ظلموني النواب وجاروا علي " . كِسّير تلج نائب برلماني في حديث خارج النص مع صحفيين بالبرلمان عبر عن غضبه على طريقة مداولة بعض النواب ممن يضيعون الزمن في الاشادة بالوزراء وبياناتهم وفي هذا قال "والله انا ممغوس جنس مغسه بالحركات دي وبالكلام الما راكب عدلو البيقولو الجماعة ديل وواضح انهم مقتنعين بشعار " تكسير التلج لايضيع حظا " .