ترغب السينمائية البريطانية السودانية الأصل تغريد السنهوري في مساعدة السودانيين على «الإلمام» بتاريخهم وترك «بصمة» من خلال إعداد وثائقي حول تقسيم السودان يعرض للمرة الأولى في بلدها الخميس، حسب ما ذكرت لفرانس برس. والوثائقي «سوداننا الحبيب» ومدته 90 دقيقة عرض في معهد غوته في اطار المهرجان الاوروبي للفيلم الذي ينظمه الاتحاد الاوروبي في الخرطوم. ويسرد الوثائقي قصة اسرة وتاريخ بلد عبر صور من الارشيف ومقابلات مع شخصيات سياسية اساسية في العملية التي افضت الى انفصال جنوب السودان وهو يروي قصة اميرة المولودة لأب شمالي وام جنوبية وتأثير الحرب الاهلية ثم الانفصال على هذه الفتاة وعائلتها، عبر مقابلات مع مسؤولين من الشمال والجنوب. وقالت السنهوري الحائزة عدة جوائز «لا انظر الى البعد الجيوسياسي. اقول كمواطنين سودانيين ما هي مسؤولياتنا؟، كيف يمكننا ان ننظر الى انفسنا ونتحمل مسؤولياتنا؟». وكانت السنهوري وصلت الى بريطانيا وهي في التاسعة من العمر، وخلال دراساتها العليا شعرت برغبة في التعرف اكثر إلى جذورها. وذكرت انها اكتشفت مقالات كتبها مسؤولون خلال الاستعمار، لكنها لم تحصل على اي آراء سودانية. وقالت «شعرت بإحباط كبير. وفكرت ..ألم يترك السودانيون اي اثر في التاريخ؟،.. اعتقد ان مشروعي بكامله، مشروع حياتي يكمن في إبراز هذه البصمات». والعقبة الوحيدة التي لاقتها السينمائية هي التواصل مع سكان من الجنوب. وقالت «انني من الشمال ولم اتمكن من التحاور معهم. وجدت نفسي امام الهوة الكبرى التي تقسم شعبنا». واضافت «لقد وثقوا بي الى حد ما لكن في نهاية المطاف انا شمالية ولم يكونوا قادرين على الإدلاء بشهادات لي». وساهم الاتحاد الاوروبي بموازنة قدرها 50 الف يورو لاعداد الوثائقي الذي مولت السنهوري القسم الاكبر منه. والوثائقي الذي بث للمرة الأولى في 2011 خلال مهرجان دبي السينمائي، لم يعرض بعد في جنوب السودان. وكانت اميرة البطلة الرئيسة في الفيلم حاضرة عند عرضه في الخرطوم.