يشهد الحزب الاتحادى بتياراته المختلفة حراكاً نشطاً فى اوساطه وتزايد بوضوح بعد اعلان «المكتب الانتقالى للحركة الإتحادية» برئاسة الشريف صديق الهندى إستقطابه لعدد مقدر من جماهير الحركة الإتحادية وبعض قياداتها المؤثرة رغم وصف البعض لهذا التجمع ب «الغاضبين والناقمين والمفصولين» من الأحزاب الإتحادية بمسمياتها المتعدده. وقد لوح الحزب الاتحادي الديموقراطي المسجل باتخاذ اجراءات قانونية ضد مجموعة قال انها تمارس الانتحال السياسي باسم حزبه على بعض القواعد والجماهير ، ونفى الحزب في تعميم صحافي تلقت «الصحافة» نسخة منه ، ما نشر عن انسلاخ اعضاء المكتب السياسي بولاية الجزيرة وانضمامهم الى حزب «الحركة الاتحادية الجديد» واكد الحزب ان الخبر عار من الصحة، فيما اوضح التعميم ان محمد يوسف عبد الدائم ليس رئيساً للحزب، كما ان الطيب الامين عبد القادر ليس نائباً للرئيس،وانه تم تجميد عضويتهما بموجب قرار لجنة المحاسبة والانضباط، الذى ايدته اللجنة المركزية وصادق عليه مجلس شؤون الاحزاب، وقطع التعميم الصحفى انهما اصبحا خارج دائرة الفعل الحزبي منذ صدور تلك القرارات. وفى حديثه ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس اكد امين الإعلام للحزب الإتحادى الديموقراطى المسجل بولاية الجزيرة محمد الشيخ محمود ان المكتب السياسى للحزب يمارس مهامه حالياً بكل نشاط للإعداد للمؤتمر العام، واوضح ان انسلاخ (58) من المكتب السياسى للحزب وانضمامهم لحزب الحركة الإتحادية امر عار عن الصحة تماماً، وقال ان المكتب السياسى يعمل بكل طاقته الآن للإعداد للمؤتمر العام للحزب بعد تكوينه للجان المختصة لإعداد الاوراق والورش التى سيتم فيها مناقشة عدد من الملفات والقضايا وتقييم مشاركة الحزب فى الحكومة وطرح رؤية الحزب في القضايا الاقتصادية والسياسية والإجتماعية التى تهم البلاد بجانب البعد الخارجى والعلاقة مع دولة جنوب السودان، واكد محمود ان المجموعة التى انضمت الى حزب الحركة الاتحادية مفصولة اصلاً من الحزب وتم تجميد نشاطها قبل عام بقرارات صدرت من لجنة المحاسبة والإنضباط وصادق عليها مجلس الأحزاب، ووصف امين الإعلام للإتحادى المسجل الحركة الإتحادية الجديدة بالفاشلة وقال «محكوم عليها بالفشل خاصة وانها اعلنت عن نفسها فى حضن المتمردين امثال ياسر عرمان وغيرهم» هذا الى جانب تبنيها للخط المعارض وبعدها عن التوجهات الوسطية للإتحاديين. وتحدث القيادى بالحزب الاتحادى الديموقراطى الاصل على السيد بصورة إيجابية عن «الحركة الإتحادية الإنتقالية» بقيادة الشريف صديق الهندى وقال ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس اذا نجحت «الحركة الإتحادية» فى لم شتات الحزب وتوحيد اكبر مجموعة من الإتحاديين بمختلف اتجاهاتهم فإن ذلك يساهم فى وحدة الصف مستقبلاً بحساب ان الحوار مع مجموعة أكبر اسهل من الحوار مع اطراف متعدده، الا انه أشار الى أن فرص نجاحهم غير كبيرة فى مشوار وحدة الصف الإتحادي، ورفض السيد وصفهم بالإتحاديين الغاضبين وقال لكل فكره ورأيه ولم يخرجوا من مظلة الإتحاديين على الأقل، واضاف نتمنى لهم النجاح ونشد من اذرهم حتى نلتقى فى الامام فى طريق وحدة الصف. واوضح رئيس المكتب الإنتقالى للحركة الإتحادية بولاية البحر الأحمر المهندس معتصم عزالدين ان الحراك الذى تشهده دور الإتحاديين فى المركز والولايات بمختلف مسمياتهم تصاعد بصوره كبيره منذ الإعلان عن «الحركة الإتحادية الإنتقالية» وقال عزالدين ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس ان فكرة الحركة الإتحادية تفجرت من ولاية الأحمر فى فندق «بوهين» بمدينة بورتسودان ومن ثم انتقلت الى الولايات الأخرى، وأضاف «نحن طلاب فى مدرسة الديموقراطية واذا كنا نريد حكم السودان بديموقراطية حقيقية فعلينا اولاً ان نطبقها فى احزابنا» وقال اى حديث عن ديموقراطية فى احزاب لاتطبقها داخل مؤسساتها يصبح «كلام فارغ» ورفض عزالدين وصف المنضمين الى الحركة الإتحادية بالغاضبين والناقمين نتيجة لفصلهم من الأحزاب الإتحادية الأخرى. وقال ليس الفكرة موضوع غضب او انسلاخ اوانضمام وانما هى مستقبل أجيال، واضاف «هؤلاء الذين يصفونا بالغاضبين والناقمين لاوجود لهم فى اوساط الشعب السودانى والجماهير ويشكلون غياباً تاماً عن كل قضاياه» وقال يجب ان لاينسى الإتحاديون اجمعهم ان الحزب تم تغيير اسمه ثلاث مرات فى تاريخه وعليهم ايضاً الا ينسوا ادبيات الحزب وخطه المعروف والواضح، واضاف «ان الأزهرى وزروق اتوا عن طريق مؤسسات ولم يأتوا عن طريق التعيين». بينما كان رئيس المكتب الإنتقالى للحركة الإتحادية صديق الهندى دافع عن حزبه الجديد ورفض وصفهم بأنهم مجرد «اتحاديين غاضبين»، وقال ان المكاسب التي يظن البعض أنها تغضبنا مثل «الحصول على وظيفة أو رخصة، على قفا من يشيل»، واضاف «من يتنازل عن مبدئه يمكنه بيع نفسه بأي ثمن ،و ان كانت الوظائف تقدم لنا ومعها محفزات أعرف حجمها» ولكن لا يحتاج الأمر الى شطارة لأخذ حقوقنا بالطرق الملتوية، واوضح الهندى إنهم تحولوا من مجموعة ضغط اتحادية إلى حزب، لأن الأحزاب الاتحادية «المتشرزمة» بحسب وصفه فشلت في تحقيق الوحدة، وحذر الهندي مما سماه «المنابر الخارجية» التي تطبخ تسوية مفروضة على السودان والسودانيين، وقال إن القضية أصبحت تطبخ في مطابخ الدوحة وجنيف كما حذر من احتمالات تشظي البلاد واتساع دائرة المطالبين بحق تقرير المصير. وقال الهندي فى تصريحات صحفية امس الاول، ان المشاركة في السلطة حاليا تعتبر ضد فكرة الحركة الاتحادية المعروفة ب»الاستقلالية»، واضاف ان ما هو مطروح لا يقبل الاستقلالية، لافتاً الى ان حزبه يختلف عن الأحزاب الاتحادية الاخرى هذا قبيل ان يصفها انها بلا مؤسسية، وقال «انتهى الكل إلى حزب الرجل الواحد، وإلى مجموعات مصالح صغيرة وشراذم»، واضاف ان الاشخاص الذين يقودون الاحزاب الاتحادية لطخوا اسم الحزب، ونحن صرفنا وقتا وسنصرف أكثر لتنظيفه مما علق به من ممارسات الأفراد وأطماعهم الصغيرة.