اعلن كبير مفاوضي جنوب السودان، باقان اموم ،ان بلاده ستسأنف تصدير النفط عبر الاراضي السودانية نهاية الشهر الجاري، بعد ان اتفق مع المسؤولين في الخرطوم على تنفيذ اتفاق التعاون وتذليل جميع العقبات التي اعترضته،وتوقع حصول السودان على اكثر من 100 مليون دولار شهريا من عمليات تصدير النفط ،مؤكدا ان اجتماعاته في الخرطوم تمخضت عنها نتائج ايجابية تدعو الى التفاؤل بشدة، وان الانفراج في العلاقات بين البلدين بات وشيكا نسبة للارضية الخصبة التي تترافق معها ارادة قوية من الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت. وجدد اموم في مؤتمر صحافي بالخرطوم مساء امس استعداد بلاده لدعم الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية - قطاع الشمال لانهاء النزاع المسلح في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ،مضيفا ان جوبا يمكن ان تستخدم علاقاتها التاريخية مع قطاع الشمال والدفع بعملية سلام دائم ،ووصف طلب الخرطوم بتدخل جوبا لنزع سلاح المقاتلين ب»المستحيل» لجهة انه يعني التدخل في شؤون دولة اخرى، بجانب ان قدرات بلاده لاتسمح بإجراء العملية ،وشدد على ان بلاده لن تنعم بالاستقرار في ظل التوترات القائمة على الحدود ،موضحا ان العمليات العسكرية يمكن ان تشكل عائقا أمام استمرار ضخ النفط عبر الحدود ،وتابع «نحن في دولة وليدة تعتمد على النفط ولايمكن ان نلعب بالنار» واضاف «لدينا قناعات قوية لمساعدة السودانيين على انهاء النزاع المسلح » ،وطالب اموم، الخرطوم بالتعامل بالمثل ومساعدة جوبا على الحوار مع المجموعات المتمردة التي تقاتلها كي ينعم جنوب السودان بالسلام. واشار اموم الى انه سلم رسالة الى الرئيس عمر البشير من الرئيس سلفاكير، حوت تأكيدات على التزام جوبا بتنفيذ اتفاق التعاون حزمة كاملة الى جانب دعوة البشير لزيارة عاصمة جنوب السودان في اي وقت متاح له . واعلن ان زيارته شملت مناقشة ملفات مهمة مع نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع، واجراء نقاش مستفيض حول علاقات استراتيجية بين الحزبين الحاكمين في البلدين وبناء علاقات دبلوماسية فعالة لبناء جدار الثقة وتذليل العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق التعاون . واكد ان الاجتماعات التي عقدها في الخرطوم ناقشت عملية الترتيبات الامنية وايقاف دعم المعارضات المسلحة في الدولتين على نحو عاجل وسريع ،قائلا ان تنفيذ الاتفاق الامني من شأنه ان يهيئ الاجواء لتصدير النفط وتفعيل التجارة ،مشيرا الى ان الخرطوموجوبا وافقتا على تفعيل اللجان الامنية والسياسية لتقديم الشكاوى واجراء التحقيق حول الخروقات ودعم المعارضات المسلحة من قبل الدولتين. وكشف اموم ان جنوب السودان ينوي بناء خطوط لانابيب النفط عبر دولتي كينيا واثيوبيا لتأكيد استقلالية الدولة الوليدة وتجنب الاعتماد على منفذ واحد لصادرات النفط وتابع « هنالك مؤشرات قوية على ان مناطق جنوب السودان زاخرة باحتياطيات نفطية كبيرة، ولذلك من المهم ان نعمل على بناء خطوط اضافية لتوسيع الخيارات». وذكر انه لم يناقش مع المسؤلين في الخرطوم قضية ابيي قائلا ان بلاده تدعم مقترح الاتحاد الافريقي . وشدد على ان جوبا سترحب بالمسيرية اذا توغلوا للمراعي في جنوب السودان بغض النظر عن نتائج الاستفتاء او ايلولة المنطقة. واقر اموم، ان جنوب السودان يواجه تحديات بناء امة تعاني من التهميش والتخلف قائلا ان من يقرأ الاوضاع بتمعن يدرك جيدا مدى حاجة جوبا الى الاستقرار والسلام ، وقال ان زيارته الى الخرطوم ركزت بشكل فعال على بناء علاقات استراتيجية بين الدولتين والانتقال الى مرحلة التنمية وجذب الاستثمارات الاجنبية وانهاء النزاعات المسلحة على الحدود . وافاد كبير المفاوضين ان بلاده لاتمانع في تنفيذ الاتفاق دون انتقاء الملفات عبر الهياكل المختصة ،وقال انه قدم تقريرا الى سلفاكير حول نتائج زيارته الى الخرطوم شمل الايجابيات التي افرزتها النقاشات التي دارت مع المسؤولين السودانيين، مشيرا الى ان سلفاكير طلب اجتماعا عاجلا مع اللجنة السياسية الامنية قبيل مغادرتها الى الخرطوم لاجراء التحضيرات اللازمة وضمان نجاح الجولة المقبلة في ضوء النتائج الايجابية التي تحققت حاليا. وانهي اموم، زيارته الي الخرطوم أمس، متجها الي العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، سلم خلالها رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت الي الرئيس عمر البشير ،واجري ليلة امس واول امس سلسلة مباحثات مع وزير الدفاع الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين وكبير مساعدي رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع، بحثوا فيها قضايا الحدود واستئناف ضخ النفط. من ناحيته، أكد نافع، أن الطرفين اتفقا على أهمية تسهيل وتسريع الخطى والعمل على تجاوز العقبات والتحديات في سبيل تنفيذ إتفاق التعاون، باعتباره الضامن لعلاقات مستقبلية بين البلدين،وقال إن الدور السياسي للطرفين «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» سيتعاظم لجهة حث فريقي البلدين لترجمة ما تم الاتفاق عليه والانتقال به إلى مراحل التنفيذ العملية. وأشار نائب رئيس المؤتمر الوطني إلى أن الطرفين اتفقا كذلك على أهمية تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة حتى ينعم شعبا البلدين بالأمن والسلام والاستقرار، ويحولا فترات الحرب والاختلاف إلى فترات استقرار وتنمية ومنافع متبادلة،وقال نافع إنه سيزور جوبا قريباً لمزيد من التواصل وترجمة ماتم الاتفاق عليه.