كشفت وزارة التخطيط والبني التحتية بولاية الخرطوم في شئ من الشفافية غير المعهودة في الاجهزة الحكومية عن حجم المشاكل التي يعاني منها جسر القوات المسلحة او كوبر كما درجت على تسميته العامة - الوزارة التي اعتمدت على تقرير الفحص الدقيق لجسم الكوبري في العام 2004 اكدت وجود شروخ وتراخ وصل الى (22) سم اضافة الى تلف «16» وصلة تمدد بالجسر من جملة «36» وصلة مع وجود مشكلات في الأساس والأعمدة التي يقوم عليها الجسر جراء جرف التربة المحيطة بالأعمدة داخل مياه النيل الأزرق ما اصاب تلك الاعمدة بحالة من النحر، كما أظهرت عمليات التفتيش عيوباً وتشوهاتٍ في سطح الجسر تمثلت في زحف الأسفلت وتشقُّقات. إن الحالة شبه السريرية التي صارت اليها ( صحة ) جسر القوات المسلحة الذي بلغ من العمر (40) دليل دامغ على حالة اللامبالاة التي تعاملت بها الحكومة المركزية وحكومات الولاية السابقة فكيف لها ان تظل تتفرج وهذا الجسر الاستراتيجي يتآكل ويقوص بعضه في البحر كل يوم ولا تحرك ساكنا؟ ولا اظن الحكومة وأذرعها الفنية ومستشاريها قد اشاروا الى خطورة الاثقال التي تعبر الجسر على متن البطاحات الحديثة مما يسمى (بالدبل بط) والتي تتجاوز حمولاتها احمال الكثير من الجسور . لم تكن حالة الموات السريري التي يعانيها جسرالقوات المسلحة بسبب عامل الزمن فالجسور تظل لاكثر من (100) اذا التزمت الجهات الرسمية والرقابية بتطبيق الاحمال وفقا لمواصفات الجسر بينما تشير الوقائع الى ان جسر كوبري والذي يعتبر الوحيد الذي تستقله الشاحنات من ناحية المنطقة الصناعية ببحري الى الخرطوم وظل المعبر لشحنات محطات الكهرباء من الفيرنس القادم من مصفاة الابيض بل ان كل مكونات مصفاة الجيلي جاءت برا من بورتسودان عن طريق بورتسودانكسلاالقضارف مدني واذكر ان احدى مكونات المصفاة جاءت وسط احتفالات شعبية كانت تسبقها عربات النجدة . لقد جاءت كل مكونات محطات تكرير البترول والمحطات الكهربائية من الاوزان الثقيلة عبر هذا الجسر ما كان يحتم على السلطات الهندسية بالولاية التعجيل بعمل التأهيل باكرا على جسم السد بدلا من حالة الفرجة طيلة الفترة الماضية وهي ترى الجسر يتهادى نحو اعماق النهر. ان الحكومة الحالية - حكومة الانقاذ الوطني - التي آلت اليها الاوضاع منذ العام 1989 هي المسئولة عن الاوضاع التي صارت اليها حالة الجسر ويقيني ان الاجهزة الفنية التي اوصت ببدء تأهيل كوبري شمبات قبل جسر القوات المسلحة تستحق ان يقذف بها في كوبر ولا ارى بوجود اي مبررات تقدم تأهيل وصيانة شمبات على كوبر بل كان حرياً بتلك الادارات ان تعجل بتأهيل جسر القوات المسلحة نظرا للكثافة المرورية وعدد مواعين النقل العابرة التي تشير الى ان هنالك اكثر من (72) الف عربة تعبر كوبر مقابل اقل من (55) الف تعبر جسر شمبات في اليوم واكد وزير التخطيط والبني التحتية بولاية الخرطوم المهندس الرشيد فقيري في مؤتمر صحفي عقده امس ان وزارته ستعمل على الزام المقاول بتوفير الكميات وفق المواصفات السودانية وبشأن ضرورة اعمال التأهيل لجسر القوات المسلحة اكد الوزير ان الجسر وفقا للدراسات الهندسية واعمال التفتيش الدقيق في حالة مرنة ويمكن اخضاعه للتأهيل حتى يعود اكثر قوة وقال الوزير ان نتائج الكشف اظهرت وجود شروخ وتراخ وصل الى (22) سم وذلك بسبب الاستخدام الضاغط وطويل المدى اذ لم يخضع الجسر لاعمال التأهيل منذ افتتاحه في العام 1972 في وقت بلغت فيه مواعين النقل العابرة للجسر (72) الف عربة في اليوم الواحد بمعدل (3) الف سيارة في الساعة الواحدة . لقد اكدت وزارة التخطيط العمراني والبني التحتية انها ستعمل على اعادة تأهيل الجسر في مدة لا تتجاوز الستة عشر شهرا حتى يعود الجسر وهو اكثر قوة وشبابا راجيا ان اجد من الاجابة ما يشفي غليلي علي التساؤل الواضح (هل سيعود جسر القوات المسلحة قادرا على احتمال كل الحمولات التي تجرها الشاحنات الحديثة من ماركة (مان ودبل بط وغيرها) ؟