٭ بما لك من خبرات عريقة بحركة المرأة السودانية أرجو المساهمة في تحقيق هذا السؤال (من عندنا أم من عندكم؟!) من أجل الباحثين غداً. ولك موصول الشكر والتقدير وبعد. أبناء منطقة السكوت بعامة وحلفا بخاصة اذا قدم لك شخص قال: من عندنا ولا يقول جعلي أو شايقي كالعادة منذ العصر الجاهلي، وعندي (من عندنا) أبلغ من (من السكوت) لأنه يدل على حميم الصلة. ويقال إن حلفاوياً سكن منطقة الشكرية وتأقلم بالتوب والصديري والعصا، فسأله شيخ العرب: من وين في الأهل؟ قال: شكري، فلما اتضح بالحصحصة أنه حلفاوي نصحه اذا سُئل مرة أخرى أن يقول (جعلي) لأن توب الجعليين واسع وأنا بدوري أنصح الجعلي أن يقول (جعلي) إن فعله يتفق وأفعال الجعليين الملتزم بالقيم والمثل في التراث وإن ادى هذا الالتزام بالتضحية بالحياة والا فلا يقول جعلي بعد ان أضرت الخرطوم ومنهج التعليم لا التعليم بأخلاق بعضهم. ومناسبة هذا المدخ أنني قرأت بعمود (أصل المسألة) لكاتبه الاستاذ سعد احمد سعد كلمة بعنوان (ماء ولا كصداء ونرعى ولا كالسعلان) حلقة 1/3 ولا أدري أهذا عنوان الكتاب الذي قال عنه بالحلقة 2/3 بتاريخ 42/11/2102 أنه تأليف الاستاذين وليد الطيب واحمد محمد احمد في 582 صفحة متوسط الحجم طبع عام 9002م. استعرض بالحلقة 1/3 نشاط المرأة السودانية منذ عام 4191 وعلاقتها بالاستعمار الانجليزي والحزب الشيوعي السوداني (حستو) الذي اصبح (حدتو) وعلاقتها بالإنقاذ وسيداو والفلسفة التي تقف وراءها منذ عام 4191 الى عام 6491 الى عهد الانقاذ وسيداو وتطورها الى تنظيمات المجتمع المدني مثال (جمعية بابكر بدري للدراسات النسوية) والاعتماد الكلي لهذه التنظيمات في تمويلها على المصادر الاجنبية، كما ذكرا الاصدارات الصحفية النسوية خلال هذه السيرة والمسيرة وأسماء من قام عليهن هذا النشاط السياسي الاجتماعي النسوي كخالدة زاهر، وفاطمة احمد ابراهيم، وحاجة كاشف بدري موضوع هذه الكلمة. لفت نظري قول الاستاذ سعد أحمد سعد أو قول المؤلفين لا أدري لأن سعداً لم يوضح، ولا السياق دل. لا يهم الأهم قوله أو قولهم (حاجة كاشف بدري وهى حفيدة بابكر بدري) ومعنى هذا أنها من الرباطاب قبل أن يهاجر جدها الى رفاعة ثم الى ام درمان. لقد عاصرت ذروة نشاط حاجة كاشف السياسي والاجتماعي، وزاملت عدداً من أبناء حلفا والسكوت منهم الاستاذ كته وعبيدي، وزرت المنطقة الى عبري وشاهدت حاجة وأباها كاشف كانا بلون الليمون الاصفر لا طعمه لا بياض المغاربة والشوام، الاب طويل جسيم في غير ترهل وهى أقرب الى القصر منها الى الطول في غير إمتلاء ولا هزال، وأذكر جيداً عندما تزوجت انتشرت مقولة تقول (عرسوها) فيقول السامع (منو؟!) فيقول القائل (حاجة كاشف) المعنى ان المرأة مهما علا شأنها مصيرها الزواج والغاية النيل منها بدافع الغيرة والحسد لتجذر في الطبع السوداني كما قال الدكاترة عبد الله الطيب، وأبو القاسم قور، وود الريح، وأنا في مقال بعمود صدى بعنوان (السودانيون يحسدون أنفسهم)، آخرهم د. كمال أبو سن (انظر عموده واحة طبيب) بتاريخ الثلاثاء 6/11/2102 ص 8 ففيه تلخيص وافٍ لكل ماقالوا عن الغيرة السودانية)، تقول المقولة قول حسان بن ثابت للخنساء (ما رأيت ذات مثانة أشعر منك) عندما فضلها زهير بن أبي سلمى عليه، فقالت لحسان:( ولا ذا خصيتين). وكان يظن إحراجها بعضو التأنيث، فخاب ظنه لثقتها في نفسها كأبنتي إنتصار ذكرها الله بالخير أبداً. وقول من هجاها بعضو تناسلها المفعول به لا الفاعل، فردت عليه بقصيدة الشاهد فيها قولها (تعيرني داءً بأمك مثله) (وأى حصان لا يقال لها هلا؟) الحصان المرأة الشريفة. وأثناء وجودي بالقاهرة للتحضير لدرجة الدكتوراه حضرت بكلية الآداب جامعة القاهرة الأم مناقشة رسالة الماجستير للاستاذة حاجة كاشف، وكانت اللجنة برئاسة د/ عبد القادر القط. كل هذا يؤكد أن حاجة كاشف بدرلا بدري من عندنا بكسر الدال لا عندكم بفتح الدال المعني بنت كاشف الحلفاوي لا حفيدة بابكر بدري الرباطابي. أقول هذا للتوثيق لئلا يدخل الاحفاد في دوامة من الترجيحات كما هى حالنا الآن في قضايا التراث لا التفاضل بين القبائل لهى مشرفة للقبيلة لا متشرفة بالقبيلة كما قال المتنبي نفسه (بى شرفوا لا بهم شرفت) البيت . بقى أن أقول: 1/ أن قول حسان دافعه التنافس الايجابي لا الحسد السوداني السلبي. 2/ كما اقول للاستاذ سعد لماذا اختار (ماء ولا كصدأ) غير المشهور على (فتى ولا كمالك) المشهور في العنوان قاله متمم بن نويرة لما قتل خالد بن الوليد أخاه مالك وحزن عليه جداً فاذا آساه آخر فيه بغيره قال (فتى ولا كمالك) يضرب للتسليم بفضل الغير مع الفارق والسعدان أجود النباتات فرعا وفي هذا المعنى تقول الخنساء في أخيها صخر:( وما يبكين مثل امي ولكن) (أسلي النفس عنه بالتأسي). 3/ كما أقول للاستاذة آمال عباس وهى الادرى برائدات الحركة النسائية أن توضح أصل الاستاذة حاجة كاشف لعموم الفائدة وللرأى المرجوح من الفضل ما للراجح فلا إضاءة من غير سالب. وإن كان رأيي هو المرجوح. وشكراً. والله من وراء القصد بروفيسور/ عبد الله عووضه حمور