٭ بالامس قلت ان احدى طالبات جامعة الاحفاد طلبت مني ان اعيد نشر كلمة كتبتها في وداع العميد الراحل يوسف بدري يوم ان شيع جثمانه في يوليو 5991، بعنوان (مرقن بنات ام در نايحات) واواصل اليوم. ٭ دموعي وحزني واحساسي بالفقد كلها أشياء لم تمنعني من تأمل الموكب المهيب، ولم تطمس الرموز الشامخة.. الجيل الرمز.. جيل العطاء.. والمدينة الرمز مدينة الوحدة الوطنية.. والجامعة الرمز والاستمرار والصمود. ٭ نظرت ملياً وذرفت دموعي.. حضرني بيت من مرثية الحاردلو لود ابسن (مرقن بنات ابسن جميع كاشفات) أي مصاب جلل يخرج بنات ابسن كاشفات الرأس.. بنات ابسن مرقن في رفاعة لوداع شيخ القبيلة.. رفاعة المدينة التي جعلها بابكر بدري بؤرة ضوء ملأت أرجاء السودان بنور العلم منذ عام 7091. ٭ وقلت لنفسي وانا انظر لرائدات الحركة النسائية الوطنية.. المستنيرة في السودان والى ذلك الجمع الموج عن النساء( مرقن بنات ام در نايحات) وبنات ام در هن بنات السودان. ٭ فقد خرجت المرأة السودانية تودع يوسف بدري لتعبر عن الوفاء ولتعلن الاصرار على السير في طريق العلم والنور، وفوق هذا لتؤكد ان الموت يذهب بالاجساد وهو سبيل الاولين والآخرين وانه يطوي الجسد ولكن يعجز عن طمس جلائل الاعمال والسير ويعجز عن قطع مسيرة المعرفة. ٭ خرجت نفيسة المليك وحاجة كاشف وعلوية الفاتح وسعاد ابراهيم احمد.. وليلى يحيى خرجن في مقدمة موكب التشييع.. اعلاناً للوفاء والتزاماً بالمضي على الدرب الذي عبَّده نصير المرأة الاول في السودان الشيخ بابكر بدري، وواصل تعبيده وصيانته حتى صار درباً واسعاً ورحباً كاد عمره يبلغ القرن.. وأسرة الاحفاد الاسرة النموذج.. تولاه (العم) عبد الكريم بدري وتولاه العميد محمد بدري وتولاه العميد يوسف بدري ويتولاه جميع الأبناء والبنات ومشوا فيه كلهم سلوكاً وعلماً وتواضعاً. ٭ وظلت مدارس الاحفاد بوتقة وطنية كبيرة وملاذاً آمناً لكل مناضلي هذا البلد العظيم الأمين. ٭ مؤسسة الاحفاد التي ما توقفت عن تجديد دماء العطاء والنضال في شرايين الحركة الوطنية والثقافية.. مدارس الاحفاد التي رعت الحركة النسائية المستنيرة جنباً الى جنب مدرسة المليك. ٭ انا عرفت طريقي الى خدمة وطني وبنات وطني عبر الاحفاد. عرفت فاطمة احمد ابراهيم وثريا امبابي ومحاسن عبد العال وفاطمة عبد الكريم بدري وانا في المرحلة الوسطى في الاحفاد.. عرفت الاتحاد النسائي وعرفت العمل الوطني. ٭ وفي الآخر اقول لاخواتي بوران وبلقيس ونفيسه لم يكن يوسف بدري اباكن وحدكن انه اب لجميع بنات السودان مثلما كان الشيخ بابكر بدري وما تركه ليس ارثاً لكن وحدكن انه لنا كلنا، إرث لا يقدم لا يبلى ولا ينقص بل يزيد، انه نور العلم ونور الحق وقيمة التواضع. ٭ وتلك الشعلة المتوهجة التي تحملها أسرة الاحفاد على رأسها قاسم بدري.. الاسرة التي عشقت العلم وما خانته وما اخضعها بريق المال ولا بريق السلطة ستظل متوهجة دوماً. ٭ الا رحم الله العميد يوسف بدري واسكنه فسيح جناته.. فقد ترك رحيله دوياً هائلاً وهذا شأن رحيل العظماء والعظيم الله. هذا مع تحياتي وشكري