من حقى بل واجبى كمؤيد للرئيس المصرى د. محمد مرسى منذ ملحمة الانتخابات الرئاسية أن أنصحه مثلما أيدته ورأيت فيه الأخلاص والكفاءة والعلم والأمانة والديمقراطية، وأقول له إن نجاحه هو نجاح حقيقى للثورة المصرية وهزيمة لهذه الفوضى التى تعم مصر، يصنعها الفاشلون فى الانتخابات المصرية والفلول الفاسدون الذين يريدون العودة للماضى وكل ذلك بسبب الإعلان الدستورى الذى أصدره وهو على حق لأنه الرئيس المصرى الشرعى الوحيد المنتخب بحرية وشفافية وصدقية بعكس الرؤساء السابقين الذين لو حدث لهم مثلما حدث لمرسى من هجوم وصل لحد محاصرة مقره بالاتحادية لأعتقلوهم وعذبوهم، وهل ننسى ما حدث لقضاة مصر وعلى رأسهم السنهورى باشا فى الخمسينيات؟ ان لغياب مجلس الشعب الذى حلته المحكمة الدستورية بإيحاء من معارضيه والفلول يحق للرئيس مرسى اصدار مراسيم دستورية وقوانين حتى عودة المجلس، فهذا أمر معمول به فى كل دساتير وأنظمة العالم وليس بدعة دستورية مصرية. أضف الى ذلك ان نجاح الرئيس مرسى يهمنا كسودانيين لأن استقرار وازدهار وقوة مصر من مصلحتنا كشعب وادى النيل يواجه التحديات الداخلية من سياسية واقتصادية واجتماعي، مثلما تحيط به المؤامرات الإقليمية والدولية..بل يهم كل الذين يتوقون الى تجربة اسلامية مدنية ديمقراطية تقوم على الحكم العادل والتساوى بين المواطنين وعلى الحكم الرشيد والتبادل السلمى للسلطة وعدم احتكارها ظلما وعدوانا وفسادا و على دولة المؤسسات و سيادة حكم وقوة القانون لا قانون القوة التى شهدناها فى أنظمة تقول إنها تقوم على الأسلام منذ أن انحرفت الثورة الإسلامية فى ايران ثم افغانستان وغيرهما، بل كرستها أنظمة ثورية وقومية عربية وتقليدية وكذلك انظمة ادعت الليبرالية والديمقراطية وهى فى حقيقتها ديكتاتورية عاصرناها منذ ستين عاما انتهت الى عبادة الفرد وتسلط أجهزة الأمن والأستخبارات وبطانة السوء والفساد والإفساد والظلم. ولذلك أقول للرئيس مرسى بعد أن نجح لحد معقول فى اجراء حوار مع بعض القوى السياسية والشخصيات المصرية المحترمة اخيرا، والتى دفعته لإلغاء المرسوم الدستورى واستبداله بآخر، أقول له لكى يسحب البساط من الفلول وبعض المعارضين غير الموضوعيين أن يقبل اقتراح رئيس حزب الوفد والمخلصين فى مصر بتأجيل الأستفتاء على الدستور شهرا آخر يتم خلاله تعديل المواد المختلف عليها بدعوة الجمعية التأسيسية والاستماع للمخالفين حتى يأتى الدستور متوافقا عليه من الجميع، ومن ثم يكون الاستفتاء عليه عرسا وطنيا للمصريين بل لنا جميعا يمكن أن تستفيد منه كل الشعوب والحكومات العربية والأفريقية والآسيوية والإسلامية. سيدى الرئيس.. من الواضح أن غالب الشعب المصرى - كما نحن- يريد الاستقرار لمصر وقد سئم من هذه الفوضى والمظاهرات التى يستغلها الكارهون للتجربة ولقيادتكم سواء من هم داخل مصر أو خارجها، ويتعجب من تحالف غريب بين عناصر مصرية مع جهات اقليمية ودولية متناقضة العقائد والأفكار والمواقف والمصالح يعرفها كل من يتابع مصر الثورة، وفوزكم بجدارة فى انتخابات الرئاسة ولهذا نتمنى أن تلتزموا الحكمة والموقف والتحرك الذكى العاجل بتأجيل الأستفتاء على الدستور وتعديله بتوافق أكبر كتلة اجتماعية وسياسية مصرية، فالإجماع مستحيل بطبيعة الحال خاصة من الذين لديهم مواقف مسبقة وأهداف خفية مهما فعلتم ولكن الأغلبية من المصريين وطنيون ومخلصون ويمكن كسبهم.. فقط استمع لنصائحهم المخلصة واسحب البساط من الفوضويين الذين لا يريدون لمصر خيرا.. وفقكم الله دائما... محجوب عروة.. الخرطوم السودان