نظمت العديد من الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدنى بمدن القطر المختلفة وفى مقدمتها العاصمة الخرطوم خلال الأيام الماضية، الكثير من البرامج والأعمال بمناسبة اليوم العالمى لمرض فقد المناعة المكتسبة والمعروف ب «الإيدز»، وقد كانت المنظمات الأكثر اهتماماً بالأمر خاصة تلك التى تعمل فى مجال مكافحة الإيدز، حيث تناولت هذه البرامج الجهود التى بذلت فى الفترة الماضية من أجل الحد من انتشار المرض، بجانب الوقوف على السلبيات والإيجابيات للوسائل المستخدمة فى هذا الخصوص حتى يتم أخذها فى الاعتبار فى المرحلة المقبلة لتعضيد الإيجابيات وتلافي السلبيات. منظمة أصدقاء السلام والتنمية التى توجد فى ست ولايات من بينها ولاية النيل الأبيض، جعلت من أمر محاربة الإيدز هدفاً لها خلال الأشهر الماضية، حيث ظلت تقيم الكثير من المشروعات التى تهدف للقضاء عليه، وقد رأت أن تعبر وبمناسبة اليوم العالمى للإيدز عملياً بمشروع طموح وناجع أقامته بالتضامن مع اليونسيف، ويعتبر مبادرة جديدة، حيث استهدف بعض الفئات بمحليات تندلتى وربك والدويم فى الفئة العمرية بين «15 27» عاماً. الأستاذة نسرين صبرى عبد الرحمن مديرة المنظمة قالت ل «الصحافة» إن مشروع مكافحة الإيدز يركز على تدريب الشباب عبر دورات وورش يقيمها مختصون فى عدد من المجالات المرتبطة بالمرض، كانت إحداها بمركز شباب الدويم ، وقالت إن عدد الشباب الذين تم تدريبهم بالولاية بلغ ثمانين شاباً من الجنسين، منهم «30» بالدويم و «24» بتندلتى والباقى بربك، وأضافت أن هؤلاء الشباب يقومون بدورهم بتدريب أقرانهم بمناطقهم، وأكدت أن هذه الطريقة تسهل عملية توصيل الرسالة المطلوبة لعدد كبير من الشباب مع مرورالوقت باعتبار أن هذه الفئة هى المستهدفة بشكل أساسى كما ذكرت، وأبانت أن الاختيار لأية فئة ما من الشباب يتم بعد دراسة ومسح للمنطقة المستهدفة ومن ثم يتم اختيار الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، حيث ذكرت أن المنظمة ركزت على بائعات الشاى فى تندلتى بعد أن وجدت أنهن الأكثر عرضة للإصابة، وفى الدويم ركزت على الشباب العاطلين، وفى ربك على سائقي الركشات. وبخصوص متابعة المشروع بعد انتهاء فترة التدريب، أوضحت الأستاذة إيناس أن المنظمة لا ينتهى دورها بالتدريب بل يتواصل بزيارات دورية للمتدربين بالمناطق المستهدفة بمعدل مرتين فى الشهر، وقالت إن الذين تم تدريبهم يجتمعون كل شهر لتقييم الأداء فى الفترة السابقة، وأكدت أن التجربة أثبتت نجاحها من خلال تزايد عدد الشباب الذين يتم تدريبهم بواسطة أقرانهم، وقالت إن هنالك رغبة كبيرة من الشباب للدخول فى برنامج المنظمة، وأشادت بالجهات التى تعاونت معهم بالمحليات التى نفذ فيها المشروع وعلى رأسها رئاسة المحليات والجهات الأمنية. الشبكة السودانية لمكافحة الإيدز كان لها دور بارز فى مشروع منظمة أصدقاء السلام والتنمية لمحاربة مرض الإيدز، وذلك عبر أمانة التدريب، حيث ذكر الأستاذ الحاج محمد علي أمين أمانة التدريب بالشبكة بأن دور الشبكة هو توحيد جهود المنظمات العاملة فى مجال الإيدز مع رفع قدراتها وتبادل الخبرات لتجويد الأداء كما قال، وأضاف أن لها دوراً آخر مهماً وهو التنسيق بين المنظمات والجهات الحكومية، وكشف عن وجود الكثير من حالات الإصابة بالمرض بالولاية وقال إنها تحتاج لجهود كبيرة من المنظمات المهتمة والحكومة، وامتدح تجربة تدريب الشاب، مشيراً إلى أنها فعالة واستخدمتها بعض المنظمات فى مشروعات أخرى، إلا أنها المرة الأولى مع منظمة اليونسيف. مكافحة الإيدز أو الحد منه بولاية النيل الأبيض تتحمل المنظمات عبئاً كبيراً من أجل تحقيقه، وحسب تقييم الكثير من المتابعين للشأن فإن المشوار مازال طويلاً للوصول للهدف المنشود، وأنه لا بد من تضافر الجهود المجتمعية والرسمية كما ذكروا، إلا أنهم أشادوا بفكرة تدريب الأقران لمنظمة أصدقاء السلام والتنمية بالنيل الأبيض، وقالوا إنها عملية وذات مردود ممتاز على أرض الواقع، ولا تكلف الكثير من المال مقارنة بغيرها من الطرق المستخدمة.