أعلنت مفوضية الانتخابات السودانية أمس فوز الرئيس عمر البشير بولاية رئاسية جديدة بعد حصوله على 86 في المئة من أصوات الناخبين، وزعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» سلفاكير ميارديت برئاسة إقليم الجنوب بنسبة 92 في المئة. وقال رئيس مفوضية الانتخابات أبيل ألير في مؤتمر صحفي إن البشير حصل على 6.9 مليون ،أي ما نسبته 68 في المئة من أصوات الناخبين وهي 10.1 مليون صوت. من جانبه قال منسق اللجان الفنية بالمفوضية الفريق الهادي محمد احمد، إن نتائج الانتخابات اكتملت بنسبة 80 في المئة وتبقت 20 في المئة من نتائج الاقتراع، ستعلنها المفوضية تباعاً عبر الإذاعة والتلفزيون القوميين حال وصولها من اللجان العليا بالولايات، وتمنى الهادي من الأحزاب السياسية التي شاركت في العملية الانتخابية تقبل النتائج بروح رياضية عالية وقال « في النهاية لابد من فائز وخاسر، وانه الوضع الطبيعي لنتائج الاقتراع». وتعهد البشير في أول حديث له بعد إعلانه رئيساً منتخباً ، بإجراء استفتاء إقليم الجنوب على تقرير مصيره في يناير 2011 ، واستكمال سلام دارفور، ووعد بأن يكون على قدر المسؤولية وبمستوى التكليف، مؤكداً أنه سيكون «رقيباً ومتواضعا وصديقاً ورفيقاً للسودانيين». وجدد التزامه بتأسيس شراكة وطنية في الحكومة الجديدة،وقال «نمد أيادينا بيضاء وعقولنا مفتوحة للتواصل والتحاور والتشاور من اجل شراكة وطنية حقيقية من اجل مصلحة الوطن»،مؤكدا أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة. وامتدح البشير نهج السودانيين في إجراء انتخابات خالية من العنف، وزاد: «إن عدم تأييد معارضيه لن يخصم من وطنيتهم شيئاً»،وقال إن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه حظي بثقة غالبية الشعب السوداني. وأكد البشير ان فوزه «نصر لكل السودانيين»، وقال:»هذا يوم شكر لله لأنه تعالى صاحب النصر، وما حزناه من أصوات ليس هو نصر لحزب المؤتمر الوطني وحده وإنما لكل السودانيين». وأضاف البشير: «أجدد التزامنا بحشد الطاقات لإنفاذ برنامجنا وأيدينا وعقولنا مفتوحة لكل القوى العاملة في إطار الدستور للتواصل والتحاور والتشاور لتأسيس شراكة وطنية نواجه بها التحديات». وتوجه بالشكر إلى مؤيديه ومعارضيه بقوله «شكرا لكل الذين وقفوا معنا وأيدونا من قطاعات الشعب السوداني كافة وكذلك من لم يؤيدونا ولم يخصم عدم تأييدهم لنا من مواطنتهم شيئا، فرئيس الجمهورية يمارس سلطاته كرئيس للجميع وهو مسؤول عنهم. هذه حقيقة أؤكدها والتزم بها والتزام أعلنه». وتابع «أزهو أمام أعين العالم بالسلوك الحضاري والراقي والمحترم في انتخابات لم يشبها عنف ولا مصادمات ولا احتكاكات ..شكري لكل الجماهير في ولايات السودان في الجنوب والشمال والغرب والشرق». واعتبر البشير عملية الاقتراع التي جرت من 11 إلى 15 ابريل الجاري أضخم واعقد انتخابات سودانية منذ استقلال البلاد في 1956، وقال «إنها عملية ضخمة ومكلفة وبرغم التحديات الفنية واللوجستية فإنها جرت بنزاهة يتشرف بها السودانيون جميعا». كما وجه الشكر «للمجتمع الدولي المانح ولكل من ساهم في الدعم العيني والمادي والإداري في انجاز هذه العملية الانتخابية»، وقال إن المراقبين الدوليين والوطنيين الذين شهدوا الانتخابات «أدوا مهمة دقيقة لا تستغني عنها اي انتخابات حرة ونزيهة، فتحية لهم ولكل الدول ولكل المنظمات والأصدقاء في العالم». كما فاز سلفاكير ميارديت بمنصب رئاسة الجنوب بحصوله على 2.6 مليون صوت أي ما نسبته 92 في المئة من أصوات الناخبين في الجنوب، ولم يحصل منافسه الوحيد زعيم الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام أكول أجاوين إلا على نسبة 7 في المئة من هذه الأصوات. وكان لافتا حصول مرشح «الحركة الشعبية» للرئاسة ياسر عرمان على 2.1 مليون من أصوات الناخبين أي ما نسبته 21 في المئة، وجاء ثانيا بعد البشير على الرغم انسحابه من الانتخابات مبكرا. ونال عرمان 76 في المئة من أصوات الجنوب«9.1» مليون صوت» والبشير على 14 في المئة «353» ألف صوت «وعبد الله دينق على 4 في المئة ،أما بالنسبة العامة فقد حصد البشير 95 في المئة من أصوات الشمال،و5 في المئة من أصوات الجنوب. وجاء في الترتيب الثالث مرشح حزب المؤتمر الشعبي عبد الله دينق نيال وحصل على أكثر من 396 ألف صوت وتلاه مرشح الاتحادي الديموقراطي حاتم السر بأكثر من 195 ألف صوت، وهما الحزبان الرئيسيان في المعارضة اللذان لم ينسحبا من الانتخابات الرئاسية . وعلى رغم انسحابه من الانتخابات أظهرت المفوضية أن حصول زعيم حزب الأمة الصادق المهدي على نحو97 ألف صوت ،وكذلك حال مرشح حزب الأمة - الإصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي 49 ألف صوت، وحصد مرشح الحزب القومي الديموقراطي منير شيخ الدين أكثر من 40 ألف صوت، ومرشح حزب التحالف الوطني السوداني عبد العزيز خالد 34 ألف صوت، ونالت مرشحة الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي فاطمة احمد عبد المحمود وهي المرأة الوحيدة في سباق الرئاسة على 30 ألف صوت،والمرشحان المستقلان كامل الطيب إدريس 77 ألف صوت ومحمود جحا 71 ألف صوت، وحل زعيم الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد في التسلسل الأخير بحصوله على 26 ألف صوت على رغم انسحابه من السباق. وكان نحو 60 في المئة من إجمالي السودانيين المسجلين في القوائم الانتخابية والبالغ عددهم 5ر16 مليون أدلوا بأصواتهم في 13 ألف مركز لاختيار رئيس للبلاد من بين ثمانية مرشحين بعد انسحاب أربعة، ورئيس حكومة الجنوب وحكام الولايات بجانب مقاعد نواب البرلمانات في مستوياتها القومية والإقليمية للجنوب والولائية والبالغة 1831 مقعدا تنافس عليها 13850 مرشحا. وفاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بمناصب حكام الولايات في 13 ولاية في شمال البلاد ،ولم يخسر من ولايات الشمال سوى ولاية النيل الأزرق التي فازت بها «الحركة الشعبية»، كما اكتسح حزب المؤتمر الوطني بغالبية مقاعد البرلمان المخصصة للشمال وعددها «314» ولم تنل المعارضة إلا ثلاثة مقاعد فاز بها الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني، ومقاعد محدودة فاز بها مستقلون، فيما اكتسحت «الحركة الشعبية» الانتخابات في الجنوب وفازت بجميع مناصب حكام الولايات،وغالبية المقاعد المخصصة للجنوب في البرلمان القومي «136» ، وغالبية مقاعد برلمان الإقليم. وقاطعت أحزاب معارضة رئيسية الانتخابات أبرزها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي،وأعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة الميرغني وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي اللذان شاركا في الانتخابات رفضهما لنتائجها وعدم الاعتراف بها،وشككا في نزاهتها واتهما الحزب الحاكم بتزويرها.