كشف السيد مساعد رئيس الحمهورية الدكتور نافع على نافع عن إحباط محاولة انقلابية حدثت قبل المحاولة الاخيرة، وان أغلب الذين شاركوا تلك المحاولة، كانوا مشاركين فى الثانية التى وصلت لمرحلة تحديد ساعة الصفر والتحرك، وتم اعتقال المشاركين فيها، وأن الحكومة قررت فى وقتها «المحاولة الاولى» الاكتفاء بتقديم النصح للمشاركين فيها وتم حسمها باقناع قائد التحرك ولم يتم اجراء تحقيقات او اعتقالات!! وبداية فإن الدكتور نافع يعترف بأن النصح لم يأت بثماره، وان اللذين شاركوا فى الاولى وبعد التناصح معهم دبروا وشاركوا فى الثانية، وأكد الدكتور نافع وجود اعترافات من المتهمين تؤكد ذلك وأن التحريات مستمرة، ونفى مساعد رئيس الجمهورية وجود أعداد كبيرة من المجاهدين رهن الاعتقال على خليفة المحاولة، لكنه أشار الى أن هناك اشواقاً كثيرة للاصلاح والتغيير من الداخل، وكشف عن لقاءات أجراها مع مجموعة من «السائحون»، ولقاءات أخرى مرتقبة مع مجموعة اخرى، مؤكدا وجود تفاعل وحراك لتجاوز المسألة عبر الحوار، مؤكدا أن الانقلاب أجهض قبل ساعة الصفر حفاظاً عل الأرواح وتجنباً لاراقة الدماء، ويعترف ايضاً ولو ضمناً بأن هنالك من الاسباب ما يدفع هؤلاء للانقلاب على النظام، ويقرُّ بأن هنالك اشواقاً للتغيير من الداخل وان غالبت البعض الاشواق، فلم يطق صبرا، او لعلهم وتيمنا بالقاعدة الفقهية «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ... الخ »، ولم يرضوا باضعف الايمان وقد كان، وعليه لا بد لنا نحن أبناء هذا الوطن أن نؤكد اننا نشكو «الشكوى لغير الله مذلة» من انكم امعاناً فى تهميشنا وعدم إيلاء أى اعتبار لنا، تقدمون لنا المعلومات بالقطارة وعبر وسائل الاعلام، وفى مناسبات تحددونها انتم، وانكم من فرط استهتاركم بنا لم تقوموا بتكليف انفسكم عناء تنويرنا، ولا حتى لما ندعى انها قوى مدنية تمثلنا، وانكم لستم عابئين حتى لقوى واحزاب تتشارك معكم حكمنا، وانكم منشغلون عنا بترميم البيت من الداخل، وتديرون الحوار فيما بينكم وتقيمون التنويرات لانفسكم، وانكم فى غمرة انهماككم فى ذلك تنسون اننا مواطنون فى هذا البلد، لنا ما لكم وعلينا ما عليكم، الا ان الذى استوقفنى كثيراً ان الدكتور نافع لم يتهم المعارضة بأنها وراء العملية الانقلابية رغم ان تصريحات لكبار القيادات والمسؤولين قد رددت هذا الاتهام مرات عديدة خلال الفترة التى اعقبت الكشف عن المحاولة الثانية، وهو بلا شك يدرك التداعيات المحتملة على المستويين الداخلى والخارجى لذلك الاتهام وتجاهله فيما بعد، وانعكاس ذلك على ما تبقى من مصداقية الحكومة، مفاصلة بعد مفاصلة ومحاولة انقلابية بعد اخرى، وكلها خرجت من رحم الحركة الاسلامية وحزبها، تجرجرالبلاد الى حافة الهاوية، وتقدم لنا وللعالم صورة لم تحدث فى أى مكان آخر ولا فى التاريخ القريب او البعيد، حزب يحكم البلاد وجزء منه ينقلب عليه مستخدماً القوة العسكرية مخططاً لاراقة الدماء واغتيال القيادات وزملاء الامس، ولم يقدم أحد من الحكومة او حزبها تفسيراً لهذا التمرد المسلح على الحزب، لماذا يا ترى هؤلا يريدون الانقلاب عليكم؟ هل لأن قلة منكم أستأثرت بكل شيء وتركت الآخرين خاليي الوفاض،؟هل يحدث هذا لانعدام الديمقراطية داخل مؤسسات الحزب والدولة، فيرتفع سقف الخلاف الى درجة الاحتكام للسلاح؟ أم ان هؤلاء يتمردون على الفساد، اهى الجهوية، اهو احتجاج على تحكم «الشلة»؟ ام انها شهوة السلطة وحب التسلط وتضخم الذات، ايكفى الحراك والحوار مع «السائحون» لحل المسألة كما يأمل الدكتور نافع ! ان وجود حوار مع مجموعات شرعت أو يتوقع شروعها فى التمرد على الحكومة والحزب هو أمر مطلوب، وهو يؤكد على أن ما تم من محاولات متتالية قد تكون الجزء الطافى من جبل الجليد، وخطورته تكمن «إن صح» في انه يأتي من مجموعات أخرى يقودها كبار عرفوا لديكم بالشجاعة و «الانضباط!» ولديهم حضور وسط زملائهم، ويأتى من مجموعات قتالية شبه منظمة، بدليل انتظامهم فى اجتماعات وإفطارات تجاوزت الأعداد فيها المئات، هذا فضلاً عن اعداد كبيرة تركت الحزب وانشقت عنه أو استعصمت بالقبيلة والمنطقة والتفتت الى شأنها الخاص، فهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟ انهم غاضبون على الحكومة وسياساتها، ويائسون من اصلاح الحركة الاسلامية بعد مؤتمرها، ولا ينتظرون خيراً من حزب شاخت قياداته فى كراسى السلطة، فماذا تنتظرون منهم بعد كل هذا؟ ويروى لقد قتل قابيل أخاه هابيل بسبب امرأة، واياً كانت نتيجة المعركة فهى مرفوضة من جانبنا، فهى لن تحل المشكلات التى تعصف بالبلاد من كل جانب، اننا لا نرى غير أحمد وحاج احمد يقتتلان.