كتبت هذا المقال في صحيفة الصحافة الغراء بتاريخ: 29 يوليو 2011م العدد (6475)، ونظراً لأهمية السياحة ودورها الايجابي في تحقيق التنمية المستدامة في كافة الصعد، قبل أن نتحدث عن العنوان المذكور نوجه رسالة قصيرة جداً للأخ المشير عمر البشير ان كانت الانتخابات التي أجريت في ابريل كانت نزيهة وحضرتها كافة المنظمات الاقليمية والدولية ووكالات الانباء المحلية والاقليمية والدولية، الذين يطالبون باجراء انتخابات مبكرة نقول لهم وهذا رأيي وليس رأي الصحيفة التي اتشرف بالكتابة بها )صحيفة الصحافة الغراء) من أين للدولة توفير التمويل اللازم لاجراء الانتخابات وعلى الاحزاب التي تطالب باجراء انتخابات مبكرة عليها ان تحقق الانسجام فيما بينها، لا سيما وان الاحزاب السياسية ممزقة وهناك صراعات عنيفة في داخلها وهي لا تطبق الديمقراطية في داخل أحزابها لذا نرى أن يعمل الاخ المشير عمر البشير وان يستمر في ادارة شؤون البلاد حتى عام 2013م وعليه أن يختار التكنوقراط لكي يعاونوا شخصكم الكريم بحيث يكون وزير الصحة متخصصا في الطب، ووزير الزراعة متخصصا في الشؤون الزراعية، ووزير الري متخصصا في شؤون الري.. الخ. قبل أن نتحدث عن السياحة باعتبارها من الركائز الجوهرية لتحقيق التنمية في الأصعدة كافة، بعض زعماء الأحزاب السياسية في بلادنا يعتقدون بكل أسف ان الشعب السوداني البطل لا يفهم ما يدور في رؤوسهم ومخططاتهم، فأحد الزعماء يزور القاهرة حالياً ويقول ان تسليم السلطة للعسكر خطأ، ونقول لهذا الزعيم والله على ما اقول شهيدا ان العسكر هم الذين حققوا انجازات في مختلف الميادين بما فيها تطبيق الشريعة الاسلامية.. هذا الزعيم المعروف للجميع والذي طلب من المشير عمر حسن أحمد البشير ان يذهب الى القصر الجمهوري وهو يدخل السجن كنوع من التمويه، ونسأل هل اذا حصل لا قدر الله وفشل الانقلاب الانقاذي ماذا كان سيكون رأي الزعيم الذي يزور القاهرة حاليا!! وقد ذكر هذا الزعيم في مرات عديدة ان الجنوب لم يكن جزءا من السودان في يوم من الايام ولو كان جاداً هو وغيره لنشر الاسلام لحافظوا على وحدة البلاد ولكنهم تركوا المجال بكل أسف للكنائس لكي تنشر المسيحية في جنوب البلاد، ولو كانوا حقاً يسعون لنشر الاسلام لعملوا كل ما في وسعهم في سبيل الحفاظ على وحدة السودان لأن هذه الوحدة كانت ستؤدي الى تحقيق الاستقرار وبالتالي نشر الاسلام، وزعماء الاحزاب قدموا من حيث لا يدرون خدمات جليلة لاسرائيل التي تعمل من اجل تفتيت السودان وتمزيقه، وهي تنفذ الشعار المكتوب في الكنيست االبرلمانب الاسرائيلي من النيل الى الفرات وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تحدد حدودها. وبعض الكتاب في بلادنا بكل أسف يلقون باللوم على الشماليين وهنا نتساءل ما هو الشمال في رأيهم هل هو العاصمة المثلثة؟ هؤلاء لم يزوروا المناطق المهمشة في شمال البلاد ولا يعرفون شيئاً عن معاناة تلك المنطقة ومع ذلك فسكان تلك المنطقة يؤمنون بوحدة السودان وتماسكه وهم كما يعلم الكل نشروا الاسلام في مختلف دول العالم لأن من المعروف انهم هاجروا لمختلف دول العالم وقدموا صورة مشرقة للسودان. وصحيفة صفراء كما ذكرت في مرات عديدة لا أود ذكرها هي الأخرى ساهمت في انفصال الجنوب. أولئك الذين يهددون بتحريك الشارع لأنهم يعانون من الجوع وأنا استبعد بنسبة مائة بالمائة ان سكان تلك المناطق لن يقوموا بالانقلاب من أجل عدم حصولهم على مقومات الحياة لاسيما وان لهم حضارة عريقة وهي الحضارة النوبية التي سبقت معظم الحضارات مع احترامنا للحضارات الأخرى كافة، وزعيم آخر يقول ان تكوين حكومة قومية سيؤدي الى تحقيق الاستقرار ونقول لهذا الزعيم الذي نحترمه والذي ينادي بتكوين حكومة قومية هل هذه الحكومة القومية ستؤدي الى استقرار السودان؟! والمطلوب ايها السادة في السودان تكوين حكومة من التكنوقراط برئاسة المشير عمر البشير بحيث يتم اختيار وزراء من الاحزاب كافة بشرط ان يكونوا مؤهلين تأهيلاً عالياً في مجالات تخصصاتهم ويضعون السودان في حدقات عيونهم وانا كما ذكرت في مرات عديدة لا انتمي لأي حزب من الاحزاب السودانية او غيرها ولكني اؤمن بان الديمقراطية هي من الوسائل المؤدية لتحقيق الاستقرار وهي مصطلح يوناني يعني ان يحكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق نواب ينتخبونهم وصناديق الانتخابات هي الفيصل. والحزب الفائز يحكم البلاد بوجود معارضة قوية وتؤمن بمصلحة السودان. وانا احترم كثيرا الاستاذ محمد ابراهيم نقد بالرغم من اني لا اشاطره في آيديولوجيته!! حين سألته المحررة اشراقة في صحيفة الصحافة العدد ا6467 بتاريخ 21 يوليو 2011م عن ان الضائقة المالية استفحلت، وكان هنالك حديث حول امكانية ان تؤدي الى ثورة جياع.. كيف ترى الأمر؟ فقال: في السودان لن تقوم ثورة جياع، لان السودانيين يحبون السترة، وزمان عندما كنا نضرب عن الطعام وتغلق المدرسة ونعود الى اهلنا فانهم يقولون لنا اما عيب عليكم تتكلموا عن بطونكم.. نحن وديناكم عشان تقروا فلن تقوم ثورة جياع في السودان لان هنالك حد ادنى من الطعام متوفر وهناك منظمات اغاثة تقدم المساعدة. وبعد ان تحدثنا في ايجاز عن بعض رؤساء الاحزاب الذين همهم في اعتقادي تحقيق مصلحتهم الشخصية وليس مصلحة السودان وهذا رأيي وليس رأي الصحيفة التي اتشرف بالكتابة فيها.. السياحة تلعب دورا قياديا لا يمكن انكاره في تحقيق التنمية في الدول ونظراً لأهميتها فان معظم الدول تهتم بها. فدول عديدة مثل اسبانيا والمملكة المتحدة وامريكا وتايلاند ولبنان وقبرص وماليزيا وغيرها تهتم بها ايما اهتمام لأنها تساهم في تحقيق التنمية. ونحن في السودان بكل اسف لا نهتم بها بالرغم من ان السودان يمكن ان يحقق اموالا طائلة من السياحة لان به اماكن سياحية عديدة لا يمكن حصرها في شرق البلاد وغربها وشمالها وبه حيوانات برية وغير برية وحدائق عديدة مثل حديقة الدندر لذا يجب علينا ان نعمل من اجل الاهتمام بالسياحة وان نعد الكوادر المتخصصة التي تتقن اللغات الاجنبية وتعرف تاريخ السودان والاماكن السياحية فيه. ووجود فنادق عديدة في الاماكن الاثرية وغيرها ستسهم في جلب السياح، وفي السنوات الاخيرة اهتمت الدولة بتنظيم رحلات جماعية ومثل هذه الرحلات هي الاخرى ستسهم في تنمية وتقدم السياحة والاهتمام بالسياحة الداخلية لانها بالاضافة لمساهمتها في تطوير السياحة ستمكن الطلاب ورجال الاعمال والاسر لكي يتعرفوا على ولايات السودان لان بعضهم بكل أسف لا يعرف مناطق السودان، ونرى اصدار مجلات باللغات الاجنبية الفرنسية والصينية والاسبانية وغيرها وتوزيعها لمختلف دول العالم بحيث تحمل هذه المجلات في طياتها معلومات وافية ومركزة عن السودان والاماكن السياحية فيه مع توضيح اسعار الفنادق مع العلم ان السودان به وسائل اتصالات متطورة بحيث يمكن للسائح ان يتصل بأهله في ثوان بالاضافة ايضا لتخصيص قنوات تهتم بالسياحة وانشاء معاهد وكليات تعد المؤهلين في مجالات السياحة والفندقة والاوتوكيت وحضور مختلف المنتديات التي تعقد في مختلف دول العالم. والله من وراء القصد. خارج النص: حضرت يوم 24/7/2011م في قاعة الراحل المقيم مامون بحيري طيب الله ثراه مؤتمرا على جانب كبير من الاهمية حيث نظم هذا المؤتمر جهاز السودانيين العاملين بالخارج وقد حضر هذا المنتدى 35 من رؤساء الجاليات السودانية في مختلف دول العالم، وقدمت فيه العديد من الاوراق. ومثل هذه المؤتمرات تكتسب اهمية بالغة لانها ستتيح لرؤساء الجاليات السودانية الحضور للسودان وتقديم خبراتهم، بحيث يتعرف انجالهم وكريماتهم على السودان. المطلوب من رؤساء الجاليات السودانية في الخارج ان يقدموا الصورة المشرقة عن السودان وان يعملوا كل ما في طاقتهم في سبيل تعليم انجالهم وكريماتهم عن طريق انشاء مدارس في مختلف الدول التي يعملون بها. وان ينسوا خلافاتهم وانتماءاتهم الحزبية، وان يكون ديدنهم تعريف السودان للمواطنين في الدول التي يعملون بها وهذا هو التحدي الذي سيواجههم ونرى ايضا ان ينظم جهاز السودانيين العاملين بالخارج مؤتمرا للباحثين والاكاديميين السودانيين الموجودين في الدول كافة لكي يحضروا للسودان ويقدموا خبراتهم في مختلف المجالات وانتهز هذه السانحة لاشكر العاملين في جهاز السودانيين العاملين بالخارج وعلى رأسهم اخونا الدكتور كرار التهامي الذي نظم هذا المؤتمر، ونقول للحقيقة والتاريخ ان هذا المؤتمر كان متفرداً بكل المقاييس ونرى تغيير اسم جهاز المغتربين الى وزارة للعاملين السودانيين في الخارج وان يرأس هذه الوزارة وزير بدرجة وزير مركزي ونحن لا نزكي على الله احدا ونرى ان يتولى أمر هذه الوزارة الاخ الدكتور كرار التهامي رئيس جهاز العاملين بالخارج. اللهم لا تجعل مقالنا هذا كخطبة المقابر. واخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية انه نعم المولى ونعم النصير. * ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية بجامعة كندي وسترن الأمريكية