أبلغت صاحبة اكبر معرض للتراث الدارفوري بمدينة نيالا صحيفة «الصحافة» ان هناك مجموعة من موروثات التراث القومي في دارفور قد اندثرت بسبب الحرب التي مازالت تدور في الاقليم، وقالت فاطمة محمد إبراهيم ان كثيراً من ادوات ومعالم التراث في دارفور مهددة بالفناء مثل الريكة والسويبة وغيرها من مقتنيات التراث الذي تتمتع به بعض المكونات الاجتماعية والقبلية في دارفور، اوضحت فاطمة انها بحثت في اكثر ثلاثين قرية ومدينة في ولايات دارفور للحصول على الريكة والسويبة، وحصلت في القرية رقم «31» على الريكة ومازال البحث جارياً للحصول على السويبة وغيرها من المقتنيات الاخرى، ودعت فاطمة المهتمون بالثقافة والتراث والفن بدارفور لتوثيق الآثار ومقتنيات التراث في دارفور قبل ان تندثر، مشيرة الى ان التراث يمثل اعلى قيمة للمحافظة على واقع الانسان والانسانية في دارفور، وان اندثارها بدون توثيق وأرشفة يعني موات تاريخ امة ومكوناتها، موضحة ان مركزها يضم اكثر من خمسائة قطعة أثرية مختلفة تمثل المقتنيات التراثية والاثرية لجميع المكونات الاجتماعية والقبلية لاكثر من 90% من مناطق قبائل دارفور ومكوناتها الاسرية والجغرافية المختلفة، وابانت فاطمة ان مركز الماندولا هاوس اصبح واحداً من اكبر المراكز التراثية والثقافية في دارفور، ويهدف إلى جلب كثير من مقتنيات التراث المفقودة، مشيرة الى ان الحرب الدائرة الآن في دارفور دمرت كثيراً من المقنيات التراثية، مؤكدة ان ستمرارها سيعمل على تدمير ما تبقى من مقتنيات التراث، ويعمل على احلال وابدال ثقافات وتراثيات اخرى ليست من اصل وتراث وثقافة اهل دارفور في كثير من المناطق التي نزح منها اهلها الى مناطق اخرى، مبينة أن مركزها شارك في مناسبات ثقافية محلية واقليمية وحقق مراكز متقدمة في المناسبات التي شارك فيها. وفي ذات السياق قال الاستاذ آدم عبد الكريم دقاش المدير العام لوزارة الثقافة والاعلام الاسبق بولاية جنوب دارفور، إن مركز الماندولا هاوس هو المركز الوحيد الذي يوثق ويحفظ تراث دارفور باجمعها، واصبح يمثل قبلة لكل زوار ولاية جنوب دارفور من داخل السودان وخارجه، وانه قد بذلت فيه السيدة فاطمة واسرتها جهداً كبيراً من اجل ان تحفظ لدارفور والسودان كله موروثاته الثقافية والاجتماعية، مؤكداً أن مركز المانولا هاوس أصبح واحداً من المراكز الثقافية والاثرية لدارفور، ويجب الاعتناء به ومنحه موقعاً تشيده الدولة ليكون مفتوحاً لكل زوار الولاية، وطالب دقاش حكومة الولاية بالاهتمام بتنمية وتطوير مركز الماندولا هاوس ليكون متسقاً مع متطلبات الحياة ومكاناً يقصده الزوار الذين اصبحوا يرتادونه من كل أنحاء العالم والسودان، مشيراً إلى أن اهتمام حكومة الولاية والحكومة والمنظمات الطوعية بالمركز واحد من اهم مطلوبات الثقافة والتراث بدارفور. وأبان دقاش ان مؤسسته تضم احدى أميز الشاعرات اللائي ساهمن في تطوير الاغنية السودانية مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضي.