أبدى مواطنون ببورتسودان بالغ استيائهم من الارتفاع غير المسبوق لأسعار السلع الغذائية، كما شكا زائرون للمدينة من إيجارات الشقق والفنادق التي وصفوها بالمبالغة، وعبر مواطنون ساخطون عن ممارسة الكثير من التجار انتهازية مقيتة واستغلالاً ينهى عنه الدين الإسلامي، وذلك للثراء بالاستفادة من الاحتفال بليلة رأس السنة التي تشهد استقبال حاضرة البحر الأحمر لأكثر من ثلاثين الف زائر، وكانت «الصحافة» قد اجرت جولة بفنادق بورتسودان ووجدت ان كل الغرف قد تم حجزها، وان الاسعار ارتفعت بنسبة زيادة بلغت 500% خاصة الشقق الفندقية، ويتوقع مراقبون وتجار أن تشهد الاسعار خلال اليومين القادمين ارتفاعاً غير مسبوق، ويقول الموظف طارق محمد موضحاً اسباب هذه الظاهرة، ان الكثير من اصحاب الشقق الفندقية يستغلون المناسبة ويعملون على مضاعفة الأسعار، وذلك للثراء السريع، واصفاً هذا المسلك بالمنافي للقيم والأخلاق، وتوقع أن يكون ذلك سبباً في هروب سواح الداخل من بورتسودان والاتجاه لمدن أخرى، وزاد: «هذا أمر غير موضوعي وليس منطقياً ويؤثر سلباً على السياحة، بل ويزيد من الاعباء على المواطن البسيط الذي يواجه ظروفاً صعبة نهاية كل عام بسبب الارتفاع الجنوني في الاسعار». ومن جانبه ينفي خالد سعدان بوزارة السياحة بولاية البحر الأحمر ما يشاع بأن الشقق لا تخضع للمراقبة، وقال إن الأجهزة المختصة تمر على الشقق وتقوم بتسجيل النزلاء خاصة شرطة السياحة، واضاف خالد قائلاً إن لدينا أسعاراً معروفة في الأيام العادية تصل الى «150» جنيهاً كحد اقصى، وزاد قائلاً: «هناك مراقبة ومتابعة كاملة لكل شقق الولاية، ويوجد بيننا اتصال بوصفنا جهة مختصة». ومن ناحيته يؤكد مدير فندق بوهين هاشم علي دهب ضعف الاقبال على الفنادق في هذا العام مقارنة باحتفالات رأس السنة في العام الماضي، موضحاً أنه من مجموع ستين غرفة تم حجز عشر فقط، مبدياً دهشته من الإحجام الكبير لسواح الداخل هذا العام، ويرفض الاتهام الموجه لأصحاب الفنادق بتعمدهم زيادة الاسعار استغلالاً لمناسبة احتفالات ليلة رأس السنة، مؤكداً أن اسعارهم ثابتة، وذلك لأنهم متعاقدون مع العديد من الجنسيات الاجنبية مثل تركيا ومصر واليابان، كاشفاً عن أن سعر الغرفة في اليوم يبلغ «171» جنيهاً و «199» للشخصين، و «400» جنيه لغرف الأسر. ومعروف أن مدينة بورتسودان خاصة في أمسية رأس السنة، تشهد تجمعات المواطنين والاسر على امتداد منطقة السوق «الموقف العام» الى منطقة الكورنيش على ساحل البحر الاحمر، كما يوجد الباعة المتجولون، ويتهم مواطنون الباعة والتجار واصاحب المخابز وسائقي الركشات ووسائل النقل العامة بممارسة الاستغلال أيضاً في مناسبة رأس السنة، ويعملون على رفع الاسعار بصورة مبالغ فيها، ويقول المواطن حامد: «حتى اصحاب الركشات يستغلون هذه المناسبات، حيث يقومون برفع قيمة المشوار من ثلاثة جنيهات الى ستة جنيهات». وقال أحمد محمد «صاحب ركشة»: «نقوم برفع تسعيرة المشوار من ثلاثة جنيهات الى ستة جنيهات»، ويشير أحمد علي إلى أن ليلة رأس السنة افضل ايامه التي يحصدون فيه أرباحاً طائلة، معتبراً أن الجميع يرفعون الاسعار فلماذا لا يفعلون هم ذلك، ويقول عمر اوهاج صاحب مقهى يطل على ساحل البحر الاحمر انهم يعتبرون ليلة رأس السنة موسماً للربح، لذلك يعملون على مضاعفة الأسعار بنسبة 300%. اما المواطن هاشم فقد عبر عن بالغ سخطه من بروز ظاهرة الجشع التي اعتبرها مهدداً حقيقياً للشرائح الضعيفة، وقال إن المواطنين البسطاء من أهل بورتسودان لا يملكون القدرة على المشاركة في احتفالات رأس السنة، ويقول إن السلطات تتفرج على الانتهازية التي يمارسها التجار ولا تقدم على فعل شيء يضبط السوق.