فاجأتني الاعلانات التي تشير إلى حفل بمناسبة رأس السنة، وكنت أظن للوهلة الأولى أن الحفل ينظمه المتعهد (شلدم) أو حسن عبد الله المشهور باستجلاب الفرق الاثيوبية! أو حتى فرقة الخرطومجنوب حتى فوجئت بأن الحفل تنظمه ولاية الخرطوم وهو حفل تجاري بالتذاكر وترعاه إحدى الشركات. هل تحولت ولاية الخرطوم إلى شركة للانتاج الفني أم متعهد حفلات؟ ومن قال ان مشكلة الخرطوم هي أزمة في حفلات رأس السنة حتى تتحول الولاية لاقامة حفلات جديدة؟. يبدو أن الولاية أرادت أن تحل مشكلة (المواصلات) فلم تجد طريقة فتحولت إلى (الحفلات).. بالمناسبة.. الحفلة الجاية وين عزيزي الخضر؟!! ويا جمال النيل والخرطوم بالليل! (2) السيد وزير الثقافة بولاية الخرطوم، الدقير أرجو أن يبدأ برنامجه الثقافي ويتركنا من هذه الخطب الرنانة فقد أكلنا ثرثرة وشبعنا ثرثرة!! ما هي خطط الدقير ومشروعاته وما هي تصوراته لدعم الثقافة في الخرطوم واقامة البنى التحتية الثقافية في مدينة بلا (قاليري) ولا متحف للتراث ولا مسارح احترافية ولا ألوان ولا موسيقى؟!!.. ما هي المشروعات التي انجزها الدقير منذ تسلمه مهام الثقافة وكيف ينظر للعمل الثقافي والإعلامي بولاية الخرطوم؟!! عزيزي الدقير، أرجو أن تبدأ العمل فوراً وتترك الثرثرة والاجتماعات و(الخطب العصماء)! (3) لا أفهم كيف يتجاوز التلفزيون في الاحتفال بيوبيله مبدعا في قامة مكي سنادة؟ رجلا له بصمته وجهده وفكره في ساحة التلفزيون ولكن الذين لا يعرفون مكي سنادة أقصوه، وهو رجل نقش اسمه بأحرف من ذهب في ذاكرة الابداع! عفواً عزيزي مكي سنادة، أنت أكبر من هذه الجوائز والمهرجانات والليالي الملاح!! مكي سنادة مبدع سوداني أصيل تكريمه شرف للجهة التي تكرمه وهو مازال قادراً على العطاء والابداع، وأرجو أن يقدم لنا مواسمه المسرحية ويقدم بيانا بالعمل للذين تعمدوا اقصاءه ان الابداع الحقيقي لا يحارب!! (4) تجاوز مبدعة في قامة سهير الرشيد في يوبيل التلفزيون أكد أن التلفزيون، يحتاج لمن يقرأ له تاريخه. سهير الرشيد مبدعة وطنية أصيلة قدمت أحلى سنوات عمرها للتلفزيون ثم هاجرت ووجدت التقدير خارج الحدود فحرام أن تظلم من ذوي القربى! وهي تعود لوطنها لتقدم جهدها في ساحة أخرى من ساحات العطاء الوطني. سأحكي هذه القصة لأؤكد على تفاني هذه المبدعة وحبها للتلفزيون، ففي العام 1988 عام السيول والفيضانات وفي ليلة ماطرة غاب مذيعو الأخبار الرئيسية بفعل الأمطار فساد الهرج والمرج في استديو الأخبار وفي اللحظة الأخيرة اهتدى المخرج إلى ادخال سهير الرشيد إلى استديو الأخبار لانقاذ الموقف، وهي كانت موجودة داخل حوش التلفزيون وفعلا أنقذت سهير الموقف باحترافية، رغم انها لأول مرة تقرأ الأخبار الرئيسية ونجحت في الامتحان بامتياز في قراءة الأخبار من ورقة مكتوبة بخط (ردئ) ولم تكن حينها التقنيات الحديثة مستخدمة في الأخبار لو لم تقدم سهير الرشيد أي شئ غير ذلك للتلفزيون لكفاها ولكنها المزاجية التي أبعدتها عن التكريم الذي تستحقه عن جدارة!! وهي الإعلامية المؤهلة أكاديمياً ومهنياً. (5) الفنان سيف الجامعة، قدم أغنية وطنية جديدة من كلمات الشاعر المتميز مدني النخلي، والأغنية رائعة كلمات ولحنا وأداءً، وتحمل مضامين اجتماعية وانسانية عميقة رشحتها بأنها أغنية العام 2012. لا تنحني لو ينحني الصخر الأصم ويرتد وش الضي غرب لو عدي عكس الريح شراع وانهدَ حيلا فيك تعب أتجرع الحنضل وأقيف فوق المسامير بالغصب لا تنحني... يا زاهد العيشه الفقر فاضلك ايه وبتملكو غير صوتك الدغري وسنين غير نجمك العالي وأمين يهدي الضهابا المتعبين غير منجلك وكدنكتك وتقاوى للجدب اللعين لا تنحني لو ينحني الصخر الأصم