الأستاذة إخلاص نمر.. طاب يومك.. وعافاك الله من الوعكة الطارئة التي داهمتك..0 هذه مناصرة لحواء السودان مبعثها الواقع المعاش. آمل ان ترى النور بزاويتك الهادفة «نمريات».. مع شكري. تناول قلمي في سانحة فائتة ثقافة الخدمة المدنية تألقها وشموخها في عهدها الذهبي البهي وحتى اعقاب القرن المنصرم، ثم ضمورها وانكماشها بل وأدها في عهود متلاحقة من الحكم الوطني بشقيه: الديمقراطي والشمولي. أصبحت الخدمة المدنية اليوم مثقلة بالهموم، وتئن من جراح دامية، وصارت تلهب ظهرها سياط الوهن والضعف، حتى كادت ان تقترف بها الاقدار الى حافة الردى! ذكرت في ذات المقال ان رجالاً افذاذاً كانوا قد وضعوا مبادئ وفلسفة وادب الخدمة المدنية في عصرها المتألق. رغم ما اصاب الذاكرة من اهتراء وتصحر، ولكن هناك مواقف واحداث ابطالها رجال شوامخ، ما زالت قابعة في ركن قصي بالذاكرة، وددت طرحها في مقالتي هذه علها تكون انموذجاً يحتذى ونبراساً يضيء ويهتدي به زمرة جيل اليوم وجيل الغد. ٭ عندما كان العم حماد توفيق وزيراً لمالية السودان، اختاره مجلس الوزراء يومذاك ليكون مديراً للبنك الزراعي السوداني الذي أنشئ وهو يتبع لوزارة المالية. وعندما تبين له ان راتبه الشهري يفوق راتب الوزير الذي يرأسه، قدم استقالته لهذا المسلك المعوج وعندما خفض راتبه سحب الاستقالة. ٭ رفض استاذ الاجيال أحمد بشير العبادي عليه الرحمة وهو مدير لمدرسة حنتوب الثانوية طلبا تقدم به ابنه كرار وهو مدير جامعة ام درمان الاهلية حالياً، لتحويله من وادي سيدنا لحنتوب. ورد عليه والده بخطاب رسمي برفض طلبه لان هناك طلاباً سبقوه يطلبون التحويل. ٭ رفض الأستاذ سر الختم الخليفة وهو مستشار للتربية للرئيس نميري، رفض منحة مالية قدمت له ولرصفائه من الوزراء من احد القادة العرب «02 ألف جنيه استرليني» ردّ المنحة لخزينة الدولة بخطاب طلب فيه من الرئيس نميري تخصيصها لتسهم في حل قضايا التعليم الشائكة. فهذه نماذج لرجال قامات، وضعوا الوطن في حدقات العيون. وتحلوا بالعفة وطهر اليد، ونقاء السريرة. فأين نحن من هؤلاء؟ ولماذا لا نقتفي أثرهم؟ غمر وجداني تشاؤم قالت في عدم استقامة عود الخدمة المدنية التي عصفت بها رياح الدمار والخراب، ولكن وكما ذكرت سلفاً ان املا اخضر جعلني اتفاءل، وذلك لما شاهدته بام العين عند زيارتي لمرفق مالية ولاية الخرطوم ووجدت المرأة السودانية صارت تمسك بزمام الموقف تتولى ارفع المناصب القيادية، وتعمل كما شاهدتها بجد ونشاط وانضباط تام ومسؤولية كاملة. وتيقنت انها باعثة الروح في الخدمة المدنية. كيف لا فهي مفخرة اي مفخرة للوطن، ولحواء السودان. هذه القائمة حملها لي الابن الشاب النقر آدم بادارة الاعلام بالمالية، جاء يحملها والغبطة تملأ جوانحه، فإلى قائمة الشرف النسوية: نساء يؤدين واجبهن الوطني بوزارة مالية ولاية الخرطوم: 1- السيدة هدى محمد عثمان - مديرة الادارة العامة للتنمية. 2- آمنة السيد محمد خير - مديرة الادارة العامة للمالية والادارة. 3- عفاف عثمان محمد خير - مديرة ادارة التخطيط. 4- السيدة نوال بشير - مديرة ادارة الحسابات. 5- السيدة زينب محمد الحسن - مديرة ادارة الاعلام. 6- السيدة آسيا عوض الله عبد الله - مسجل الجمعيات التعاونية. 7- السيدة عايدة امام المحسي - مديرة شؤون العاملين. 8- السيدة فائزة محمد عمر - مديرة ادارة الخدمة العامة. 9- السيدة محاسن عبد الوهاب - مديرة ادارة التدريب. 01- السيدة رجاء حسن الصادق - مديرة ديوان الضرائب. 11- السيدة اخلاص التجاني - مديرة ادارة الميزانية. 21- السيدة فتحية ابو زيد - مديرة المشتريات. 31- السيدة صفية عبد الحميد - مديرة التفتيش والرقابة المالية. 41- السيدة منى أبو زيد - مديرة ادارة المشتريات. 51- السيدة نايلة بشير المبارك - مديرة الادارة الهندسية والمشرفة على مباني المرافق العامة بالولاية. لله درك حواء السودان، فهذه نخبة وعقد نضيد يشرف المرأة السودانية، وددت طرحه حتى تطمئن القلوب. ألم يخترق قلبك اخي القارئ الحصيف تفاؤل وسيم بأن حواء السودان ستشهر سلاح التقييم والتقويم لاصلاح الخدمة المدنية تعيدها لسيرتها الأولى تألقاً وشموخاً؟ دعنا نتفاءل. واعمل حسابك أخي د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم من هذا الزحف (الحوائي) المتواصل. شكري للأخت إخلاص على سعة صدرها. الله الموفق والمستعان حسين الخليفة الحسن خبير تربوي