من خلال ما هو مقروء ومسموع في وسائل الإعلام وروايات شهود العيان بدا واضحا ان منسوبين إلى قبيلة الرزيقات في المحليات الحدودية في ولاية شرق دارفور دخلوا وبطريقة غير مباشرة في صدامات و مواجهات مع الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان على طول المناطق المتاخمة لحدود ولاية شرق دارفور مع ولاية شمال بحر الغزال، وتوقع متابعون للأحداث الجارية في الحدود ان تتوسع دائرة الصراع ويمكن ان تشمل حدود ولاية جنوب دارفور مع دولة جنوب السودان اذا لم يضع الجانبان في البلدين حدا لمشكلة الحدود القائمة بينهما عبر سحب الجيش الشعبي من الحدود و فتح المراعي امام البادية وقطعان الماشية و نزع الألغام التي زرعها الجيش الشعبي على طول الحدود والطرق، ففي ظل هذه المواجهات المسلحة والتي أودت بحياة أكثر من 50 قتيلاً وعدد 100جريح أصبحت حدة التوتر في زيادة وتوسع مستمر في مناطق بلبلا وكنافس كدكي المقابلة لمقاطعة راجا التابعة الى ولاية غرب بحر الغزال. وكان معتمد محلية الفردوس عاصم محمد عثمان بخاري قال ان مجموعة تتبع للجيش الشعبي بدولة الجنوب تقدّر بأكثر من 500 فرد اعتدت على منطقة بلبلا وكنافيس كدكي التي لم تكن ضمن المناطق المتنازع عليها بولاية شرق دارفور موضحا ان المجموعة قتلت 8 من المواطنين من بينهم 4 أطفال ونهبت400 رأس من الأغنام و500 من الأبقار واعتبر بخاري ان تصريحات رئيس دولة الجنوب بسحب قوات الجيش الشعبي من الحدود حديث للاستهلاك السياسي وليس له اي اثر على ارض الواقع، مبينا ان الجيش الشعبي صعد من هجماته على المواطنين في بواديهم الأمر الذي جعلهم يدافعون عن أنفسهم وأموالهم. فيما طالب العمدة محمد عمر آدم من قبيلة الرزيقات بمحلية الفردوس الحكومة الاتحادية بالتدخل لحماية مواطنيها في الحدود بين ولايات دارفور ودولة جنوب السودان، وابدى العمدة أسفه لصمت ابناء الولاية المشاركين في الحكومة الاتحادية وفي المجلس الوطني مؤكدا ان الحرب التي يشنها جيش دولة الجنوب على المواطنين مخطط لها من قبل القيادة العليا لحكومة الجنوب، واشار العمدة محمد عمر في حديث ل(الصحافة) الى أن مجموعة من أبناء البادية للرزيقات تحركت ولحقت بالمجموعة المسلحة التي نهبت المواشي وتمكنت من القبض على أفراد من المجموعة واستعادة عدد 250 من الأغنام و200راس من الأبقار المنهوبة بعد اشتباكات ضارية مع قوات الجيش الشعبي في منطقة (كدكي) وأسفرت المواجهات عن استشهاد عدد من أبناء القبيلة، من جانبه قال معتمد بحر العرب الضيف عيسى عليو ل(الصحافة) إن دولة الجنوب اعتدت على فرقان البادية. وأضاف قائلاً: (إن الخطوة استفزت أبناء الرزيقات الذين ردوا الهجوم حتى داخل دولة الجنوب فى منطقة كدكي، وأعادوهم إلى داخل أراضيهم). وأشار عليو إلى أن معتمد الفردوس فى الميدان مع الفرسان طيلة يوم أمس. وفي السياق قال الناطق الرسمي باسم شورى الرزيقات محمد حسين ضي النور: (إن الرزيقات اشتبكوا مع قوات الجيش الشعبي في منطقة كدكي الجمام المرحال الغربي للرزيقات وأسروا (10) من ضباط الجيش الشعبي، واستولوا على (10) دوشكات، ومدرعتين، وقتلوا أكثر من (100) من أفراد الجيش الشعبي). وطالب ضي النور في تصريح صحفي الحكومة، بضرورة التحرك لحماية الحدود، وقال: (نحن فرسان، وقادرون على حماية بلدنا، لكننا الآن نحارب جيش دولة) فيما قال المهندس عبد المجيد الزاهي والي ولاية شرق دارفور بالإنابة في اتصال هاتفي مع (الصحافة) ان الاعتداء الذي شنته قوات الجيش الشعبي التابع الى حكومة دولة جنوب السودان يوم الأربعاء على قوافل البدو خارج منطقة سماحة الإدارية التابعة الى محلية بحر العرب أوقع عدد(5) قتلى من قبيلة الرزيقات وإصابة وجرح (52) من الرعاة و المواطنين ووصف الاعتداء بالسافر وغير المبرر لأنه تم من جيش دولة على الرعاة وأوضح الوالي بالإنابة ان المواطنين الذين تعرضوا الى اعتداء لم يدخلوا في اشتباكات مباشرة مع الجيش الشعبي وكانوا خارج منطقة سماحة وهاجمهم الجيش بأسلحة ثقيلة بعيدة المدى، واشار الى ان الهجوم خلق ظروفاً صعبة في الحدود بين الدولتين وان جل الذين قتلوا وجرحوا نقلوا الى مستشفى الضعين وينتمون الى بادية قبيلة الرزيقات التي ترعى في منطقة سماحة و منطقة الميل 14 منذ الأزل، موضحا ان الجيش الشعبي زرع كل الطرق المؤدية الى منطقة سماحة الإدارية بالألغام المضادة للدروع والمحرمة دولياً، وطالب الحكومة الاتحادية بإيجاد حل للمشكلة في أسرع وقت وحماية مواطنيها من هجمات الجيش الشعبي الذي احتل منطقة وحدة سماحة لافتا الى ان لا خيار لمواشي بادية الرزيقات إلا التحرك نحو بحر العرب من اجل المياه والمرعى. فيما اعترف الجيش الشعبي لاول مرة بان قواته في منطقة وأريقت المسماة بسماحة كدكي وكنافيس وكرادم واجهة قتالاً شرساً وقتل منها 32 وفقدان عدد منهم في نفس المناطق وقال العميد، ملاك أيوين رئيس إدارة المعلومات والعلاقات العامة بالجيش الشعبي ان الهجوم وقع على قواته التي كانت تقوم بهمة العرض، فيما قال محافظ مقاطعة غرب بحر الغزال، رزق زكريا حسن انه (هجوم منسق بشكل جيد) وقع في منطقة تبعد 119 كم شمال مدينة راجا.