إن الذين يتحدثون الآن عن تطوير منطقة بارا وتنميتها والاستثمار، مطالبون بتوفير أدوات ووسائل السلامة، وخاصة سيارات الإطفاء، قبل الإقدام على أية خطوة تنموية، ونقول لهم صراحة إنكم إذا لم تفعلوا ذلك مقدماً، فكأنما تقولون لمن يريد الاستثمار في هذه المنطقة، خذ أموالك ومعداتك واذهب إلى بارا، ولكن إياك أن تحترق، فنحن لسنا مسؤولين عن سلامتك! فحسب علمي، بناءً على إفادة بعض الأهالي، فإن أكثر من مواطن مسكين ومغلوب على أمره، قد فقد منزله وممتلكاته، وكاد يفقد بعض أطفاله، لولا أن تداركهم الله برحمته وأنقذهم الجيران، من موت محقق، مستخدمين وسائل بدائية للغاية، لا تتناسب مع هذا العصر، للسيطرة على الحريق. ولذلك نخاطب السيد وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود طالبين من سيادته التكرم بإصدار تعليماته للجهات المختصة بتوفير سيارة إطفاء واحدة فقط لإنقاذ بارا، التي تربطها بكسلا صلات الرحم؛ فهي مسقط رأس سيدي الحسن الميرغني، ودفنت سرته في ثراها الطاهر، وبين المدينتين من أوجه الشبه الشيء الكثير، أقلها أن كلتيهما موطن للجمال والخضرة والحسن. ونرجو من كافة الجهات ذات الصلة، في الولاية والمركز، تحمل مسؤوليتها تجاه بارا ومواطنيها، وممتلكاتهم، قبل أن تلتهمها النيران، ولات ساعة مندم. ومن المؤسف أن يفقد الشيخ حسين معلم القرآن والإمام القارئ المعروف في بارا وضواحيها، منزله، ولكن مع ذلك فهو يعبر عن بالغ أسفه لفقد مكتبته التي كانت تضم عدداً كبيراً من المجلدات، والكتب النادرة في مختلف أنواع المعارف، خاصة الفقه والتفسير والحديث، وما هو مؤسف أكثر احتراق أربعة مصاحف، مكتوبة بخط اليد يعود تاريخها إلى عام 1905م، وهي لذلك تعد من المخطوطات النادرة، ولذلك نتمنى أن يفي السيد المعتمد بما وعد به من دعم للشيخ حسين في هذا المصاب الجلل. من ناحية أخرى فقد فقدت مواطنة بالحي الغربي في الأيام الأخيرة منزلها الذي يقدر بمائة ألف جنيه، ولم تجد مساعدة ولا حتى زيارة من أي مسؤول حكومي أو جهة رسمية لتواسيها في ما أصابها، ونسأل الله لها العون، ونرجو من المواطنين الكرام الذين لا يبخلون في مثل هذه الحالات، حسب عهدي بهم، أن يغيثوا أختهم، فإغاثة ذي الحاجة الملهوف واجبة، كل حسب استطاعته. وبارا، يا حضرات السادة، لها يد سلفت ودين مستحق، على كثير من التجار والرأسمالية الذين وضعوا بها عصا الترحال ردحاً من الزمن، فأغنوا فيها وكسبوا الكثير، ولكنها لما ضاقت عن رؤوس أموالهم، وطموحهم التجاري، حزموا أمتعتهم وأخذوا ما خف وزنه وغلا ثمنه وغادروها، ومن واجبهم أن يردوا لهذه المدينة شيئاً من الجميل. ومن أبناء بارا الذين أرضعتهم من ثديها ومرغوا أجسامهم في رمالها صغاراً أناس يشغلون الآن مواقع ومناصب متقدمة في الدولة، وهنالك من تلقى التعليم في مدارس بارا ونال أعلى الدرجات، وكل هؤلاء ينبغي عليهم التنادي من أجل نجدة أمهم، قبل فوات الأوان. ونريد منكم جميعاً بذل الجهد لشراء ولو سيارة إطفاء واحدة، لتدركوا بارا.. قبل أن تحترق. [email protected]