تحدى الرئيس عمر البشير رعاة وثيقة «الفجر الجديد» بتبنيها كبرنامج انتخابي في الانتخابات القادمة، وحذر من ان مناداة الوثيقة التي وقعتها احزاب معارضة وحركات مسلحة بكمبالا في ديسمبر الماضي بحل القوات النظامية سيكون البديل لها قوات ترعرعت في كنف استخبارات أجنبية معادية، وطالب الاحزاب بعقد مؤتمراتها حتى لا تتعلل بعدم عقدها عند حلول الانتخابات. وفي الاثناء، دعا المؤتمر الوطني الى ضرورة اعلان استنفار الشعب السوداني «لمواجهة التحديات»، واعتبر الوثيقة بمثابة اعلان حرب على الله ورسوله «صلى الله عليه وسلم». وشدد مجلس شورى المؤتمر الوطنى فى توصياته الاقتصادية للخروج من الازمة الاقتصادية الراهنة على ضرورة بذل المزيد من الجهود فى مكافحة الفساد والاسراف ، والمواصلة فى خفض الانفاق الحكومى باعادة هيكلة الدولة وضبط وحصر الاستيراد فى الاحتياجات الضرورية ، والعمل على زيادة انتاج البلاد من البترول ، واعادة هيكلة القطاع الاقتصادى وتشجيع الاعفاءات الضريبية لزيادة الاستثمار. و طالب مجلس الشورى القومى فى ختام اعمال دورة انعقاده السادسة مساء أمس الجمعة بالاهتمام بالخدمة المدنية واصلاحها وتطويرها والاهتمام بقطاع النقل خاصة السكة حديد واكمال سياسة التحرير الاقتصادى و دعا المجلس لتطوير القدرات القتالية للقوات النظامية بتقديم الدعم المادى والمعنوى واللوجستى . كما طالب بمراجعة الصرف على الوظائف المنشأة حديثا بالمركزوالولايات ، ووضع خطة علمية محكمة للحد من انتشار السلاح وملاحقة المتورطين ، واكدت توصيات اجتماع المجلس فى هذا الصدد على ضرورة الاهتمام بالقضايا الحياتيه ومحاربة الفقر وتذليل معاش المواطن بتفعيل المشروعات التكافلية والاجتماعية والمحافظة على توازن السوق ومكافحة الممارسات الاقتصادية السالبة ،والعمل على تعزيز الخدمات الطبية والصحية بتسهيل العلاج وتوفيرالدواء . فيما اكدت توصيات اللجنة السياسية والتنظيمية وشورى الولايات على ضرورة مواصلة الالتزام بالشورى كمنهج دائم لتفعيل الممارسة الراشدة للسلطة ، اعتماد المؤسسية والمرجعية التنظيمية للحزب على المستوى القيادى والقاعدى ، والاستعداد وتهئية المناخ السياسي للانتخابات القادمة فى جو من الحريات. وتحدى الرئيس عمر البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني، رعاة وثيقة الفجر الجديد يتبني الوثيقة والتقدم بها كبرنامج انتخابي يطرحونه على الشعب السوداني في الانتخابات القادمة بعد عامين. وتابع «لا مانع لدينا بان يقدم متبنيها نفسه في الانتخابات واذا الشعب السوداني فوضه فله أن يفعل ما يريد». وأكد الرئيس لدى مخاطبته فاتحة اجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني امس ،ان عملية التحول الديمقراطي التي تنادي بها القوى المعارضة «لا يمكن أن تعبر عنها ما أسموها بوثيقة الفجر الجديد». وتساءل البشير «هل بند فصل الدين عن الدولة الذي حوته الوثيقة يعبر عن الشعب السوداني؟. . هل الشعب السوداني يريد فصل الدين عن الدولة والغاء الشريعة أو يتحدث عن اباحة واتاحة كل الموبقات؟». وحذر من توجه الوثيقة بحل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وأضاف «نسأل القوى السياسية هل هذا مطلبكم؟ هل الأجهزة التي تكونت وترعرعت في ظل استخبارات أجنبية معادية هي أمينة على أمن هذا البلد؟ وهل من يجتمعون في كمبالا وغيرها هم الأحرص على هذا البلد؟». وطالب البشير الأحزاب بالاستعداد المبكِّر للانتخابات العامة بعد عامين، ودعاها لعقد مؤتمراتها ومجالس شوراها، حتى لا تدعي عدم الجاهزية عندما تطرح المفوضية برنامج الانتخابات، وأكد أن حزبه جاهز اليوم وغداً وفي أي وقت للانتخابات، نظراً لانتظام مؤسساته التي لم يحدث أن تأخرت عن تواريخ انعقادها. وجدد الدعوة للأحزاب وكل الفعاليات للمشاركة في اعداد الدستور الدائم للبلاد، قائلاً «لن نؤخِّر قضايا الوطن الرئيسية لمن يتخلّف عن الركب». وأشار الى أن الدعوة موجهة لكل من أراد المشاركة وكل صاحب رأي ممن قدمت له الدعوة أو لم تقدّم، ورحب بمساهمات الكتاب والاعلاميين والصحفيين، وقال «نعمل من أجل اعداد وثيقة تعبّر تعبيراً حقيقياً عن الشعب السوداني يتبلور حولها شبه اجماع». وأضاف البشير «على من يتحدّثون عن التحول الديموقراطي والتبادل السلمي للسلطة أن يوقنوا أن أول عنوان في هذا التحول هو الدستور»، مؤكداً أن العيب الوحيد في الدستور الحالي هو أن اسمه «دستور انتقالي». وذكَّر الأحزاب بأنها شاركت في وضع الدستور الانتقالي، بجانب مشاركتها في كل القوانين والمؤسسات المطلوبة للتحول الديموقراطي مثل قانون الانتخابات ومفوضيتها ومفوضية الأحزاب ومجلس الأحزاب. في سياق متصل، دعا مجلس شورى المؤتمر الوطني الى ضرورة اعلان استنفار الشعب السوداني من اجل مواجهة التحديات والصعاب التي تواجه الوطن والمشاركة فى وضع الدستور الدائم ، وأمن المجلس على فتح وبسط اللقاءات الشورية لاشراك القاعدة العريضة من الشعب للاسهام فى تحقيق الإجماع المطلوب على الدستور، وسد الباب امام دعاة وثيقة «الفجر الجديد». واكد رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني ابوعلي مجذوب لدى مخاطبته فاتحة أعمال الدورة السادسة للمجلس امس ،ان وثيقة الفجر الجديد لا تحمل جديدا الا محاربة الله ورسوله، واقامة نظام علماني لا سبيل اليه، مؤكدا «انهزام نوايا من تبنوا الوثيقة وتخاذل من جاملوهم، وتملصهم».