٭ أهل وطني قوم يميلون للبساطة في كل أمورهم الحياتية، حتى انك أمام الكبار منهم لا تشعر بالغربة وانت وسطهم، سواء أكانوا كباراً بما حباهم الله من مال أو كباراً بشهاداتهم وتعليمهم وهكذا.. هكذا كان الحال عزيزي القارئ قبل وقت قريب «حتى يومنا هذا هناك الفئة الاصيلة التي ما زالت لم تتغير حتى لا يطالك اليأس» أما يومنا وزمننا هذا فهناك شرذمة أعلنت شعار الحركات الخلابة والتنميق والفلهمة والقرضمة «ووالله يا أخواني العينة دي تشعر بالضيق حتى في حديثك مع أحدهم.. يا ربي هم من بلدنا دي ولا مجنسين مع ناس تامر وهيفاء وديل، وحتى ديل وحات الرسول ولا عاجبننا ولا حاجة». أخال أن هؤلاء اذا اتصفوا بالسذج أو الغلابى أو أى صفة اجمل واروع من استلاب الشخصية أو الخلاعة والهيافة الذي هم فيها. ان سعادتنا اعزائي قراء ونسة تكمن في قيامنا بواجبنا مع خالقنا الذي يجب ان نستحي منه في كل سكناتنا وخلجاتنا، إذ أن شعار «الاختشوا ماتوا» الذي ينتهجه البعض، لا يهم ان كان معنا نحن البشر «إلا عاد ربنا ده مفروض الناس تخجل منو!». ان الكلام يسهل نطقه وذكره وتجميله، ولكن من الصعب صياغته في مُثل عليا او صفات حميدة واعمال جليلة بحيث ينأى بصاحبه عن صغائر الامور الحياتية.. قال الشاعر: نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة ٭ فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا الدنيا ام بناية قش التي قال عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «الدنيا ملعونة.. ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم». عالم ومتعلم.. عالم ومتعلم ترى هل يوافقني القارئ ان معظم بلاوي مجتمعنا تأتي من بعض «ناس العلام ديل» وان المثل السوداني صدق في ان «القلم ما بزيل بلم».. وإلا ماذا لو ان الفئة المتعلمة في كل أسرنا السودانية وظفت هذا العلم في إبعاد كل السلبيات الدخيلة علينا؟.. إلا عاد هم فاضين من الموبايلات دي!!.. واذا الموبايلات مافي النت قاااعد. واذا النت مافي حبيبي مفلس «بدون تذاكر ذاتو» اذن العِلة والداء وبيت القصيد بعض الذين «فهموا العلم والعلام والثقافة غلط» ولسنا بحُساد والعياذ بالله «والله التعليم ده تميناهو عديل لي حدو».. مشاهد لمثقفاتية: ٭ شلة شباب وشابات في الشارع وهم يتحدثون الى بعضهم بلغة الراندوك.. لغة يعلموا هم شرح مفرداتها وسط نظرات بعض كبار السن ويتخلل الضحك الونسة. - شابة في مناسبة اجتماعية لابسة المحزق والملزق على غرار التسمية «اديني حقنة» وتتفاخر بكلام نصو انجليزي، ووالدتها تقول لجارتها «طبعاً دي بنتي متعلمة وكده». - في معهد للكمبيوتر شاب يضحك ويتفاخر لصاحبه قائلاً: حا اقفل الفيس بوك بتاعي طبعاً دخلته باسم الفنانة «............» والله جاتني الف رسالة من معجبين شباب ورديت عليهم. - أخيرا رجاءً اقتبس دقائق من وقتك عزيزي القارئ وقف متفرجاً في الشارع ده.. وحاتشوف العجب.. في كرة القدم نسمع أسماء لعيبة أجانب.. في الفن نسمع بأجانب حضروا لاقامة حفلات في الكافتريات العمال معظمهم أجانب.. في المنازل في الخدمة أجانب.. يا ربي يكون كلام تلك الحبوبة كبيرة السن حقيقي عندما قالت: «أظنهم مع التجنيس الحاصل ده جابو شباب من بلاد بره.. عاد جنس ده البشوفو في الشارع ده يستحيل يكون مننا».