منذ عام ونصف العام كنت احاول لقاء رئيس الجالية السودانية بالامارات ورجل الاعمال السوداني عيسى آدم لكن لم يتم اللقاء واخيرا لعبت الصدفة دورها والتقينا في دولة الامارات عندما شاركت في احتفالات الجالية بالاستقلال وكنت سعيدة بالمهام التى يتقلدها والحيوية التى يمتاز بها وقد سمعت عنه كثيرا ممن دعاهم لحضور حفل ختام اعياد الاستقلال بالامارات وكنت اراقبه من على البعد وهو يرقص ويضحك مع زوجته واولاده وكل من حوله واحسست انه رجل مختلف يحتاج الى جلسات متعددة لمعرفة خفايا الجانب الآخر من حياته وكيف تحققت كل هذه النجاحات، وكان على بعد العودة الى الخرطوم ان انتظر حتى ينتهى من كل مشاويره الاجتماعية لاجلس اليه واخرج بهذه الونسة الجديدة . { أولاً نتعرف على الميلاد والنشأة ؟ -أنا من مواليد مدينة الفاشر غرب السودان ترعرعت فى اسرة سودانية بسيطة كاى سودانى وتسلحت منذ طفولتى بكل العادات والتقاليد والصفات السودانية السمحة التى يغرسها كل اب لدى ابنائه ، امى وابى يعيشون باركويت ولى اختان آسيا وفتحية واخوان وهم ابراهيم واحمد وانا انصارى من الجزيرة ابا واسرتنا الكبيرة فى كوستى . { درست وين ؟ -تلقيت كل مراحل تعليمى الاولية بالفاشر ثم انتقلت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الدراسات التجارية وكانت اجمل سنين عمرى التي قضيتها بالجامعة حيث كانت العاصمة حينها من اجمل الاماكن فى السودان وقد نشأت بينى وبين زملائي بالجامعة علاقة طيبة وقد دخلنا فى جمعيات أدبية وفنية وثقافية وهنا يأتى تنظيم المناسبات والاحتفالات بالطلاب الجدد وتوديع المتخرجين. {كيف بدأت العمل وماهي اول وظيفة تقلدتها ؟ -عملت حوالى اربع سنوات فى التنقل بين المصانع والشركات وكان اول راتب استلمته من شركة تعمل فى مجال البطاريات ومن ثم تنقلت الى بعض المصانع التي ليس لها وجود الآن بعد الطفرة الصناعية الكبيرة ودخول عالم التكنولوجيا الحديثة . { والهجرة والاغتراب؟ - ذهبت الى الخليج فى اواسط الثمانينيات وانتقلت الى سلطنة عمان ومكثت بها حوالى العشرة اعوام وكان الاهتمام اولا بالأسرة القريبة مثل الوالد والاب والاخوان ثم البعيدة منها الاقارب كافة ثم كان مطالب الانسان ان يكون اسرته الصغيرة الزوجة والابناء . { زواجك كان زواج مغترب ؟ - تزوجت فى عام 1989 وكان زواجي بسيطا كأي زواج سودانى ليس به بزخ المغتربين والحمد لله اقلهن مهرا اكثرهن بركة وانا سعيد جدا بأن رزقنى الله حسنة الدنيا الزوجة الصالحة والابناء البارين والزوجة كانت جارتنا وشقيقة صديقى بالدراسة . { ومتى انتقلت من عمان الى الامارات ؟ -انتقلت الى دبى فى العام 1995 وبالرغم من ان دراستي كانت تجارية ولكن كنت ميالاً اكثر للتسويق والمبيعات بشكل عام وفضلت ان اهتم بموضوع الدورات التدريبية فدخلت في الكثير من الدورات وورش العمل من 89-90 ،وكان وقتها لايدخل هذا المجال الا الاروبيون وقد اكتسبت خبرة كبيرة فى هذا المجال وحينها كانت دبى مدينة الاحلام والابداع والتميز فوجدت نفسى بها وسط كوكبة من المبدعين والمتميزين. { وكيف اصبحت رئيسا لمراكز التسوق بدبي ورئيسا لمراكز التسوق بالشرق الأوسط ؟ - عندما اتى مهرجان دبى للتسوق فى العام 1996 كانت دهشتى لاول مرة بالتجمع الثقافى والتجارى الذى يضم الكثيرمن الفعاليات وايضا كان مسرحاً للابداع متاحاً لكل شخص ان يبدع وبالتشجيع والفرص المتاحة. وجدت نفسى بين يوم وليلة رئيس مجموعة مراكز التسوق فى دبى وهى المجموعة التى تعتبر احدى الاذرع المهمة جدا فى دبى بما يختص فى التسوق وايضا هى احدى الواجهات المهمة للسياحة حيث ولدت فى عام 1997مع بعض المراكز الى ان وصلت الى ما وصلت اليه الآن ،وحينها وبعد تقلدي المنصب عملت جادا فى نشر ثقافة التسوق والفليات التى تخص الاسر والعائلات والتى تضع دبى فى رأس المدن المتخصصة بالتسوق والمهرجانات والفضل يرجع فى كل هذه النجاحات العظيمة التي حققتها للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن رشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات وحاكم امارة دبى. ومن خلال توجيهاته وجدت نفسى امتطيء هذا الجواد لاذهب بعيدا واصبح رئيسا فى مراكز الشرق الاوسط للتسوق التى تضم العديد من الماركات العالمية والعلامات التجارية بشكل عام وقد اصبحت دبى فى عام 2012 ثانى دولة فى العالم بعد مدينة لندن وبمشاركة العديد من الأخوة والاصدقاء اصبحت دبى قبلة للماركات العالمية التجارية وذلك بفضل البنية التحتية الملائمة والاجواء العائلية بتعدد الجاليات. { متى تم اختيارك رئيسا للجالية السودانية وكيف ؟ - بوجود هذا الزخم اصبح بدبى اكبر المراكز التجارية فى العالم وكسبت ثقة الجالية السودانية ووجدت نفسى رئيسا للجالية فى دبى عام 2010 وقد سبقوني رجال كانوا قدوتى لها منهم السيد كمال حمزة وبوجوده كان للسودانيين وضع خاص بالامارات وبالنسبة لعدد الجاليات بالامارات هنالك والذى يبلغ حوالى ال 200 جالية مختلفة وهذا العدد لايوجد فى الدول الاروبية او غيرها الشئ الذى جعل دبى قبلة للعالم . { كيف صار للسودانيين وضع مميز بالإمارات ؟ - كانت لزيارة الرئيس الاسبق جعفر نميرى صداها وهو اول رئيس عربى يزور الامارات وجاء رد الجميل عندما زار الشيخ زايد آل نهيان السودان بكل ولاياتها راكبا القطار وغيره وزار اقليم دارفور ومشروع الجزيرة واثمرت زيارته بدعم السودانيين حينها بفرص عمل كبيرة بدولة الامارات ومنهم من تحصل على مناصب فى الخدمة العسكرية والمدنية وغيرها وبحاجة الامارات لطاقم ادارى وفنى يستطيع ان يساهم فى ترتيب اوضاع الدولة كان للسودانيين النصيب الاكبر حينها مما جعل العلاقة وطيدة حتى الآن بفضل هذه الزيارة . { وكيف تطورت واهم الفوائد التي جناها السودان من الشراكة؟ -فى عام 2008 شهدت نشاطا من الناحية الاقتصادية والسياسية وقد برهن ذلك من خلال القرارات التى كانت تصدر وتنفذ فورا تجاه المصالح السودانية والمشروعات المشتركة حيث ان دولة الامارات تعتبر اكبر ثانى مستثمر بالسودان ومن استثماراتها وجود اربعة خطوط طيران تنطلق منها حوالى ست رحلات يومية (فلاى دبى -الاماراتية - العربية -والاتحاد) وهنالك اكثر من 80 رحلة اسبوعية من الامارات الى السودان وان دل ذلك على شئ انما يدل على متانة العلاقات والنشاط الاقتصادى والسياحى ، كما ان الاستثمارات الاماراتية بالسودان والبنوك وعددها خمسة، بنك ابوظبى الوطنى ومصرف السلام وبنك الخرطوم وابوظبى الاسلامى وفندق السلام روتانا وخط كنار للاتصالات وكذلك ساهمت الامارات فى الكثير من المشاريع الزراعية كما ساهمت فى دفع عجلة الانتاج من خلال تمويل المشاريع الاستراتيجية (سد مروى ) وخزان الروصيرص. وعندما اكتشف السودان الذهب كانت دولة الامارات اول دولة يصدر لها ممارفع حجم التبادل التجاري الى درجة عالية جدا بين الدولتين وقد ساهمت الامارات فى حل مشاكل دارفور وعودة النازحين ببناء المساجد والمدارس والمرافق الصحية ومحطات للكهرباء وغيرها ببعض قرى دارفور واختيار لمناطق كانت جرداء واصبحت نقطة جذب للنازحين والآن نحن متجهون للمشاريع المنتجة للأسر ونريد من هذا ان نجعل دارفور الخير الآمنة دارفور القرآن كما كانت غنية بالفقهاء ورجال الدين. { هل هناك عدد محدد لابناء السودان بالامارات ؟ -تضم الامارات حوالي 80 الف سودانى او اكثر وهناك عدد كبير من السودانيين يشتغلون فى مؤسسات اماراتية بالسودان . { نعود لحياتك الشخصية يقال ان كثرة الاموال لدى الرجل تحفزه للزواج للمرة الثانية هل تؤيد هذه المقولة ؟ -لا لا طبعا الا اذا تركت المرأة فراغاً عاطفياً لدى الرجل او اساءت الى اهله او اهملت اولاده هذه اسباب قاطعة ومؤدية للزواج بأخرى ليس دون ذلك وانا والحمد لله لى زوجة اتشرف بها كثيرا وهذا من نعم الله علي. { اي الفنانين تستمع اليهم في الغربة واحب الاغنيات لديك ؟ -ماعندى فنان واحد انا عندى اغنيات كثيرة مفضلة انا لما بسمع الجريدة من محمد الامين برتاح جدا واغنية امى الله يسلمك للتجانى حاج موسى وكمان سيد الاسم لكامل عبد الماجد لما يغنيها الجابرى والطير المهاجر لوردى لاننا مهاجرون وسال من شعرها الذهب لصلاح بن البادية (يضحك) زمان كنا نقول سال من شعرها الودك . { والفنانون الشباب؟ -ارحب بالشباب الجدد شريف الفحيل وطه سليمان وعصام محمد نور وعاصم البنا وغيرهم وهنالك اغنيات غريبة لبعض فناني الجيل لكنها ممتعة وخفيفة وحقيقة سعدت بمشاركة الفنانين عبد القادر سالم وحمد الريح وشرحبيل احمد لنا بالامارات فى احتفالات الجالية بعيد الاستقلال المجيد، ومن خلال تلك اللقاءات نتطلع الى لقاءات اخرى بإذن الله وعمل الكثير من الجلسات والمنتديات الثقافية لتعريف اجيالنا بثقافتنا وفننا وكل ماهو جميل. { وجبات محلية تتناولها في الامارات ؟ -العصيدة بملاح الروب احبها جدا { والمشروبات ؟ -احب عصير المنقة والحلو مر فى رمضان { في الكورة هلال ولا مريخ ؟ -أشجع الهلال والمريخ معا واميل للمريخ كثيرا وانا صديق حميم لجمال الوالى ومعتصم جعفر وكرار التهامى والبرير والمطلوب منهم ان ترتقى كرة القدم السودانية للافضل ونحن بالجالية بالامارات لدينا عدة فرق رياضية منها المدفعجية بقيادة كوتش عائشة وهو فريق مميز وفريق برجمان الذى فاز بعدد من الكؤوس منها المؤسسات والخطوط الجوية السودانية والجاليات. { كلمة أخيرة ؟ {أشكرك وداد الماحى لدعوتك لى لهذا اللقاء وأعجبني جدا تغطيتك المشرفة بالصحف اليومية لاحتفال الجالية بالامارات والتحية لصحيفة الصحافة التى ظلت دائما مرسى لكل هموم ومشاكل السودانيين بالداخل والخارج.وحقيقة اقولها ان المهاجر او المغترب يحتاج الى النظر بعين الاعتبار او الاهتمام لقضاياه البسيطة والتى تتمثل فى سرعة تسهيل بعض الاجراءات البسيطة واحتواءهم بالدفء والنظر الى مشروعاتهم التى يأتون بها وكيفية تنفيذها بارض الوطن دون تضخم القيود ، كما اتمنى ان ننهض بعملنا العام فى الامارات بمساندة المغتربين ابناء الجالية ونتمنى ان تزدهر العلاقات بين البلديين اكثر فأكثر وان يرفع البلاء والغلاء عن كاهل المواطن السوداني البسيط وشكرا جزيلا .